انطلقت فجر أمس «معركة فك الحصار عن مدينة الزبداني»، في ظل تواصل الاشتباكات العنيفة بين قوات الفرقة الرابعة وحزب الله اللبناني من جهة، والفصائل الإسلامية ومسلحين محليين من جهة أخرى، في مدينة الزبداني، وسط تقدم للأخيرة في منطقة الجبل الشرقي للمدينة، ترافق مع قصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق في المدينة.
وأعلن المتحدث باسم «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» أن قوات من «أسود الزبداني» و«جبهة النصرة» تشارك في العملية، مشيرًا إلى «انطلاق معركة تحرير الجبل الشرقي للزبداني، وتحرير حاجزين واغتنام دبابة وصواريخ (كونكورس) مع قواعدها ومقتل العشرات من قوات النظام وحزب الله».
وقال المتحدث إنه «تم اقتحام حاجزي مطعم كرم العلالي ومطعم جدودنا في الجبل الشرقي للمدينة، واغتنام ما فيهما من أسلحة ثقيلة وخفيفة، وقتل وجرح العشرات من عناصر الجيش الأسدي وحزب الله». وأشار إلى «هجوم ثوار الزبداني على حاجز الكازية في المدينة، كما تم صد محاولة تقدم لحاجز الهدى».
وفي شمال سوريا، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها من طرف، وفصائل مقاتلة وإسلامية من طرف آخر، في محيط بلدة الزيارة وقرى المشيك والحاكورة والمنصورة وصوامعها بريف حماه الشمالي الغربي، وسط قصف متبادل بين الطرفين، ترافق مع تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات على أماكن في مناطق تل جزرم وتل حكمة والقاهرة والزيادية بسهل الغاب ومنطقة فريكة بريف جسر الشغور في إدلب، فيما نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في قرية العمقية بسهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي.
وكثفت القوات الحكومية السورية أمس، هجماتها على بلدات الغوطة الشرقية وداريا في الغوطة الغربية لدمشق، بموازاة اشتباكات عنيفة تجددت على أطراف الغوطتين، في وقت دعت فيه منظمة «هيومان رايتس ووتش» الأمم المتحدة إلى حظر الأسلحة على النظام السوري بعد الغارات الدامية على مدينة دوما قرب دمشق التي أسفرت عن مقتل نحو مائة شخص.
وذكرت المنظمة، ومقرها نيويورك، في بيان أن الهجوم الذي شنه سلاح الجو الأحد الماضي على دوما التي تسيطر عليها المعارضة، أظهر «الازدراء المروع للمدنيين» من قبل الحكومة السورية. وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «هيومان رايتس ووتش» نديم حوري في بيان: «المجزرة الأخيرة تذكير آخر - إن كانت لا تزال هناك حاجة لذلك - بالحاجة الملحة كي يعمل مجلس الأمن على تنفيذ قراراته السابقة واتخاذ خطوات للحد من هذه الهجمات العشوائية».
ولم تتوقف الغارات الجوية ضد الغوطة الشرقية، رغم إدانة الأمم المتحدة الهجوم واعتباره «غير مقبول» والتعبير عن ذهولها إزاء الغارات على دوما، كذلك إدانة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأفاد ناشطون بأن الطيران الحربي قصف، لليوم الخامس على التوالي، مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وذلك غداة مقتل عدة مواطنين، وسقوط جرحى، جراء قصف المدينة بالمدفعية والصواريخ والغارات الجوية، في وقت قتل فيه 11 شخصًا بينهم ناشط إعلامي جراء قصف الطيران الحربي بصاروخ موجه منطقة في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية. ودارت اشتباكات بين قوات النظام ومعارضيه في محيط تل كردي بالقرب من مدينة دوما، ترافقت مع قصف قوات النظام مناطق الاشتباك.
في غضون ذلك، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تنفيذ الطيران الحربي 6 غارات على مناطق في مدينة عربين بالغوطة الشرقية، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط إدارة المركبات قرب مدينة حرستا.
ولامست الاشتباكات حي جوبر الدمشقي، حيث نفذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في حي جوبر.
وأعلن المكتب الإعلامي لـ«جيش الإسلام» الذي يتزعمه زهران علوش، أمس، إسقاط طائرة «ميغ» حربية نظامية سورية فوق الغوطة الشرقية (بريف دمشق) أثناء تنفيذها غارات. وقال المصدر الإعلامي لدى هذا الفصيل السوري العسكري المعارض، في بيان مقتضب: «تم إسقاط الطائرة الحربية بمضادات الطيران أثناء إغارتها على مناطق في الغوطة الشرقية، ما أدى لهبوطها فورًا حسب رصد حركة الطيران».
وامتد القصف إلى الغوطة الغربية، مستهدفًا داريًا، حيث قال ناشطون إن الطيران المروحي ألقى 9 براميل متفجرة على المنطقة، كما قصفت قوات النظام مناطق في محيط مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية، بالتزامن مع اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في أطراف مدينة داريا بريف دمشق الغربي.
الإعلان عن معركة «فك الحصار عن الزبداني».. والنظام يواصل قصف الغوطة الشرقية
«هيومان رايتس ووتش» تدعو الأمم المتحدة إلى حظر الأسلحة على النظام السوري
الإعلان عن معركة «فك الحصار عن الزبداني».. والنظام يواصل قصف الغوطة الشرقية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة