انفجار يهز وسط بانكوك ويستهدف «أجانب»

مقتل 16 شخصًا وإصابة العشرات بهجوم لم يسبقه مثيل في تايلند

جنود تايلنديون يطوقون مكان الانفجار في بانكوك أمس (إ.ب. أ)
جنود تايلنديون يطوقون مكان الانفجار في بانكوك أمس (إ.ب. أ)
TT

انفجار يهز وسط بانكوك ويستهدف «أجانب»

جنود تايلنديون يطوقون مكان الانفجار في بانكوك أمس (إ.ب. أ)
جنود تايلنديون يطوقون مكان الانفجار في بانكوك أمس (إ.ب. أ)

وقع انفجار في مزار هندوسي في العاصمة التايلاندية بانكوك أمس، فقتل 16 شخصا بينهم ثلاثة سياح وأصيب عشرات بجراح في هجوم وصفته الحكومة «بأنه محاولة لتدمير الاقتصاد».
ووقع التفجير نحو الساعة 6:30 في التوقيت المحلي مساء أمس بينما كان المعبد يكتظ بالزوار والسياح، حيث أكد وزير الدفاع التايلاندي أن التفجير استهدف «أجانب».
وشوهدت أشلاء جثث في موقع الانفجار خارج معبد ايراوان في وسط العاصمة التايلاندية قرب مراكز تجارية ضخمة وناطحات سحاب. والمكان هو معبد شعبي لإله الهندوس براهما ويقصده آلاف البوذيين كل يوم، ويقع في إحدى أكبر الجادات في بانكوك.
ويمثل مزار ايراوان - الذي يقع في منعطف مزدحم قريب من فنادق كبرى ومراكز تجارية ومكاتب ومستشفيات - منطقة جذب سياحية مهمة خاصة للزائرين من شرق آسيا كالصين. ويتعبد هناك أيضا الكثير من عموم أهل تايلاند.
ونقلت هيئة الإذاعة المحلية عن رئيس الوزراء برايوت تشان - أوتشا أن الحكومة ستنشئ «غرفة حرب» لتنسيق الرد على الانفجار.
وصرح وزير الدفاع براويت ونجسوان أن التفجير استهدف «أجانب» لمحاولة إلحاق أضرار بقطاع السياحة الحيوي، وقال: «المخربون يهدفون لتدمير الاقتصاد والسياحة لأن الحادث وقع في قلب منطقة سياحية».
وأكد رئيس الشرطة الوطنية سوميوت بومبانموانج للصحافيين أن «عدد القتلى 16 في هجوم» وصفه بأنه لم يسبقه مثيل في تايلاند، وقال سوميوت: «كانت قنبلة أنبوبية. كانت مزروعة داخل مزار ايراوان».
وصرح قائد شرطة بانكوك شاكتيب شيجيندا: «حسب معلوماتي قتل أكثر من عشرة أشخاص وأصيب عدد كبير من الجرحى. وفق استنتاجاتنا الأولى، التفجير ناجم عن قنبلة وضعت داخل المعبد»، وأضاف: «نتحقق من عدم وجود قنبلة ثانية».
وذكرت وسائل الإعلام في وقت لاحق أنه تم تفكيك قنبلة ثانية في المنطقة، إلا أنه لم يتم تأكيد ذلك رسميا.
وتناثر الزجاج والقطع الإسمنتية من المعبد في الشارع بعد التفجير كما شوهدت في المنطقة دراجات نارية محترقة.
ورغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، فإن الشبهات تحوم حول الفصائل السياسية المتخاصمة في المملكة.
وسيطر المجلس العسكري على السلطة في تايلاند في مايو (أيار) من العام الماضي لإنهاء أشهر الاحتجاجات الدامية ضد الحكومة المدنية السابقة. إلا أن البلاد لا تزال تعيش حالة من التوتر والانقسام الشديد بعد نحو عقد من الاحتجاجات التي لا تنتهي والتي تخللها انقلابان.
ويدور الانقسام في البلاد حول شخصية رئيس الوزراء التايلاندي السابق ثاكسين شيناواترا الذي يعيش في منفى اختياري. وفازت الأحزاب التي يقودها أو تقودها شقيقته أو أنصاره في جميع الانتخابات التي جرت منذ 2011 بفضل أصوات المناطق الريفية في الشمال والشمال الشرقي.
وتناصبه النخبة الملكية التي تعيش في بانكوك العداء.
وتحارب تايلاند كذلك تمردا منتشرا في المقاطعات في أقصى الجنوب، قتل فيه أكثر من 6400 شخص معظمهم من المدنيين.
وتعتبر تفجيرات القنابل وعمليات إطلاق النار والكمائن التي تتعرض لها قوات الأمن أمرا يوميا معتادا في المناطق الجنوبية.
والمدنيون هم المستهدفون في الغالب. إلا أن النزاع الذي يطالب فيه المتمردون بالحكم الذاتي لا يزال محليا إذ أنه لم يقع أي هجوم مؤكد خارج المنطقة الجنوبية رغم سنوات من الحرب.
ومعبد ايراوان يلقى إقبالا كبيرا من السياح لوجود إله الهندوس براهما فيه، كما يزوره آلاف البوذيين المتدينين يوميا.
ويقع على الطريق الرئيسي الذي يمر بمركز بانكوك التجاري، وتحيط به ثلاثة مراكز تجارية كبيرة.



تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش»، وفق ما أفاد صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية».

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة بينما يحضر الناس جنازة خليل الرحمن حقاني بمقاطعة غردا راوا في أفغانستان 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وقتل حقاني، الأربعاء، في مقر وزارته، حين فجّر انتحاري نفسه في أول عملية من نوعها تستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة عام 2021.

وشارك آلاف الرجال، يحمل عدد منهم أسلحة، في تشييعه بقرية شرنة، مسقط رأسه في منطقة جبلية بولاية باكتيا إلى جنوب العاصمة الأفغانية.

وجرى نشر قوات أمنية كثيرة في المنطقة، في ظل مشاركة عدد من مسؤولي «طالبان» في التشييع، وبينهم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، فصيح الدين فطرت، والمساعد السياسي في مكتب رئيس الوزراء، مولوي عبد الكبير، وفق فريق من صحافيي «وكالة الصحافة الفرنسية» في الموقع.

وقال هدية الله (22 عاماً) أحد سكان ولاية باكتيا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم كشف اسمه كاملاً: «إنها خسارة كبيرة لنا، للنظام وللأمة».

من جانبه ندّد بستان (53 عاماً) بقوله: «هجوم جبان».

أشخاص يحضرون جنازة خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين والعودة في نظام «طالبان» غير المعترف به دولياً العضو البارز في شبكة «حقاني» (إ.ب.أ)

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم، إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان، إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان»، وكذلك أقلية الهزارة الشيعية.

وخليل الرحمن حقاني، الذي كان خاضعاً لعقوبات أميركية وأممية، هو عمّ وزير الداخلية، واسع النفوذ سراج الدين حقاني. وهو شقيق جلال الدين حقاني، المؤسس الراحل لشبكة «حقاني»، التي تنسب إليها أعنف هجمات شهدتها أفغانستان خلال الفترة الممتدة ما بين سقوط حكم «طالبان»، إبان الغزو الأميركي عام 2001، وعودة الحركة إلى الحكم في 2021.