أعرب مدير إدارة الطيران الفيدرالية (إف إيه إيه)، مايكل هوريتا، عن قلقه بسبب انتشار طائرات «درون» خاصة في مختلف الولايات الأميركية، لأنها صارت تهدد الطائرات المدنية والعسكرية.
ودعا هوريتا إلى إصدار قانون يحدد نوع، ومدى، وأماكن استعمال هذا النوع من الطائرات التي تطير من دون طيار. وقال هوريتا، لصحيفة «واشنطن بوست»: «بالتأكيد، صار يصل إلينا مزيد من التقارير عن أخطار هذه الطائرات. نحن قلقون بسبب تصاعد تقارير عن طائرات تقترب اقترابا خطيرا من المطارات (كما حدث يوم الأحد قرب مطار جون كيندي في نيويورك)». وأضاف: «قلت الشيء نفسه عندما وصلت إلينا أخبار تدخل طائرات (درون) في عمليات رجال الإطفاء في كاليفورنيا. ودعوت إلى وقف هذه الأخطار الجديدة». وشرح متحدث باسم إدارة الطيران الفيدرالية، لـ«الشرق الأوسط»، المقصود من هذا التحذير، قائلا إن «هوريتا يقصد ما حدث فوق المنطقة التي اجتاحتها الحرائق في كاليفورنيا، وأن أشخاصا أطلقوا طائرات (درون) خاصة لتحلق فوق المنطقة، وتصور الحرائق. وشكل هذا عرقلة واضحة وخطيرة لعمليات إطفاء الحرائق». وأضاف أن إدارة الطيران الفيدرالية، وإدارة الغابات الفيدرالية، ووزارتي المواصلات والداخلية، تشترك في حملة لتوعية المواطنين، شعارها «إذا حلقت طائراتكم (الدرون) فلن تقدر طائراتنا على التحليق».
خلال الأشهر القليلة الماضية نشرت أخبار عن استعمال طائرات «درون» في تهريب مخدرات إلى داخل سجن في سان دييغو (ولاية كاليفورنيا)، وتحطمت طائرة عندما ضربت ناطحة سحاب في سنسناتي (ولاية أوهايو). واصطدمت طائرة بامرأة في مظاهرة نظمها المثليون جنسيا في سياتل (ولاية واشنطن). وحلقت طائرة قرب رؤوس المشتركين، وأخافتهم، في احتفالات في البوكوركي (ولاية نيومكسيكو). وتابعت طائرة امرأة خارج حانة في تامبا (ولاية فلوريدا)، قبل أن تصدم سيارتها. وقال باراستش، أستاذ هندسة كهربائية وخبير في طائرات «درون» في جامعة أوهايو: «تستهدف معظم نماذج الطائرات من دون طيار الهواة، والمبتدئين الذين، في حالات كثيرة، يكونون (جهلاء سعداء)». وأضاف: «لسوء الحظ، في كل الحالات التي ينفذ فيها الناس قانونا معينا، يوجد عدد من الذي لا يفعلون ذلك».
في الأسبوع الماضي، أصدرت جمعية الاستهلاك الإلكتروني (سي إيه إيه)، التي تتابع بيع وشراء واستهلاك المنتجات الإلكترونية، تقريرا جاء فيه أن الأميركيين المدنيين سيشترون أكثر من 700 ألف طائرة درون خلال هذا العام، وأن هذا الرقم سيزيد بنسبة 63 في المائة عن العام الماضي. وفي شهر يوليو (تموز) الماضي، قالت وزارة أمن الوطن إنها سجلت، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، أكثر من 500 حالة حلقت فيها طائرات «درون» فوق منشآت «أمنية حساسة».
وفي مايو (أيار)، أعلن مسؤولون أمنيون أميركيون كبار أن قلقهم زاد على أمن البيت الأبيض بعد العثور على طائرة «درون» أخرى، هي الثانية خلال ثلاثة شهور، في فناء البيت الأبيض، وقالوا إن الشرطة السرية (التي تحمي البيت الأبيض، والرئيس، وعائلته) تحقق في الموضوع، وتعتزم اتخاذ إجراءات إضافية لمنع تكرار مثل هذه الاختراقات.
في ذلك الوقت، اعتقلت شرطة البيت الأبيض رجلا بعد أن أطلق طائرة من دون طيار في حجم كومبيوتر لوحي، وعثر عليها عند المدخل الشمالي للبيت الأبيض الذي يواجه شارع بنسلفانيا، على مسافة مائة قدم من سور البيت الأبيض الشمالي، بالقرب من المدخل الرئيسي.
وقال تلفزيون «سكاي نيوز» إن الشخص الذي أطلق الطائرة هو الذي اتصل بشرطة الخدمة السرية، وقال إنه كان يستخدم الطائرة للترفيه، واعتذر. لكنه اعتقل في الحال.
في شهر فبراير (شباط)، بينما كان الرئيس أوباما يزور الهند، عثرت شرطة البيت الأبيض على طائرة «درون» في فناء البيت الأبيض الجنوبي. في ذلك الوقت، قال جيف إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، للصحافيين المسافرين مع أوباما في الهند، إن الشرطة السرية تحقق في الموضوع. وأضاف إرنست: «تدل المؤشرات الأولية على أنها (الطائرة من دون طيار) لا تمثل أي نوع من أنواع التهديدات المستمرة في الوقت الراهن على أي شخص في البيت الأبيض».
بعد قرابة شهر من سقوط الطائرة الأولى، وبعد ضجة أثيرت بسبب أخطار «درون» على البيت الأبيض وعلى غيره، أعلن الرئيس أوباما موافقته على مسودة قانون ينظم طيران هذا النوع من الطائرات. وقال بيان أصدره، في ذلك الوقت، البيت الأبيض باسم وكالة الطيران الاتحادية (إف إيه إيه) إن القانون، إذا أجيز، سيبدأ العمل به بعد عامين.
وحسب مشروع القانون، يجب أن تحلق هذه الطائرات على ارتفاعات منخفضة جدا. ويجب ألا يزيد وزنها على 55 رطلا (20 كيلوغراما تقريبا).
إدارة الطيران الأميركية قلقة بشأن انتشار طائرات «الدرون» الخاصة وتهديدها للسلامة الجوية
مبيعات العام منها قد تصل إلى 700 ألف في أميركا بزيادة 63 % عن السنة الماضية
إدارة الطيران الأميركية قلقة بشأن انتشار طائرات «الدرون» الخاصة وتهديدها للسلامة الجوية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة