العراقيات يتصدرن ساحات الاحتجاج بمشاركة 40%

لم تسجل أي حالة تحرش

العراقيات يتصدرن ساحات الاحتجاج بمشاركة 40%
TT

العراقيات يتصدرن ساحات الاحتجاج بمشاركة 40%

العراقيات يتصدرن ساحات الاحتجاج بمشاركة 40%

مشهد متفرد شهدته ساحات الاحتجاج السلمي والمظاهرات التي عمت العاصمة العراقية بغداد وعددا كبيرا من المحافظات منذ أكثر من شهر للمطالبة بالإصلاح ومحاسبة المفسدين عبر حضور كبير ومشرف للمرأة العراقية التي أطلقت صوتها عاليًا جنب أخيها الرجل بشكل أسهم بإضفاء روح الحماسة للمتظاهرين وكان حضورها هو الأقوى هذه المرة بالنسبة للمظاهرات الاحتجاجية السابقة وهي ترفع اللافتات والإعلام وتنادي بالتغيير.
متظاهرون وصفوا المشهد بأنه الأكثر إيجابية، وأكدوا دعمهم للظاهرة وأهمية إفساح المجال لها، في حين عبرت نساء متظاهرات بأن ساحات الاحتجاج هي منبر للأحرار ولا يجوز أن تجير لجهة دون أخرى والهدف منها هو إيصال صوت الشعب للمسؤولين ومحاسبة المفسدين وتصحيح الأخطاء التي عطلت تقدم البلاد.
تقول طالبة الدراسات العليا في كلية الإعلام أبراج الطيار، وإحدى المشاركات في المظاهرات الأخيرة في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «رغم قيود المجتمع وقصور نظرته لمشاركة المرأة في المظاهرات، إلا أنها لم تمنع فتيات كثيرات بعضهن شابات بعمر الورد للمشاركة في ساحة التحرير وإيصال كلمتها ومظلوميتها والمطالبة بالقضاء على الفساد».
وأضافت: «فرحت بتلك الحماسة التي وجدتها لدى النساء بكل صنوفهن، الطالبة وربة البيت والطبيبة والمهندسة والإعلامية وغيرهن، لأجل المشاركة».
واستدركت أبراج لتقول: «خوف الأهل وحرصهم يمنع الكثيرات من المشاركة ولا بد من حملات تثقيفية لتوعية الأهل بأهمية مشاركة الجميع في تحديد مصير البلاد».
بدورها أكدت الناشطة سهيلة الأعسم ممثلة رابطة المرأة العراقية في حديثها لـ«الشرق الأوسط» على أن «حماسة النساء للمشاركة كانت أكبر من الجميع، وحضورها بالنسبة للرجال شكل نسبة تقدر بـ40 في المائة وهو ما عزز كثيرا من معنويات المتظاهرين الذين أسهموا بوفير المجال لأن تقول المرأة كلمتها ولم تشهد ساحة المظاهرات أي حالة تحرش بل بالعكس كان الجميع إخوة لنا».
وأضافت: «نأمل أن تكون المشاركة أكبر في المظاهرات القادمة، وألا تقتصر على النخب المثقفة فقط». ولفتت: «هناك عوائق كثيرة تقف بوجه الكثيرات من بينها صعوبة الوصول لمكان المظاهرة وتدخل الأهل لمنعهن».
هند وصفي طاهر، ناشطة مدنية، قالت: «منذ بداية المظاهرات كانت المرأة موجودة ومساهمة بشكل فعال بالتخطيط والتنظيم والحفاظ على سلمية ومدنية التظاهر والشيء الذي يدعو إلى التفاؤل هو كسر حاجز الخوف وخروج الشابات بأعمار مختلفة ولم تسجل أي حالة تحرش في كل أيام المظاهرات بل كان جميع الشباب على درجة عالية من المسؤولية».
فيما يقول الشاعر والإعلامي حميد قاسم: «المرأة العراقية هي إكليل ورد ساحة التحرير وعطرها، هي الرحمة والمودة والسلام، شجاعة المرأة العراقية لا تحتاج لشهادة فهي واضحة في كل الظروف التي مرت على البلاد». فيما أكد الشاب زيد أحمد(أحد المتظاهرين) أن «وجود المرأة هو الأكثر إيجابية في المظاهرات لأنها نصف المجتمع ونحن ندعمها بكل تأكيد».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».