أعلن يوم أمس عن تمديد وقف إطلاق النار في مدينة الزبداني السورية الواقعة في ريف دمشق الغربي وبلدتي الفوعة وكفريا في ريف محافظة إدلب بشمال غربي سوريا حتى بعد غد (الأحد)، وجاء الإعلان عن التمديد على وقع استمرار المفاوضات بين طرفي النزاع، في حين أشارت مصادر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط» إلى إمكانية إطالة الهدنة حتى يوم الثلاثاء المقبل، وهو أمر رأت فيه إشارة إيجابية قد تؤدي إلى اتفاق نهائي خلال الأيام القليلة المقبلة. وفي غضون ذلك، وفي محاولة منه للضغط على النظام وحزب الله اللبناني المشرك في القتال بالزبداني قطع «مجلس شورى وادي بردى»، مياه عين «الفيجة» عن العاصمة دمشق ردا على الحملة العسكرية على المدينة، وفق ما أعلن في بيان له.
«المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد أمس، بأنّ مفعول اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال ساريًا في الزبداني ذات الغالبية السنية والفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية في ريف إدلب، مع مواصلة المفاوضات بين الجانبين حول بندين أساسيين ينصان على تأمين حافلات تقل مقاتلي «حركة أحرار الشام» الإسلامية إلى مناطق خارج الزبداني، وإدخال مساعدات إنسانية وغذائية إلى كفريا والفوعة.
وفي هذا الإطار، لفت أبو عبد الرحمن، وهو مقاتل في الزبداني، إلى أن الوضع لا يزال هادئا في المنطقة، بانتظار وصول التعليمات إلى المقاتلين. وذكر في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «كل ما نسمعه لغاية اليوم هو أن المفاوضات مستمرة، لكننا لم نر أي شيء ملموس لجهة إيصال المساعدات إلى المدنيين أو ما يحكى عن خروج المقاتلين». وفي حين أكد أبو عبد الرحمن قدرة مقاتلي المعارضة على المضي قدمًا في المعركة التي اختاروها، حذّر من الوضع الإنساني والحالة الصعبة التي تعاني منها العائلات داخل الزبداني المحاصرة منذ ثلاث سنوات وفي المناطق المحيطة التي هرب الآلاف منهم إليها.
وأوضح أن الحصار المفروض على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة أثر سلبًا كذلك على المناطق الموالية التي انقطعت عنها الطريق أيضًا، كمناطق المعمورة وبلودان والروضة، إذ إن دخول المساعدات إليها سيؤدي بشكل تلقائي إلى فتح الطريق على الزبداني ومضايا. ورأى أبو عبد الرحمن أن وضع المدنيين الصامدين في الزبداني الذين يقدر عددهم بنحو 500 شخص، يكاد يكون أفضل حالا من أولئك الذين هربوا إلى المناطق المجاورة، والذين يقدّر عددهم بنحو 30 ألفًا. واعتبر أبو عبد الرحمن أن قرار قطع مياه عين الفيجة عن العاصمة خطوة جيدة قد تنعكس إيجابا على المفاوضات لصالح المعارضة، لافتًا إلى أن 80 في المائة من مياه العاصمة تؤمّن منها.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر شاركت في المفاوضات أنها ركزت على الاتفاق على انسحاب مقاتلي المعارضة من الزبداني وإجلاء المدنيين من البلدتين الشيعيتين في الشمال الغربي. وأفاد مصدر من مقاتلي المعارضة «ليس هناك أي اتفاق نهائي بعد لكن المحادثات مستمرة»، فيما لفت مسؤول قريب من الحكومة السورية إلى أن المفاوضات تسير ببطء. هذا، وساعدت إيران التي تدعم حزب الله والرئيس السوري بشار الأسد في التوصل إلى وقف إطلاق النار، وكذلك تركيا التي تدعم الفصائل المعارضة. وقال المسؤول القريب من الحكومة السورية لوكالة «رويترز» إن من بين المواضيع التي نوقشت إنشاء ممر آمن للمقاتلين المصابين الذين يريدون مغادرة الزبداني ثم انسحاب جميع المقاتلين فيما بعد. وأضاف أن مقاتلي المعارضة قدّموا قائمة بأسماء المصابين الذين يريدون إجلاءهم في البداية.
جدير بالذكر أنه بوشر العمل بوقف إطلاق النار بين مقاتلي المعارضة من جهة وقوات النظام وحزب الله جهة ثانية يوم الأربعاء الماضي في الزبداني القريبة من الحدود مع لبنان والبلدتين الشيعيتين في ريف إدلب، لمدة 48 ساعة قبل أن يمدّد 24 ساعة إضافية. كما كان حزب الله وقوات النظام قد أطلقا ما سمياه «معركة السيطرة على الزبداني» في الرابع من شهر يوليو (تموز) الماضي، وشهدت المدينة منذ ذلك الحين اشتباكات عنيفة ومئات الغارات الجوية ومئات القذائف والصواريخ الثقيلة. كذلك كانت الزبداني محور حملة شنها جيش النظام وحزب الله على مدى أسابيع، بهدف إجبار مقاتلي المعارضة الذين ما زالوا يتحصنون بداخلها على الانسحاب، فيما كثفت المعارضة حملتها العسكرية على الفوعة وكفريا.
وفي أول رد فعل لها على قطع المعارضة مياه عين الفيجة، قامت قوات النظام بإغلاق جميع الحواجز المحيطة بوادي بردى وقطع الطرق المؤدية إلى العاصمة دمشق ومنع المدنيين من الدخول أو الخروج من المنطقة، بحسب ما أشارت إليه «شبكة الدرر الشامية».
في حين ذكر ناشطون أن مقاتلي المعارضة في وادي بردى زرعوا ألغاما حول العين لصد أي محاولة من جانب قوات النظام لفرض السيطرة عليها. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن المعارضة في منطقة وادي بردى، بشمال غربي العاصمة السورية، تسيطر على عين الفيجة منذ فبراير (شباط) 2012. بل وسبق للمعارضة في وادي بردى أن قطعت إمدادات المياه عن دمشق لأربعة أيام في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 في محاولة للضغط على قوات النظام من أجل إطلاق سراح عدد من المعتقلين.
التمديد الثاني لهدنة الزبداني يعكس إيجابية في المفاوضات
معلومات عن احتمال إطالتها حتى الثلاثاء والإعلان عن الاتفاق النهائي خلال أيام قليلة
التمديد الثاني لهدنة الزبداني يعكس إيجابية في المفاوضات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة