مؤسسة موانئ عدن تؤكد جاهزية الميناء لاستقبال السفن

الميليشيات الحوثية تصدر هويات بأسماء منتحلة من محافظات الجنوب

مؤسسة موانئ عدن تؤكد جاهزية الميناء لاستقبال السفن
TT

مؤسسة موانئ عدن تؤكد جاهزية الميناء لاستقبال السفن

مؤسسة موانئ عدن تؤكد جاهزية الميناء لاستقبال السفن

في إطار الجهود الرامية إلى أعمار وإصلاح ما دمرته الحرب في محافظة عدن، دعت مؤسسة موانئ خليج عدن، جنوب اليمن، وكلاء الملاحة إلى ممارسة أعمالهم بعد عملية تأهيل وتجهيز كبيرة شهدها الميناء، عقب خروج ميليشيات الحوثي وصالح من المدينة قبل نحو شهر.
وقالت المؤسسة في بيان لها: «إن ميناء عدن بات جاهزا بشقيه لاستقبال أي سفن»، مؤكدة توافر كل الضمانات من خدمات وأمن وسلامة. وأضافت المؤسسة أنها استقبلت 10 سفن خلال الأسابيع الماضية، موضحة أن كل خدمات الشحن والتفريع متوفرة بشكل كامل.
وكان الميناء قد تعرض لعمليات تخريب كبيرة خلال سيطرة ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح على محافظة عدن، في 26 مارس (آذار) - 15 يوليو (تموز) الماضي.
وفي غضون ذلك نشب مساء أمس حريق في أحد مستشفيات مدينة عدن جنوب اليمن. وأوضح الدكتور الخضر لصور مدير عام مكتب الصحة والسكان بعدن لـ«الشرق الأوسط» أن «الحريق الذي غطت أدخنته السوداء سماء مدينة عدن المنصورة مساء أمس الأحد ناتج عن اشتعال مولد الكهرباء المغذي للمستشفى بقدرة 500 كيلوواط، وتسبب بإحداث حالة من الخوف والهلع بين سكان المدينة الذين عاشوا أشهرا عويصة ومخيفة جراء الحرب والعدوان».
وأضاف أن حريق مولد المستشفى تسبب بإصابة شخصين من الفنيين العاملين في الكهرباء، نافيا في الوقت ذاته تعرض أي من المرضى أو الأطباء والعاملين الصحيين أو السكان بجوار المستشفى، ومطمئنا الجميع بأن الأمور تحت السيطرة وأن الساعات القادمة سيتم معرفة أسباب اشتعال مولد الكهرباء وما إذا كان الحادث عرضيا أو بفعل فاعل.
وكان حريق آخر قد نشب في مستشفى النقيب بمدينة المنصورة وسط عدن، دون أن يحدث أضرارا بشرية، وبالتزامن مع حريق المستشفى العمومي، وهو ما يرجح أن اشتعال الحريق في وقت واحد ناتج عن عمل تخريبي.
ومن جانب آخر صرح مصدر موثوق في الأحوال المدنية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» بأن الحوثيين يصدرون أوامر للأحوال المدنية بصرف هويات شخصية لأشخاص من محافظات الشمال بأسماء من محافظات جنوبية معظمها تحمل إصدار محافظة الضالع ولحج، وبتاريخ قديم. وأضاف أن هؤلاء يتم إرسالهم إلی عدن والمناطق الجنوبية ليظهروا فيها كعناصر في تنظيم القاعدة، ومناط بهم العبث والتخريب في أمن هذه المحافظات التي تم تحريرها من الميليشيات وأتباع الرئيس المخلوع.
وطالب المصدر بعدم الاكتفاء بفحص بطاقات الهوية الشخصية للأشخاص العابرين إلى المحافظات الجنوبية، بل واعتماد وثائق أخرى في إحالة الاشتباه مثل رخصة القيادة أو جواز شخص معرف أو سواها.
وفي غضون ذلك نفذت المقاومة الشعبية أول من أمس السبت أول عملية تبادل للأسرى مع الحوثيين في محافظة أبين جنوب اليمن. وقالت مصادر صحافية: «إن المقاومة أفرجت عن أربعة أسرى من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح والذين وقعوا في الأسر لدى المقاومة الشعبية أثناء الاشتباكات التي دارت السبت الماضي في دوفس ومحيط مقر اللواء (15) مشاة». وأشارت إلى أنه قد تم الإفراج عنهم مقابل الإفراج عن أربعة أسرى من أبناء مدينة زنجبار الذين كانوا موجودين لدى الحوثيين منذ بداية الحرب التي شهدتها المدينة، في عملية تبادل للأسرى.
وأوضحت المصادر -حسب وكالة الأنباء الألمانية- أن عملية تبادل الأسرى جاءت بعد تواصل أسر الحوثيين الأربعة مع المجلس العسكري الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي في زنجبار.
يذكر أن المقاومة الشعبية أعلنت تحرير مدينة أبين بشكل كامل من الحوثيين وقوات صالح، بعد مواجهات عنيفة دارت بين الطرفين خلفت أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى إلى جانب أسر العشرات من كلا الطرفين.



غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
TT

غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)

أثار إعلان زعيمي الجزائر وتونس غيابهما عن حضور القمة العربية الطارئة في القاهرة، الثلاثاء، حول غزة والقضية الفلسطينية، تساؤلات حول مستوى مشاركات الدول العربية في القمة وتأثير ذلك على مخرجاتها، بينما أكد مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «وجهت الدعوة لجميع زعماء الدول العربية الأعضاء في الجامعة، وكان هناك حرص على مشاركة الجميع للتشاور واتخاذ موقف بشأن هذه القضية المصيرية في تلك اللحظة الحرجة بالمنطقة».

