وافقت إسرائيل على إطلاق سراح الأسير الفلسطيني، محمد علان، المضرب عن الطعام منذ 61 يوما وتدهورت حالته الصحية لدرجة خطيرة، لكنها وضعت شرطا لذلك، هو أن يوافق على إبعاده إلى الأردن ولا يعود لفلسطين خلال تلك الفترة.
وجاء هذا الموقف، أمس، بواسطة النيابة العامة، خلال النظر في الالتماس الذي تقدم به محامو الأسير محمد علان. وقالت النيابة إنها مستعدة أن تأخذ بالحسبان الإفراج عن علان إذا قبل بالإبعاد إلى خارج البلاد لمدة 4 أعوام، والتزم بعدم العودة إلى المنطقة. ومع أن الفلسطينيين يرفضون مبدأ الإبعاد، فإنهم قرروا التداول فيه سعيا لإنقاذ حياته. ويطلب الالتماس، الذي قدمه المحامون أمس، الإفراج عن علان فورا بسبب تدهور حالته الصحية.
المعروف أن علان يرقد في غيبوبة تامة في مستشفى برزيلاي في عسقلان في حالة خطيرة، بعد أن فقد وعيه الأسبوع الماضي. وقال الأطباء بأنهم بناء على طلب المحامين والعائلة، يحاولون إفاقته من الغيبوبة التي أصيب بها قبل أيام وإعادته إلى وعيه. ولهذا قد قاموا بتخفيف المواد المخدرة المعطاة له.
وجرت أمس، وفي الأيام الأخيرة، مظاهرات في أنحاء البلاد تضامنا مع علان، تطالب بالإفراج عنه، وكان أبرزها المظاهرة التي كانت قبالة مستشفى برزيلاي في عسقلان حيث يرقد الأسير المضرب عن الطعام، احتجاجا على استمرار اعتقاله الإداري التعسفي. وقد حاولت الشرطة الإسرائيلية منع المتظاهرين العرب من الوصول إلى المستشفى. وخلال توقيفهم، هاجمتهم مجموعة من نشطاء اليمين المتطرف. وتظاهرت الشرطة بمحاولة الفصل بين الطرفين، إلا أن عددا من المتظاهرين أكدوا أنها شاركت في الاعتداء عليهم. ثم اعتقلت كل من تصدى للفاشيين اليهود ودافع عن نفسه.
وكان قائد الشرطة الإسرائيلية في منطقة الجنوب، يورام هليفي، أمر باستمرار تكثيف تواجد قوات الشرطة في منطقة عسقلان في الأيام المقبلة، وخصوصا حول مستشفى برزيلاي، وأدخل قوة مكافحة الشغب إلى أروقة المستشفى.
واعترف الناشط في اليمين المتطرف باروخ مرزل (من حركة كهانا الإرهابية) خلال المظاهرة اليهودية: «إننا نريد أن يموت (علان) بأسرع ما يمكن ويأخذ معه أكبر عدد ممكن». وقال مواطن آخر من عسقلان شارك في المظاهرة: «جئنا إلى هنا للقول: إننا لن نسمح لأي عربي بالسيطرة على الدولة ورفع علم فلسطين هنا. سنبقى هنا حتى يموت المخرب أو يخرجوه من أشكلون (المجدل عسقلان)».
وقال أحد منظمي مظاهرة العرب، المحامي أمين أبو صالح، بأن «المسألة المركزية بالنسبة لنا، هي ليست فقط محمد علان، وإنما كل مسألة الاعتقال الإداري. سنواصل هذا النضال كي تبقى هذه المسألة في العناوين».
إلى ذلك، قال مدير مستشفى برزيلاي، حيزي ليفي، بأن «هناك الكثير من الاهتمام بحالة علان، لكنه لا يوجد أي تدخل مهني من هذا الجانب أو ذاك، ونحن نقوم بكل ما نفعله حسب وجهة نظر مهنية فقط». وطلبت عائلة علان إرسال طبيب فلسطيني لفحص حالة ابنها، لكن السلطات رفضت السماح للطبيب بلقاء المعتقل الإداري. وحسب مدير المستشفى فقد التقى بالطبيب وعرض أمامه كل نتائج الفحص ومراحل تنفيذ الإجراءات الطبية بشفافية تامة.
وتوجه نادي الأسير الفلسطيني إلى المستشفى أمس طالبا منه إيقاظ علان وعدم تركه تحت تأثير المواد المخدرة، وفحص موقفه أمام وضعه الطبي.
إسرائيل توافق على إطلاق سراح محمد علان شرط إبعاده 4 سنوات
متظاهرون يهود يردون: الموت له وللأسرى الفلسطينيين.. ودولة الاحتلال تشترط
إسرائيل توافق على إطلاق سراح محمد علان شرط إبعاده 4 سنوات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة