قتل 16 شخصًا بينهم 11 من عناصر الأمن الداخلي الكردي (الأسايش) في تفجير انتحاري نفّذه أحد مقاتلي تنظيم داعش، عندما فجر نفسه أمس الأربعاء بواسطة سيارة مفخخة كان يقودها قرب مبنى لقوات «الأسايش» في منطقة الصناعة في حي العنترية وسط مدينة القامشلي، فيما أصيب أكثر من 40 آخرين في هذا التفجير، جروح بعضهم خطرة للغاية. وتحدثت المعلومات عن أن «التفجير وقع قرب محطة القطار التي سيطرت عليها الوحدات الكردية وقوات (الأسايش) قبل أسابيع، بعد أن طردت منها ميليشيا الدفاع الوطني الموالية للنظام السوري».
وتبنى التنظيم التفجير في القامشلي، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «انتحاريا في عربة مفخخة استهدف مقرا للأسايش الكردي في القامشلي»، مشيرا إلى سقوط عشرة قتلى منهم وستة مدنيين. وسبق للتنظيم أن استهدف القامشلي وعددا من المناطق ذات الغالبية الكردية بعمليات انتحارية.
وأوضح عبد الرحمن أن «الانفجار كان ضخما جدا، وقد أصيب 14 مدنيا على الأقل»، لافتا إلى أن القوات الأمنية الكردية طوقت المنطقة في القامشلي، ذات الغالبية الكردية في محافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا.
وبدوره قال الناشط والصحافي في القامشلي آرين شيخموس، إن «انفجارا ضخما بسيارة مفخخة استهدف المنطقة الصناعية شرق مدينة القامشلي بالقرب من أحد مراكز قوات الأسايش الكردية». وأضاف: «لم أكن قريبا ولكن كان بإمكاني سماعه»، مشيرا إلى أن «هناك الكثير من الدمار، فقد تدمرت المباني في شارعين».
وتعرضت القامشلي، التي بقيت بمنأى نسبيا عن أعمال العنف التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من أربعة أعوام، لتفجيرات مماثلة، حيث تسبب هجوم نفذه ستة مقاتلين من تنظيم داعش على فندق هدايا في مارس (آذار) 2014، بمقتل عشرة مدنيين.
كذلك قتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في تفجير انتحاري بحزام ناسف بالقرب من هذا الفندق في يونيو (حزيران) . واستهدف هجوم آخر مركز وحدات حماية الشعب الكردية والأسايش في أواخر يوليو (تموز) الماضي، وأسفر عن إصابة ثلاث أشخاص على الأقل. وتتقاسم القوات الكردية وقوات النظام السيطرة على مدينة القامشلي الحدودية.
ولم يحجب تفجير القامشلي الأضواء عن الوضع الملتهب في الشمال السوري بشكل عام، وبلدتي الفوعة وكفريا بشكل خاص، اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية والمحاصرتين من قبل «جبهة النصرة» وفصائل المعارضة، حيث تعرضتا أمس لقصف مركّز نتج عنه مقتل وجرح عدد من المواطنين داخل البلدتين، بينما ردّ النظام عبر طيرانه المروحي بقصف محيط مطار أبو الظهور العسكري المحاصر من قبل الفصائل المعارضة منذ أكثر من عامين، كما فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في مدينة معرة النعمان، والأطراف الجنوبية لبلدة كفرسجنة في ريف إدلب.
وفي ريف حماه الشمالي الغربي، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة قرى وبلدات قسطون والدقماق والقاهرة وقليدين والزقوم والعميقة والحويجة في سهل الغاب. ترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام و«حزب الله» اللبناني والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل معارضة من جهة أخرى، في محيط قرية المنصورة وبلدة الزيارة في سهل الغاب أيضًا، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وفي ريف حلب الشمالي، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش تعرضت لقصف جوي أدى إلى مقتل طفلين على الأقل وسقوط جرحى، بينما خاضت الكتائب المعارضة مواجهات ضدّ (داعش) في محيط قرية أم حوش قرب مدينة مارع وفي محيط قرية الوحشية وفي مزارع غرناطة قرب مدرسة المشاة بريف حلب الشمالي، تمكن خلالها مقاتلو المعارضة من السيطرة على عدة نقاط في محيط قرية الوحشية».
وتحدث المرصد عن «اشتباكات وقعت قرب مطار النيرب العسكري شرق حلب بين قوات النظام مدعمة بميليشيا الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله من طرف، والكتائب المعارضة من طرف آخر، لم تسفر عن وقوع إصابات، فيما دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وتنظيم داعش في محيط بلدتي كبارة وبلاط بريف حلب الشرقي في محاولة من النظام للتقدم نحو مطار كويرس العسكري والوصول إلى عناصره المحاصرين داخل المطار، وتزامنت الاشتباكات مع قصف من الطائرات المروحية والحربية على تمركزات للتنظيم في محيط المطار ومناطق الاشتباك».
وتعرضت منطقة القريتين ومحيطها في محافظة حمص، إلى قصف مكثف من قبل قوات النظام، وقصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، كما سمع دوي انفجار قرب مطار التيفور العسكري بريف حمص الشرقي، رجّح ناشطون أنه ناجم عن تفجير «داعش» سيارة مفخخة، في حين عاودت قوات النظام إطلاق نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في حي الوعر في مدينة حمص.
ومن حمص إلى الزبداني التي بقيت هدفًا للتصعيد العسكري والحصار المطبق من قبل النظام السوري وحزب الله، حيث ألقى الطيران المروحي أمس 18 برميلاً متفجرًا على مناطق عدة في مدينة الزبداني، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي حزب الله والفرقة الرابعة وميليشيا الدفاع الوطني وجيش التحرير الفلسطيني من جهة، والفصائل الإسلامية ومسلحين محليين من أخرى في المدينة، من دون أن تحقق قوات النظام والمسلحون الموالون لها أي تقدم، ولم يفد بوقوع خسائر بشرية.
في هذا الوقت، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدتي نهج واليادودة، الواقعة بالقرب من مدينة درعا، ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا، فيما قتل عنصران من الفصائل المعارضة خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط مخيم درعا.