مواقع التواصل الاجتماعي وراء ارتفاع نسبة الطلاق في العراق

516.784 حالة طبقًا لإحصاءات السلطة القضائية

جانب من دعاوى الطلاق في إحدى المحاكم العراقية
جانب من دعاوى الطلاق في إحدى المحاكم العراقية
TT

مواقع التواصل الاجتماعي وراء ارتفاع نسبة الطلاق في العراق

جانب من دعاوى الطلاق في إحدى المحاكم العراقية
جانب من دعاوى الطلاق في إحدى المحاكم العراقية

عزا تقرير للسلطة القضائية في العراق ارتفاع نسب الدعاوى التي تخص المشاكل الزوجية إلى الانفتاح التكنولوجي وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أنّ دعاوى الخيانة الزوجية تتصدر نظيراتها أمام مكاتب القضاة، ومبرزًا أنّ هذه منتشرة في المناطق الحضرية أكثر مما هي في الأرياف.
ووصل مجموع حالات الطلاق خلال الأعوام العشرة الماضية إلى 516.784 حالة طبقًا لإحصاءات دورية رسمية أعدتها السلطة القضائية، في وقت كان فيه مجموع حالات الزواج خلال هذه المدة 2.623.883 حالة، مما يعني أنّ نحو 20 في المائة من هذه الزيجات انتهت بالطلاق.
وقالت المتخصصة في هذا الشأن المحامية علياء الحسني، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «التكنولوجيا - أو الاستخدام السيئ لها - أسهمت في ارتفاع دعاوى الأسرة، خصوصا في مناطق مراكز المدن (المناطق الحضرية) حيث تكثر فيها هذه الدعاوى مقارنة بالقرى والمناطق الريفية؛ لأن الروابط العائلية في القرية متينة على الرغم من التدني في المستوى الثقافي والعلمي».
وأضافت الحسني أنه «من خلال الدعاوى التي تردنا فإنه يمكن ملاحظة اهتزاز الثقة داخل بعض الأسر، لا سيما بين الأزواج، إلى حد أن يقدم الزوج والزوجة أحدهما على الآخر شكوى بتهمة الخيانة الزوجية وهما في غرفة واحدة».
كما أن زيادة معدلات الطلاق بالعراق تعود لعده أسباب أخرى منها الزواج في سن مبكرة، حيث إن أغلب العائلات العراقية خصوصا في المناطق الشعبية يعمدون إلى زواج بناتهم في سن مبكرة خوفا عليهم من العلاقات العاطفية، وأيضا لأسباب اقتصادية، كما قالت الحسني.
وعن كيفية النظر في هذه الدعاوى قال أحد الخبراء المختصين بهذا الشأن، لـ«الشرق الأوسط»، إن «القانون لم يورد ذكرا للاتصالات في مسألة الخيانة، إنما شدد على (زنى الزوجية) كمصطلح»، مضيفا «نحن كجهة تحقيقية ننظر كل الدعاوى، سواء عبر الاتصال أو غيره، ونبحث لنتوصل إلى الحقيقة، وهنا تختلف وجهات النظر. منهم من يعتبر هذه الخيانة (التكنولوجية) إخلالا بالعلاقة الزوجية، ومنهم لا.. نحيل القضية إلى محكمة الموضوع وهي من تبت فيها، إذا لم يكن هناك صلح في الفترة التحقيقية».
وأضاف الخبير المختص الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن «دعاوى الأسرة ليست روتينية إنما مميزة، وغير صعبة؛ لكنها تحمل خصوصية معينة، أحيانا يتحرج الإنسان في الحديث عن أوضاعه العائلية؛ إلا أنّ ذلك راجع إلى قدرة القاضي على استدراجه من أجل الوصول إلى الحقيقة». ودعا إلى ضرورة تفعيل البحث الاجتماعي، لافتا إلى أنّ دوره ضعيف ولا نتائج متحققة تذكر على هذا الصعيد.
من جانبها، ذكرت المدعية العامة أمام مكتب حماية الأسرة القاضية صبا محمد حسين، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «مكتبنا يعد الأكثر ثقلا بالنسبة إلى زخم الدعاوى، مما يؤشر إلى مدى التفكك الأسري والعلاقات الباردة داخل بعض العائلات»، موجهة إلى أنّ «مكتب حماية الأسرة له خصوصية لأنه يتعلق بالعائلة وحرمتها، لا سيما في مجتمعنا الشرقي الذي يعد مسألة الشرف خطا أحمر»، مستدركة: «هذا الخط الأحمر بدأ في التلاشي مع دخول التكنولوجيا والحداثة».
وقالت حسين إن دعاوى الأسرة متنوعة، منها المشاجرات أو السب والشتم وما يندرج تحت المادتين 413 و415 من قانون العقوبات العراقي، الاعتداء والإيذاء بين الزوجين أو الأصول والفروع (الآباء والأبناء)؛ منبهة إلى أنّ دعاوى الخيانة الزوجية، أو ما يندرج تحت المادة 377 من قانون العقوبات، تتصدر الدعاوى، فيما تعاقب المادة 377 الزوجة الزانية بالحبس ومن زنى بها، وتعاقب أيضا الزوج بالعقوبة ذاتها إذا زنى في منزل الزوجية.
وأرجعت زيادة هذه الدعاوى إلى كثرة المشاكل والضغط العام على المجتمع من جميع الجوانب الأمنية والاقتصادية. وفي شأن وظيفتها كمدع عام أفادت بأنّ «دورها مكمل لعمل المحكمة، وفي حال وجود خلل في قضية ما نكتب هامشًا إلى القاضي الذي تعرض أمامه الدعوى، وإن لم يستجب نطعن أمام الجهات القضائية الأعلى».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.