قالت مصادر فلسطينية مطلعة، إن جهود التهدئة التي تسعى إليها أطراف أوروبية بين حماس وإسرائيل متعثرة الآن، بسبب عدم تعامل الإسرائيليين مع الملف بالجدية الكاملة. وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن الإسرائيليين لا يتعاطون مع المقترحات بالجدية الكاملة على الرغم من إبدائهم سابقا، الاستعداد لعقد هدنة طويلة في قطاع غزة تستمر لـ10 سنوات.
وبحسب المصادر، «تكتفي إسرائيل بإرسال رسائل لحماس حول ضبط الحدود ووقف أي أعمال قريبة منها ومنع إطلاق صواريخ».
وتابعت: «يسير الملف ببطء شديد على الرغم من محاولات أطراف أوروبية وإقليمية تحريكه في كل وقت».
وأبلغت حماس هذه التفاصيل إلى مسؤولين من مختلف الفصائل الفلسطينية، التقت بهم في قطاع غزة في الأيام القليلة الماضية، وتعهدت بأن تضع أمامهم أي اتفاق نهائي لتهدئة جديدة في غزة بشكل مكتوب للاتفاق عليها قبل إعلانها.
وتريد حماس رفع الحصار عن قطاع غزة وتحريك عملية إعادة الإعمار بشكل أسرع، والحصول على ميناء بحري مقابل هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل.
وناقش مسؤولو حماس الأمر مع مبعوثين أوروبيين آخرهم مبعوث الرباعية السابق توني بلير، الذي التقى خالد مشعل زعيم حركة حماس مرتين خلال أقل من شهر واحد، لبحث سبل تغيير الوضع القائم في القطاع.
ويعتقد أن ذلك سيكون على أجندة اللقاء المفترض أنه عقد بالأمس في أنقرة، بين مشعل والرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وكان مشعل وصل إلى أنقرة أمس، على رأس وفد كبير من قيادة الحركة في الخارج، في زيارة لم يعلن عنها مسبقا.
وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن مشعل وصل إلى تركيا للقاء إردوغان ورئيس الوزراء داود أوغلو، من دون أن يعطي مزيدًا من التفاصيل.
وكان الرئيس التركي التقى خالد مشعل آخر مرة، مطلع العام الحالي، أثناء دعوة الأخير للمشاركة في المؤتمر العام الذي عقده حزب الحرية والعدالة الحاكم.
ولتركيا دور غير مباشر في المباحثات الأخيرة حول تهدئة جديدة.
غير أن مصادر فلسطينية مطلعة قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن زيارة مشعل بالإضافة إلى مناقشة الملفين الفلسطيني والسوري، تحمل رسالة أخرى حول الاقتراب أكثر من المحور الذي يعمل ضد إيران والرئيس السوري بشار الأسد، فيما يتعلق بالأزمة السورية.
وبينما كان يفترض أن يزور مشعل إيران خلال هذه الفترة، بعد شهور من حديث متكرر لمسؤولين في حماس حول الزيارة، وفيما دفع مسؤولون من حماس في غزة نحو زيارة طهران وهللوا لها، فوجئ المراقبون بتحركات مضادة لمشعل وقيادة الخارج.
وزار وفد من الحركة بقيادة مشعل المملكة العربية السعودية قبل أيام من عيد الفطر، حيث أدى الوفد العمرة، والتقى عددًا من قيادات المملكة وعلى رأسهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، قبل أن يلتقي مبعوثين أوروبيين ومن ثم يصل أخيرا إلى أنقرة.
وقالت مواقع تابعة لحركة حماس، إن مشعل عقد، في الآونة الأخيرة، سلسلة من اللقاءات مع عدد من الوفود الأوروبية على رأسها مبعوث اللجنة الرباعية السابق لعملية السلام، توني بلير، في محاولة لتقديم طروحات للحركة في سبيل جهود تثبيت التهدئة في قطاع غزة.
وأضافت المواقع: «يأتي هذا الحراك العربي والدولي لبحث ملفات فلسطينية متفرقة، أبرزها ملف فك الحصار وإعادة الإعمار في قطاع غزة».
وأعرب القيادي الحمساوي زياد الظاظا عن رفضه للحلول المطروحة لحل مشكلات قطاع غزة مقابل الخوض في عملية سياسية مع إسرائيل.
وذكر الظاظا أن حماس لا تقبل أن تكون جزءا من التسوية السياسية، إلا أنها تقبل التعامل مع تثبيت وقف إطلاق النار ووضع حلول لمشكلات القطاع، ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار في القاهرة.
وأشار الظاظا إلى أن هناك الكثير من الوسطاء الأوروبيين والعرب والمسلمين الذين يتحدثون مع حماس عن الهدنة أو تهدئة قصيرة أو متوسطة المدى.
وفي هذا الوقت، طالب نشطاء فلسطينيون في سوريا من مشعل، نقل معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من سوريا إلى تركيا، خلال لقائه إردوغان.
وخاطب نشطاء فلسطينيون في سوريا مشعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأن يطرح معاناة النازحين الفلسطينيين من سوريا لتركيا في هذا اللقاء.
وركز النشطاء على ضرورة الحصول على موافقة من الجانب التركي، بالسماح لفلسطينيي سوريا بالدخول للأراضي التركية بشكل منتظم ومن دون تأشيرة، على غرار اللاجئين السوريين.
مصادر: ملف التهدئة يسير ببطء بسبب عدم جدية إسرائيل
مشعل في تركيا في رسالة جديدة ضد نظام الأسد ولبحث ملفي غزة وسوريا
مصادر: ملف التهدئة يسير ببطء بسبب عدم جدية إسرائيل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة