كردستان: اليوم جولة رابعة من المفاوضات حول الرئاسة في غياب بوادر اتفاق

التمديد لبارزاني عامين جزء من حزمة يرفض منافسوه تجزئتها

كردستان: اليوم جولة رابعة من المفاوضات حول الرئاسة في غياب بوادر اتفاق
TT

كردستان: اليوم جولة رابعة من المفاوضات حول الرئاسة في غياب بوادر اتفاق

كردستان: اليوم جولة رابعة من المفاوضات حول الرئاسة في غياب بوادر اتفاق

رغم عقدها لثلاثة اجتماعات متتالية خلال الأيام الماضية لم تتوصل الأحزاب الخمسة الرئيسية في إقليم كردستان (الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية) إلى أي نتيجة لحل أزمة رئاسة الإقليم، ومن المقرر أن تعقد هذه الأحزاب اليوم الجولة الرابعة من اجتماعاتها في مدينة السليمانية.
وقال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في برلمان الإقليم، فرحان جوهر، لـ«الشرق الأوسط»: «لا أتوقع أن نصل إلى نتيجة بهذه السرعة، لكننا سنصل إلى نتيجة لأنه ليس أمامنا أي حل آخر سوى التوصل إلى نتيجة. خلال الاجتماعات الثلاثة الماضية حصل تقدم كبير في المباحثات التي دارت بين الأحزاب الخمسة وتم الاتفاق على غالبية النقاط فيما بيننا بما فيها بقاء الرئيس مسعود بارزاني في منصبه لعامين آخرين، وهناك نقطة خلاف واحدة فقط بيننا وبين حركة التغيير، وهي النقطة المتعلقة بآلية انتخاب رئيس الإقليم، فنحن نطالب بأن ينتخب الرئيس من قبل الشعب بشكل مباشر لكن حركة التغيير تطالب بأن يكون انتخابه داخل البرلمان»، مؤكدا أن المشروع الذي قدمه الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال الاجتماعات للأطراف الأخرى «مشروع شامل ويعالج الأوضاع من جميع النواحي».
الجانبان الأميركي والبريطاني اللذان حضرا الاجتماع الأول لهذه الأطراف فقط، اختارا متابعة سير الاجتماعين الثاني الثالث من الخارج دون المشاركة فيهما، لكنهما طلبا من الأطراف السياسية الكردية تمديد ولاية بارزاني لعامين آخرين مع تأكيدهما على أن الوقت غير مناسب لإجراء أي تغييرات في الإقليم، مبينين أن الأوضاع في الإقليم لا تتحمل أزمة جديدة.
من جانبه، قال النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني، قادر وتمان، لـ«الشرق الأوسط»: «لم تتفق الأطراف الخمسة خلال الاجتماعات الثلاثة الماضية على أي نقطة من النقاط الخلافية الجوهرية، المتمثلة بانتهاء ولاية الرئيس وآلية انتخابه وسلطاته، لكن الاجتماعات مستمرة، ونتمنى أن تتوصل إلى نتيجة لأن مصالح الإقليم ومواطنيه تملي ذلك»، مبينا أن اقتراب الأطراف الرئيسية من حسم المسالة يعتمد بالدرجة الأولى على مدى تقديم هذه الأطراف لتنازلات، فالمساومة خلال المفاوضات ليست من واجب طرف واحد فقط، بل هي من واجب كل الأطراف».
وشهد الاجتماع الثالث للأحزاب حضور أعضاء اللجنة القانونية في برلمان كردستان وعدد من الخبراء القانونين إلى جانب ممثلي هذه الأحزاب، إذ ناقش الاجتماع الذي استمر عدة ساعات الناحية القانونية للمسألة وكيفية العمل على إيجاد مخرج قانوني لها. وعن تفاصيل ما جرى في الاجتماع الثالث، قالت نائبة رئيس اللجنة القانونية في برلمان الإقليم والنائبة عن حركة التغيير، بهار محمود، لـ«الشرق الأوسط»: «بحثنا التقرير الذي وجهته اللجنة القانونية لرئاسة البرلمان الخاص بتعديل قانون رئاسة الإقليم، ونحن في الأطراف الأربعة أصررنا على تعديل قانون رئاسة الإقليم، بينما أصر الحزب الديمقراطي على طلبه ببقاء رئيس الإقليم في منصبه لعامين آخرين، والاجتماع بدأ بالنقطة الخاصة بآلية انتخاب الرئيس ولم نصل إلى أي نتيجة حولها»، مؤكدة إصرار حركتها على تمرير مشروع تعديل قانون رئاسة الإقليم حيثما يكتمل النصاب لعقد الجلسة الطارئة التي دعت رئاسة البرلمان إلى عقدها لتعديل قانون رئاسة الإقليم بطلب من 49 نائبا من أحزاب الاتحاد الوطني وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية، لكن عدم حضور خمسة نواب من الاتحاد الإسلامي حال دون انعقاد الجلسة في 19 أغسطس (آب) الحالي، وقرر رئيس البرلمان تركها مفتوحة لحين اكتمال النصاب.
بدوره، عد المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية في كردستان، ريبوار حمد، لـ«الشرق الأوسط» التطور الوحيد في الاجتماع الثالث بـ«موافقة الحزب الديمقراطي الكردستاني على تعديل قانون رئاسة الإقليم»، مضيفا: «لكن آلية انتخاب الرئيس وسلطاته التي تقع ضمن قانون رئاسة الإقليم ما زالت تمثل جوهر الخلاف». وعن موافقة الأحزاب الأربعة على بقاء رئيس الإقليم مسعود بارزاني في منصبه لعامين آخرين، شدد حمد بالقول: «نحن جمعنا جميع هذه المسائل في حزمة واحدة، فإذا لم نتوصل إلى أي نتيجة في مسألة تعديل قانون رئاسة الإقليم حينها لن يحدث أي شيء».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.