هزيمة ساحقة لبرشلونة في كأس السوبر الإسباني أمام أتلتيك بلباو تضعف آماله بحصد السداسية التاريخية

إنريكي: أتحمل مسؤولية الرباعية.. وأثق بلاعبي فريقي > فالفيردي: نتيجة الذهاب ليست كافية لحسم اللقب أمام الفريق الكتالوني

هدف بلبا والثالث يهز شباك برشلونة (أ.ب)
هدف بلبا والثالث يهز شباك برشلونة (أ.ب)
TT

هزيمة ساحقة لبرشلونة في كأس السوبر الإسباني أمام أتلتيك بلباو تضعف آماله بحصد السداسية التاريخية

هدف بلبا والثالث يهز شباك برشلونة (أ.ب)
هدف بلبا والثالث يهز شباك برشلونة (أ.ب)

أكد لويس إنريكي، المدير الفني لبرشلونة أنه يتحمل مسؤولية الهزيمة التي مني بها الفريق أمام أتلتيك بلباو في ذهاب كأس السوبر الإسباني برباعية نظيفة، مبديًا ثقته في قدرة الفريق الكتالوني على العودة في النتيجة.
وقال إنريكي: «التفكير في إمكانية العودة في النتيجة ليس من قبيل الغرور. في مباراة الذهاب هذه لم نظهر بأفضل مستوياتنا، ولكن لا يزال هناك مباراة الإياب». ورغم حظوظ بلاوغرانا الضئيلة في مباراة العودة بقي إنريكي متفائلا: «إذا كان هناك أي فريق قادر على تحقيق لك، فهو برشلونة. فلننتظر الاثنين، سنسعى بكل قوتنا». وتابع: «أهنئ أتلتيك بلباو على الفوز والأجواء التي صاحبت المباراة وصبت في صالحه، والاثنين المقبل على ملعبنا ووسط جماهيرنا سنحاول تسجيل هدف مبكر وتشكيل خطورة على مرمى بلباو للعودة في النتيجة». وأقر إنريكي بأنه يشعر بـ«القلق» إزاء كمية الأهداف التي مني بها مرماه خلال الفترة الماضية، ففي المباراتين الأخيرتين اهتزت شباكه ثمان مرات. وأشار إلى أنه «ليس الوقت المناسب للبحث عن أعذار» بعد رباعية أتلتيك بلباو، مثل الإرهاق البدني بعد أن خاض الفريق الكتالوني كأس السوبر الأوروبي الثلاثاء في جورجيا، أمام إشبيلية، وهي المباراة التي احتكم فيها الفريقان إلى وقت إضافي وانتهت لصالح برشلونة (5 - 4). وأوضح: «هذه هي المعطيات المتاحة ولا يمكنني تغييرها. لا بد من مرور بعض الوقت لتحليل المباراة بروية. كان هناك كثير من التغييرات، ففي هذا الوقت من الموسم لا ينبغي إثقال كاهل اللاعبين بالدقائق. دوري كمدرب هو اتخاذ القرارات، وأتحمل كامل المسؤولية». وحول مجريات اللقاء، قال إن «خطأ» فرديًا سمح لبلباو التقدم في النتيجة بعد أن ضغط فريقه خلال الدقائق الأولى من المباراة. وأردف: «بعد التأخر بهدف سنحت لنا فرصتان جيدتان، وبعدها مني مرمانا بالهدف الثاني وما تلاه. ولكن الأخطاء الفردية جزء من كرة القدم. ما زلت أثق بهؤلاء اللاعبين».
