نيجيرفان بارزاني: لن نتنازل عن أي شبر من الأراضي الكردستانية

واشنطن لا تستبعد استخدام «داعش» سلاحًا كيميائيًا ضد البيشمركة

رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني يشارك في حمل رفات مواطن إيزيدي قتله داعش («الشرق الأوسط»)
رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني يشارك في حمل رفات مواطن إيزيدي قتله داعش («الشرق الأوسط»)
TT

نيجيرفان بارزاني: لن نتنازل عن أي شبر من الأراضي الكردستانية

رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني يشارك في حمل رفات مواطن إيزيدي قتله داعش («الشرق الأوسط»)
رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني يشارك في حمل رفات مواطن إيزيدي قتله داعش («الشرق الأوسط»)

أعلن رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني أن الإقليم لن يتنازل عن أي شبر من الأراضي الكردستانية وسيحرر ما تبقى منها من تنظيم داعش، وأكد على مواصلة الجهود من أجل تحرير كل الإيزيديين المختطفين لدى التنظيم، مبينا أن المكتب الخاص بتحرير الإيزيديين تمكن حتى الآن من تحرير 2058 إيزيديا من «داعش».
وقال رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني في كلمته له خلال مراسيم دفن 67 جثة من جثث الإيزيديين الذين قتلهم «داعش» خلال سيطرته على المناطق ذات الغالبية الإيزيدية في محافظة نينوى الصيف الماضي: «سنحرر كل شبر من سنجار والمناطق الكردستانية الأخرى الخاضعة لتنظيم داعش الإرهابي، مهما كلفنا ذلك، وسنعيدها إلى إقليم كردستان ونعيد إعمارها ونعيد الحياة إليها». وقال مخاطبا الإيزيديين: «نحن لن ننسى آلامكم ومآسيكم وسنعمل مع مؤسسات حكومة الإقليم لتلبية احتياجاتكم».
وأضاف بارزاني خلال المراسم التي جرت في مزار شرف الدين على سفح جبل سنجار: «لن يهدأ بالنا حتى نحرر كل امرأة وفتاة وطفل إيزيدي من قبضة (داعش)، وقد فتحنا مكتبًا في دهوك لهذا الغرض وسنستمر في مساعينا، حيث تم تحرير 2058 إيزيديا من نساء ورجال وأطفال حتى الآن».
وبين بارزاني: «أما على المستوى الدولي، فالإقليم يبذل جهودًا كبيرة لتعريف ما تعرض له الإيزيديون من جرائم، بعمليات إبادة جماعية»، مطالبا الشباب الإيزيدي الذي يهاجر إلى أوروبا بالبقاء في مناطقهم، مضيفا بالقول: «الإيزيدية تمارس في سنجار والمناطق الإيزيدية وليس في أوروبا، ودين وتراث الإيزيدية يقامان على أرض أجدادهم»، مؤكدا أن التعايش السلمي ضمان لبقاء وتقدم وتطور إقليم كردستان.
من جهة أخرى أعلن مسؤول أميركي أمس أن الإدارة الأميركية لا تستبعد أن يكون تنظيم داعش المتطرف استخدم هذا الأسبوع غاز الخردل في هجوم ضد مقاتلين أكراد عراقيين، واصفا المعلومات التي ذكرت في هذا الصدد بأنها «معقولة».
ويأتي تصريح المسؤول الأميركي تأكيدا لما نشرته «الشرق الأوسط» أول من أمس حول استخدام «داعش» للأسلحة الكيماوية ضد قوات البيشمركة، حسبما أكد نائب قائد مخمور والكوبر، آراس حسو ميرخان.
وقال المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم ذكر اسمه إنه «استنادا إلى المعلومات التي بحوزتنا، نعتبر أنه من المعقول» أن يكون التنظيم الإرهابي قد استخدم غاز الخردل، مؤكدا بذلك معلومات نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال».
من جهته أعلن البنتاغون أن الإدارة الأميركية «تسعى للحصول على معلومات إضافية» عن هذه الاتهامات التي ساقها مقاتلون أكراد يحاربون تنظيم داعش في إقليم كردستان العراقي.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الكابتن جيف ديفيس: «نحن نأخذ هذه المزاعم وكل تلك المتعلقة باستخدام أسلحة كيميائية على كثير من محمل الجد».
وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» فإن الإدارة الأميركية تعتقد أن تنظيم داعش استخدم غاز الخردل في هجوم شنه هذا الأسبوع على قوات كردية في العراق، مشيرة إلى أنه قد يكون حصل على هذا الغاز السام عندما تخلص نظام الرئيس بشار الأسد تحت ضغط المجتمع الدولي من مخزوناته من الأسلحة الكيميائية، أو من مكان ما في العراق.
ولم توضح الصحيفة ولا المسؤولون الأميركيون متى وقع الهجوم الكيميائي المشار إليه ولا أين، ولكن مقاتلين أكرادا يحاربون تنظيم داعش أكدوا الخميس للصحافة الفرنسية أنهم تعرضوا الثلاثاء لهجوم بالأسلحة الكيميائية، وهي اتهامات نقلها الخميس الجيش الألماني الذي لديه جنود في الإقليم الكردي لتدريب المقاتلين على محاربة التنظيم الإرهابي.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية في برلين لوكالة الصحافة الفرنسية: «وقع هجوم بالسلاح الكيميائي وأصيب عدد من عناصر البيشمركة (مقاتلون أكراد) بجروح مع التهابات في الجهاز التنفسي».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.