قيادات عسكرية يمنية تتلقى تدريبات محاكاة لعملية تحرير صنعاء

مصادر لـ {الشرق الأوسط} : مشروع لما بعد التحرير.. ومبادرة للوزير هلال تنص على انسحاب الميليشيات دون قتال

يمنيون يتجولون في سوق صنعاء القديم وسط احتمالات بقرب تحرير العاصمة من ميليشيات الحوثي وقوات صالح (غيتي)
يمنيون يتجولون في سوق صنعاء القديم وسط احتمالات بقرب تحرير العاصمة من ميليشيات الحوثي وقوات صالح (غيتي)
TT

قيادات عسكرية يمنية تتلقى تدريبات محاكاة لعملية تحرير صنعاء

يمنيون يتجولون في سوق صنعاء القديم وسط احتمالات بقرب تحرير العاصمة من ميليشيات الحوثي وقوات صالح (غيتي)
يمنيون يتجولون في سوق صنعاء القديم وسط احتمالات بقرب تحرير العاصمة من ميليشيات الحوثي وقوات صالح (غيتي)

كشفت مصادر مقربة من الحكومة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» عن معلومات وتفاصيل مهمة تتعلق بعملية تحرير صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية والتحضيرات الحالية لها، وقالت المصادر إن «عددا من القيادات العسكرية اليمنية الكبيرة، تتلقى تدريبات على محاكاة حرب تحرير واقعة في قاعدة عسكرية بإحدى دول الجوار، حيث يعتبر الجهاز الذي يتم استخدامه في المحاكاة والتدريب، هو الأحدث في العالم وجرى إحضاره وإعداده خصيصا لمعركة تحرير صنعاء، وهو يشبه في عمله، جهاز محاكاة الطيران، غير أنه دمجت فيه المعركتان البرية والجوية معا»، وحسب المصادر، فإن الجهاز يقوم على محاكاة الحرب الحقيقية ويعرض شكلا بانوراميا ضخما لمدينة صنعاء، داخل قاعة كبرى خصصت لهذا التدريب المتقدم، ويحضر التدريب خبراء عسكريون من عدد من الدول الغربية، ويرى الخبراء أن لجهاز المحاكاة العسكرية فوائد كثيرة، منها توفير صورة واضحة وشاملة تتشابه وتتطابق مع ظروف المعركة الحقيقة وبالتالي تقليل أي قرارات خاطئة في المعركة الحقيقة، ويعد التدريب الذي يجري لتحرير صنعاء، هو الثاني على مستوى العالم، بعد التدريب الذي قامت به القوات الأميركية في قاعدة بنيساكولا في ولاية فلوريدا الأميركية، وجرى فيه محاكاة معركة العاصمة العراقية بغداد، قبل الهجوم الأميركي.
وفي السياق ذاته، علمت «الشرق الأوسط» أن عددا من القيادات الأمنية اليمنية تتدرب على «مشروع صنعاء ما بعد التحرير»، حيث بدأت قيادات من وزارة الداخلية وجهازي الأمن القومي والسياسي (المخابرات)، التدريب على المشروع الذي أطلقت عليه تسمية «صنعاء ما بعد التحرير»، وبحسب المصادر، فإن المشروع «يهدف إلى التعامل مع الأوضاع الأمنية في صنعاء بعد تحرير المدينة»، وإن المشروع يشرف عليه خبراء من دول الخليج والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأستراليا، كما تخضع قيادات عسكرية يمنية، هذه الأيام، لتدريبات أخرى على تحرير صنعاء، ويشمل هذا التدريب: الحروب النهارية، الحروب الليلية، الحروب في الأجواء الممطرة، حروب المدن وحروب العصابات.
من ناحية أخرى، قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الدفعة الأولى من وحدات حماية الرئاسة اليمنية الجديدة، وصلت أمس، إلى الولايات المتحدة، وذلك سيجري تدريبها على يد الجيش الأميركي. وذكرت المصادر أن نطاق التعاون بين الحكومة الشرعية ودول التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودول كبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا، اتسع بشكل كبير، في الآونة الأخيرة، وأن تدريبات القوات اليمنية تأتي في إطار إعادة بناء جيش وطني يمني، يختلف عن الجيش العائلي الذي أنشأه المخلوع علي عبد الله صالح خلال العقود الثلاثة الماضية.
ومنذ أن تعرض الحوثيون وقوات المخلوع صالح لهزائم متتالية في جنوب اليمن، وهم يعززون مواقعهم في العاصمة صنعاء، إضافة إلى قيامهم بجملة من الإجراءات، الفترة الأخيرة، منها حفر الخنادق ونشر آلاف المخبرين، وتوزيع الأسلحة في الأحياء على المناصرين، وغيرها من الخطوات التي تضمنت أيضا، مراقبة المناوئين لهم من النشطاء في التنظيمات والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وجاءت إجراءات الحوثيين في ظل المعلومات المتواترة حول قرب القيام بعملية عسكرية لتحرير العاصمة صنعاء، إضافة إلى أن تلك الإجراءات جاءت في ظل اقتراب المعارك بين القوات الموالية للشرعية في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، والميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، في محافظات قريبة من صنعاء، بالإضافة إلى العمليات المتواصلة التي تنفذها المقاومة الشعبية في صنعاء وذمار وعمران، وغيرها من المناطق التي تعد الحاضن الاجتماعي لجماعة الحوثي.
على صعيد آخر، قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الوزير اليمني السابق عبد القادر هلال، تقدم بمبادرة لتسليم صنعاء دون قتال، مقابل انسحاب الميليشيات الحوثية، وتأتي مبادرة الوزير هلال، في وقت تشير المعلومات إلى تنازلات قدمها الانقلابيون في مفاوضات مسقط بسلطنة عمان، والتي يرعاها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ووصف مصدر سياسي يمني لـ«الشرق الأوسط» قبول الحوثيين بالانسحاب من المدن، بأنه ليس تنازلا، وإنما ضرورة في إطار تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، مؤكدا أن هناك مناورات من قبل الحوثيين وأنهم يسعون إلى إبرام ما يشبه اتفاق جديد، يعتقدون أنه يلغي القرار الأممي، وأكد المصدر أن الحوثيين في الوقت الراهن يفكرون في صنعاء ووضعهم السياسي مستقبلا، مشيرا إلى أن هناك مترتبات كبيرة لما قام به الحوثيون وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، من انقلاب على الشرعية وتدمير البلاد ومؤسساتها العسكرية والمدنية، جراء الانقلاب.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».