من جانبه، أكد أرنستو فالفيردي، المدير الفني لأتلتيك بلباو أن الأمسية كانت «سحرية» بالنسبة لفريقه بعد الفوز على برشلونة بأربعة أهداف نظيفة على ملعب (سان ماميس) معقل الفريق الباسكي، مشيرًا إلى أن هذا غير كاف لحسم اللقب على حساب برشلونة. وقال فالفيردي، في مؤتمر صحافي: «حقيقة أنها نتيجة كبيرة تلفت الانتباه لأن برشلونة عادة لا يتلقى أربعة أهداف، لقد كانت أمسية سحرية، وسنرى إذا كنا قادرين على حسم اللقب الاثنين المقبل لأن لدينا الكثير من العمل لإنجازه». وأوضح: «نعرف ما ينتظرنا في (الكامب نو) معقل الفريق الكتالوني، كفتا الفريقين متكافئة أكثر مما كانت عليه، لأن لدينا هامش (للفوز باللقب)، ولكن لا يزال علينا تحمل الكثير، ندرك هذا، لم تحسم الأمور بعد لأن برشلونة قادر على فعل أي شيء». وأشار إلى أن الفريق الكتالوني كان رائعا خلال الدقائق الخمسة الأولى، مبرزًا أهمية الفرصتين اللتين أهدرهما برشلونة في بداية الشوط الثاني، من خلال كرة بيدرو التي اصطدمت بالعارضة وتسديدة الأرجنتيني ليونيل ميسي التي تصدى لها الحارس جوركا إيرايزوس ببراعة. وأضاف: «انطلاقًا من تلك اللحظة عدنا مجددًا إلى الطريق الصحيح وسجلنا الهدف الثاني، وتلاه الهدفان الآخران».
أما أندريس إنييستا، لاعب وسط فريق برشلونة فأقر بأن الأمور سارت على نحو «سيء للغاية» خلال مواجهة أتلتيك بلباو في ذهاب كأس السوبر الإسباني، لكنه أشار إلى أن العودة في النتيجة خلال مباراة الإياب المقررة الاثنين المقبل «ليست مستحيلة». وقال إنييستا، في تصريحات صحافية أدلى بها عقب المباراة: «كانت النتيجة كبيرة للغاية تصعب علينا الأمور بشدة، ولكن لا بد من أن نؤمن بقدرتنا على العودة خلال مباراة الإياب على ملعبنا. سنحاول لأننا نريد تحقيق اللقب». وأوضح: «يجب علينا أن نفكر في أننا قادرون على العودة. ليس أمرا مستحيلا، لا بد من أن نؤمن بقدرتنا على ذلك.. سنرى ما حدث. لقد سارت الأمور على نحو سيء للغاية اليوم». وفي تعليقه على الأهداف الثمانية التي مني بها مرمى فريقه خلال المباراتين الأخيرتين، بعد الفوز بكأس السوبر الأوروبي على إشبيلية الإسباني (5 - 4) أشار إلى مسؤولية الفريق ككل عن دخول مرماه هذا العدد الكبير من الأهداف. وستقام مباراة الإياب في ملعب نو كامب يوم الاثنين لكن المهمة ستكون صعبة جدا على ليونيل ميسي ورفاقه للتعويض.
وقال خافيير ماسكيرانو مدافع برشلونة للصحافيين: «كانت مباراة غريبة حيث لاحت لهم ثلاث أو أربع فرص سجلوا منها أربعة أهداف». وتابع: «لم نفقد فرصتنا بعد. يمكننا التعديل والفوز بهذه المواجهة». واستطرد: «سنقاتل حتى النهاية. فزنا بمباريات كثيرة بعد أن عدنا من بعيد».
وعاد برشلونة بطل أوروبا إلى أرض الواقع بعدما أذله مضيفه أتلتيك بلباو بهذه الرباعية النظيفة. وتفنن المهاجم اريتز ادوريز بدك مرمى الفريق الكاتالوني ثلاث مرات في الشوط الثاني بعدما افتتح التسجيل في الشوط الأول بتسديدة على بعد 47 مترا. وقطع فريق المدرب فالفيردي شوطا كبيرا نحو إحراز اللقب للمرة الثانية في تاريخه بعد 1984. وباتت آمال برشلونة بتحقيق سداسية تاريخية أخرى، بعد الأولى في عهد المدرب بيب غوارديولا فائقة الصعوبة، نظرًا للفارق الكبير في النتيجة.