ومساء الأحد، أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، قرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة التي تستضيفها مصر يوم 4 مارس (آذار)، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.

وبحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر، «كلف تبون وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر»، وأرجعت القرار إلى «اختلالات ونقائص شابت المسار التحضيري للقمة»، ومنها «احتكار مجموعة محدودة من الدول العربية إعداد مخرجات القمة دون تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية»، وفق تقرير وكالة الأنباء الجزائرية.

والاثنين، قبل ساعات من انعقاد القمة، أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، كلف وزير الخارجية، محمد علي النفطي، بترؤس الوفد التونسي المشارك في القمة الطارئة.

وحسب الرئاسة التونسية، فإن تونس «ستجدد موقفها الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة ذات السيادة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف».

من جانبه، قال المصدر المصري المطلع إنه «لا يمكن اعتبار موقف الجزائر وتونس غياباً عن المشاركة في القمة، لأن إيفاد ممثل لرئيس الدولة وبتكليف منه يعدُّ مشاركة رسمية للدولة، وهذا هو الهدف، أن تكون هناك مواقف ومشاركة رسمية من الدول».

ونوه المصدر بأن «هناك عدداً من الدول سواء في هذه القمة أو قمم سابقة درج على إرسال ممثلين للرؤساء والملوك، ولم يقلل هذا من مشاركة تلك الدول، لأن الممثلين يعبرون عن مواقف دولهم، مثلهم مثل الرؤساء، حتى إن كان ممثل الرئيس يغيب عن بعض الاجتماعات التي تعقد على مستوى الزعماء، لكن في النهاية يتم عرض ما تم الاتفاق عليه على الجلسة الختامية للقمة لاتخاذ موقف جماعي بشأنه من كل الوفود المشاركة».

وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي مع نظيره التونسي محمد علي النفطي الذي سيمثل بلاده في القمة بالقاهرة الاثنين (إ.ب.أ)

وحول ما ساقته الجزائر من أسباب لغياب رئيسها عن القمة، أوضح المصدر أن «القاهرة من اللحظة الأولى حرصت على إطلاع الجميع على خطة إعادة الإعمار التي أعدتها لقطاع غزة، لأن هذه هي النقطة الرئيسية والهدف من وراء تلك القمة، ومن المصلحة أن يكون هناك موقف موحد واتفاق حولها، ولم يكن هناك تجاهل أو إقصاء لأحد، فضلاً عن أن هذه قضية كل العرب ولا يمكن تصور أن دولة أو عدة دول يمكن أن تمنع دول أعضاء من أن يكون لها دور في القضية».

وشدد المصدر على أنه «ليس هناك قلق من مستوى التمثيل في القمة، لأن الاجتماع يحيط به الزخم المطلوب منذ الإعلان عنه، فضلاً عن كون الدول التي تأكدت مشاركتها سواء عبر زعمائها أو ممثلين لها هي من الدول الفاعلة والمشتبكة مع القضية، التي لا تنتظر من أحد أن يحدد لها دورها الطبيعي والمطلوب».

يأتي ذلك بينما بدأ قادة عرب، الاثنين، التوجه إلى القاهرة للمشاركة في القمة، حيث أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، بأن الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد غادر البلاد متوجهاً إلى مصر للمشاركة بالقمة العربية.

وفي البحرين، أعلن الديوان الملكي أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، سيغادر المملكة الاثنين، متوجهاً إلى مصر. وأضاف الديوان أن الملك سيرأس وفد البحرين المشارك في القمة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، كما سيرأس أعمال القمة، بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا).

كما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) أن ممثل أمير البلاد مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد صباح خالد الحمد الصباح «يغادر أرض الوطن، الثلاثاء، متوجهاً إلى مصر لترؤس وفد الكويت في القمة العربية غير العادية».

ويرى مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، السفير معتز أحمدين، أن «المشاركة في القمم الدولية تكون بمن تحدده الدول ممثلاً لها، فإن حضر الرئيس فهذا جيد، وإن كان رئيس الحكومة فهذا جيد أيضاً، وإن كان وزير فهذا معقول، وإن لم يكن وكان المندوب الدائم أو سفير الدولة في بلد القمة فهذا لا ينقص من تمثيلها».

أحمدين أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى غياب تمثيل الدولة تماماً بالقمة، فهذا لا يعطل صدور القرارات، لأن القرارات تصدر بالإجماع، والغياب يعني أن الدولة تنازلت عن صوتها، لكن إن شاركت بأي مستوى من التمثيل وسجلت موقفها، فهذا هو الأفضل في الدبلوماسية».

وبحسب جدول أعمال القمة الطارئة المرسل من المندوبية الدائمة لمصر إلى أمانة الجامعة العربية، يبدأ استقبال رؤساء الوفود المشاركة، الثلاثاء في الثالثة عصراً بتوقيت القاهرة، وتنطلق أعمال الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف، وبعد مأدبة الإفطار الرمضاني المقامة على شرف الوفود المشاركة، ويتم عقد جلسة مغلقة، ثم جلسة ختامية وتنتهي أعمال القمة في الثامنة والنصف مساء، بإعلان البيان الختامي والقرارات التي تم الاتفاق عليها.