أمين عام «الحركة الشعبية» المغربي: سنتحالف مع المعارضة إذا تعذر التحالف مع أحزاب الغالبية

قال إن حزبه يكتفي بما يتقاضاه من الدولة ولا يحصل على هبات أو تبرعات

أمين عام «الحركة الشعبية» المغربي: سنتحالف مع المعارضة إذا تعذر التحالف مع أحزاب الغالبية
TT

أمين عام «الحركة الشعبية» المغربي: سنتحالف مع المعارضة إذا تعذر التحالف مع أحزاب الغالبية

أمين عام «الحركة الشعبية» المغربي: سنتحالف مع المعارضة إذا تعذر التحالف مع أحزاب الغالبية

قلل محند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية المغربي المشارك في الحكومة، من أهمية وحجم ما يعرف بـ«الحركة التصحيحية» داخل حزبه المناوئ لعدد من قيادييه وقدرتها على التأثير على النتائج التي سيحصل عليها الحزب في الانتخابات البلدية والجهوية المقرر تنظيمها في الرابع من سبتمبر (أيلول) المقبل.
وعبّر العنصر، الذي كان يتحدث خلال لقاء صحافي عقده، مساء أول من أمس، في الرباط لتقديم برنامج حزبه الانتخابي عن رضاه عن الوضع الداخلي للحزب الذي «تنوعت تجربته السياسية واتسعت صفوفه» كما تجنب القيادي الحركي، الذي يوجد على رأس الحزب منذ 30 عامًا، الدخول في صراع مع أي من الأحزاب المنافسة له في الانتخابات المقبلة سواء المتحالف معها أو المعارضة. وقال: «لا بد من مراعاة نتائج الانتخابات، فإذا لم نتمكن من التحالف مع أحزاب الغالبية الحكومية كما جرى الالتزام بذلك، سنضطر للتحالف مع أحزاب معارضة». وقصد العنصر حزب الاستقلال تحديدًا؛ إذ تجنب الرد على الاتهامات التي وجهها أمينه العام، حميد شباط، لوزراء الحركة الشعبية. وقال العنصر إنه اختار مهاجمة «الحركة» لكنه لن يرد عليه لأن حزبه يفرق بين الأشخاص والمؤسسات الحزبية فـ«الاستقلال» حزب عريق، ويتمنى ألا يغيب عن الساحة، بحسب رأيه.
وفقد حزب الحركة الشعبية الذي تأسس منذ 60 عامًا، وشارك في الحكومات المتعاقبة باعتباره أحد الأحزاب الموالية، وزيران في حكومة ابن كيران وخرجا منها بفضيحتين، هما عبد العظيم الكروج، الوزير المنتدب في التكوين المهني الذي ارتبط اسمه بفضيحة الشكلاطة، ومحمد أوزين، وزير الشباب والرياضة الذي ارتبط اسمه بـ«فضيحة الملعب».
وتعهد العنصر بـ«ضمان حضور وازن للحزب في الانتخابات المقبلة بما يتناسب وتمثيليته في مختلف مناطق البلاد»، معلنًا أن حزبه سيغطي ثلثي المقاعد المتنافس عليها أي نحو 20 ألف مقعد. وخلافًا لمعظم الأحزاب السياسية التي أعلنت عن مرشحيها، أحجم العنصر عن الكشف عن أسماء «المرشحين الكبار» الذين سيترشحون في الانتخابات. وقال إن الحزب حسم في 99 في المائة من المرشحين «بيد أنه من غير الملائم الإفصاح عن أسمائهم في المرحلة الحالية».
وبشأن الميزانية التي رصدها الحزب لحملته الانتخابية، أظهر العنصر «حركته» على أنها حزب فقير، وقال: «سنخوض الحملة الانتخابية بما نتقاضاه من الدولة، فهذا هو المبلغ الوحيد من المال الذي نصرفه على الانتخابات». وزاد قائلاً: «قد تكون هناك أحزاب لها القدرة على جمع الهبات والتبرعات، أما نحن فنشتغل فقط بما تمنحه لنا الدولة».
وكشف العنصر أن حزبه تقاضى 3.5 مليون درهم (نحو 416 ألف دولار) وهو مبلغ يمثل 30 في المائة من الميزانية التي سيحصل عليها الحزب من وزارة الداخلية.
وأعطى العنصر أهمية كبيرة للانتخابات البلدية والجهوية المقبلة. وقال إنها «ستشكل نقلة نوعية في المسار الديمقراطي للبلاد»، وعدها محطة مهمة في التاريخ الحديث للمغرب. معلنًا أن البرنامج الانتخابي للحزب «ينبني على تكافؤ الفرص بين الفئات الاجتماعية، والتفاوت بين القرى والمدن والمناطق الجبلية والصحراوية والساحلية ويتضمن أرضية سياسية شاملة تأخذ بعين الاعتبار كل المستجدات التي تعرفها البلاد».
وفي موضوع ذي صلة، نوهت اللجنة الحكومية لتتبع الانتخابات، التي يرأسها وزيرا الداخلية والعدل والحريات، بالمناخ العام الذي جرى فيه انتخاب أعضاء الغرف المهنية الجمعة الماضي. وأشادت بالهيئات السياسية والمترشحات والمترشحين الذين ساهموا في إنجاح هذا الاستحقاق.
وكشفت اللجنة في بيان أنه في إطار تتبع تلك الانتخابات، وتفعيل آلية تخليق العمل السياسي وتكريس المنافسة الحرة والمتكافئة، حرصت اللجنة المركزية المكلفة بالشكاوى على تلقي كل الشكاوى المتعلقة بسير عملية انتخاب أعضاء الغرف المهنية وبحثها ومعالجتها بتنسيق مع اللجان المحلية والمصالح المعنية.
وبلغ عدد الشكاوى المقدمة أمام النيابة العامة على الصعيد الوطني 64 شكوى، أي بنسبة 0.5 في المائة من مجموع المترشحين، منها 39 شكوى جرى حفظها، وشكايتان تقررت في شأنهما المتابعة. أما بقية الشكاوى والبالغ عددها 23، فهي ما زالت في طور البحث.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.