وكان برشلونة، قد أحرز لقبه الرابع هذا الموسم الثلاثاء الماضي في كأس السوبر الأوروبية على حساب مواطنه إشبيلية 5 - 4 بعد التمديد في تبيليسي عاصمة جورجيا، بعد تتويجه بألقاب الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا.
بيد أن الفريق الباسكي دمر ضيوفه خصوصا في الهدف الأول الذي سجله مايكل سان خوسيه من تسديدة بعيدة من 47 مترا مستفيدا من «تشتيتة» خاطئة بالرأس للحارس الألماني مارك - أندريه تير شتيغن في الدقيقة 13. وهذه أول مرة منذ 14 عامًا يتلقى فيها برشلونة أربعة أهداف في مباراتين على التوالي، علما بأنه احتاج إلى 13 مباراة الموسم الماضي لتلقي 8 أهداف في شباكه. وهذه أسوأ خسارة لبرشلونة منذ أن صفعه بايرن ميونيخ الألماني في نصف نهائي دوري الأبطال 2013 (4 - صفر و3 - صفر). وظهر برشلونة متعبًا من مباراة إشبيلية الأخيرة التي دامت 120 دقيقة في تبيليسي (5 - 4 بعد التمديد)، إذ لم يكتسب لاعبوه فورمتهم المعهودة، فأجرى المدرب لويس إنريكي عدة تغييرات على تشكيلته الأساسية، خصوصًا الناحية الدفاعية، فلعب البرازيلي أدريانو ومارك بارترا والبلجيكي توماس فرمايلن أساسيين بالإضافة إلى سيرجي روبرتو ورافينيا وبدرو رودريغيز، فيما بقي البرازيلي نيمار غائبا بسبب الإصابة ودخل الكرواتي إيفان راكيتيش والقائد أندريس إينيستا في الشوط الثاني، وبقي جيرار بيكيه وسيرجيو بوسكيتس على مقاعد البدلاء. وكان برشلونة خجولا بالرد على الهدف الأول الاستعراضي، فحصل على ركلة حرة نفذها نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي جميلة في المقص الأيمن صدها الحارس غوركا إيرايزوز ببراعة في الدقيقة 45.
مطلع الشوط الثاني، صنع الضيوف فرصتين بارزتين، فسدد بدرو الذي يعيش فترة حرجة مع النادي لإبعاده عن التشكيلة الأساسية، في العارضة من مسافة قريبة، ثم حقق الحارس إيرايزوز إنجازا كبيرا مبعدا تسديدة ميسي الجميلة بعد تمريرة من الأوروغواياني لويس سواريز. لكن أخطاء برشلونة الدفاعية تواصلت في الشوط الثاني، فبعدما تفوق سابين ميرينو على البرازيلي داني الفيش، رفع الأول كرة جميلة إلى اريتز ادوريز الذي سددها بقوة في شباك تير شتيغن هدفا ثانيا في الدقيقة 53.
وفي فاصل تشتيت دفاعي لا يليق ببطل أوروبا، استغل ادوريز الفرصة وسدد بيمناه الهدف الثالث للفريق الباسكي في الدقيقة 62. وحصل المهاجم المخضرم على فرصة استكمال الهاتريك بعدما قدم الحكم ركلة جزاء لبلباو في الدقيقة 68 إثر دفعة من الفيش على بورخا اتشيتا سددها ادوريز أرضية في الزاوية اليمنى لبرشلونة. ورأى بطل المباراة اريتز ادوريز: «نحن راضون جدا. هذا نهائي ونعرف مدى صعوبة الفوز على برشلونة. لكن تبقى مباراة العودة، والأمر سيكون صعبا. برشلونة على أرضه هو الأفضل وبإمكانه تحقيق أي شيء».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».