خمسة قتلى في ضربة جوية اسرائيلية للجولان

خمسة قتلى في ضربة جوية اسرائيلية للجولان
TT

خمسة قتلى في ضربة جوية اسرائيلية للجولان

خمسة قتلى في ضربة جوية اسرائيلية للجولان

قال الجيش السوري إن ضربة جوية إسرائيلية أصابت سيارة في قرية بمرتفعات الجولان السورية مما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين.
ونقل التلفزيون السوري عن مصدر في الجيش قوله إنّ الهجوم وقع في قرية قرب القنيطرة؛ لكنه لم يقدم تفاصيل أخرى.
يأتي الهجوم بعد يوم من ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع للجيش السوري في المنطقة الحدودية، ردا على ما تصفه إسرائيل بأنه إطلاق نشطاء فلسطينيين تدعمهم إيران، صواريخ من سوريا على قرية إسرائيلية.
وشهدت الليلة الماضية أعنف قصف إسرائيلي منذ بدء الحرب السورية قبل أربع سنوات.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّه ردّ على صواريخ أطلقها فصيل فلسطيني تؤيده إيران وسقطت على قرية إسرائيلية، مما أدى إلى اشتعال حرائق؛ لكن من دون حدوث إصابات.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وخبراء دفاع يتابعون الحرب السورية، إنّ الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل أمس الخميس على عدد من القواعد العسكرية الكبرى في المنطقة كانت أعنف غارات تتعرض لها أهداف تابعة للجيش السوري منذ بدء الأزمة عام 2011.
من جهة ثانية، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ تبادل إطلاق النار الذي حدث خلال الليل، شمل أول قصف من سوريا لأهداف إسرائيلية منذ حرب 1973 وأشد قصف إسرائيلي لسوريا منذ ذلك العام أيضا.
واستهدفت هجمات سابقة في الأساس طرق إمدادات ومستودعات أسلحة تخص حزب الله اللبناني داخل سوريا المتحالف مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي موشى يعلون بأن القصف الصاروخي من سوريا كان نتيجة سياسة إيرانية أكثر عدائية، في أعقاب الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع الغرب والذي تقول إسرائيل إنّه جرأ عدوتها اللدود.
وطالب الوزير الإسرائيلي إيران بألا تختبر «عزمنا». مضيفًا: «ما شهدناه الليلة مقدمة لما سيحدث بعد التوقيع على الاتفاق النووي ورفع العقوبات. إيران قادرة على ضخ المزيد من المال والسلاح لمنظمات إرهابية تعمل ضد إسرائيل والمصالح الغربية في المنطقة».
كما أفاد يعلون أنّ الضربات الإسرائيلية أصابت أهدافا للجيش السوري إلى جانب «إطلاق النار على المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ». ولم يقدم المزيد من التفاصيل.
من ناحيته، أفاد الجيش الإسرائيلي أن الضربات الجوية والقصف المدفعي أصابت 14 موقعا عسكريا سوريا في الجولان السورية.
واحتلت إسرائيل غرب الجولان في حرب عام 1967 ثم ضمت الأرض المحتلة في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.