المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي: يريد حكومة من 15 وزارة فقط

الحديثي أكد لـ {الشرق الأوسط} أن الوزراء المتهمين بالفساد سيقالون

المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي: يريد حكومة من 15 وزارة فقط
TT

المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي: يريد حكومة من 15 وزارة فقط

المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي: يريد حكومة من 15 وزارة فقط

أكد سعد الحديثي، المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن الأخير كلف عددا من الخبراء بوضع دراسة لتقليص وإلغاء بعض الوزارات ودمج بعضها.
وأضاف الحديثي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هؤلاء الخبراء يخضعون لأوامر العبادي ويعملون على وضع دراسة لتقليص ودمج وإلغاء الوزارات لبناء دولة رصينة»، مبينا أن «خطوة العبادي المقبلة هي إطلاق حزمة ثانية من الإصلاحات في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل (غدا)». وكشف الحديثي أن العبادي «يريد تقليص عدد الوزارات أو دمجها ليصبح عددها النهائي 15 وزارة».
وكشف الحديثي عن تفاصيل خطة رئيس الوزراء حيدر العبادي لترشيق أغلب وزارات الدولة وتشكيل لجنة عليا لمحاربة الفساد برئاسته وعضوية ديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة، مبينا أن الخطة «تتمثل في دمج وزارات البيئة مع الصحة، والزراعة مع الموارد المائية، والكهرباء مع النفط، وحقوق الإنسان مع المفوضية العليا لحقوق الإنسان، والإسكان والإعمار مع البلديات، ودمج الوقفين السني والشيعي والديانات الأخرى لتصبح وزارة الأوقاف»، مؤكدا أن «العبادي سيقيل عددا من وزراء حكومته من المتهمين بالفساد».
إلى ذلك، وجه العبادي أمرا إلى رئيس هيئة النزاهة برفع أسماء المفسدين والمتجاوزين على ممتلكات الدولة لمنعهم من السفر وإحالتهم إلى القضاء فورا. وقال العبادي في بيان «وجهنا هيئة النزاهة برفع أسماء المتهمين بقضايا تتعلق بسرقة المال العام والتجاوز على ممتلكات الدولة والشعب». وأضاف أن ذلك يأتي لـ«منعهم من السفر وإحالتهم إلى القضاء».
من جانبه، أعلن طلال الزوبعي، رئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب، اتخاذ جملة من الآليات لمكافحة الفساد وتفعيل حزمة الإصلاحات التي تقدمت بها الحكومة والبرلمان العراقي. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «بعض السياسيين شككوا في إجراءات الحكومة بتقديم حزمة الإصلاحات، واعتبروها استهدافا سياسيا لهم من قبل رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي نتمنى أن يكون جادا في محاربته للفساد وتنفيذ الإجراءات المتفق عليها في عملية الإصلاح». وأضاف الزوبعي أن «بعض الإجراءات الإصلاحية ستنفذ بشكل فوري ابتداء من الآن، بعدما فوض البرلمان السيد العبادي بتنفيذها خلال 30 يوما من الآن».
من جانبه، قال الخبير في الشؤون الاقتصادية خميس محمد باقر السهيل، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «الإصلاحات الحكومية ستوفر ما يقرب من 7 – 10 مليارات دولار سنويا كانت تدفع إلى المسؤولين من دون تقديم أي خدمات تذكر للشعب».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.