قتلى وجرحى في انفجار يهز مطار كابل الدولي

الرئيس الأفغاني ينتقد باكستان إثر سلسلة من هجمات المتمردين

قتلى وجرحى في انفجار يهز مطار كابل الدولي
TT

قتلى وجرحى في انفجار يهز مطار كابل الدولي

قتلى وجرحى في انفجار يهز مطار كابل الدولي

أعلن متمردو حركة طالبان مسؤوليتهم عن الهجوم الذي شهدته العاصمة الأفغانية كابل، أمس، موضحين أنه استهدف موكبا للقوات الأجنبية بالقرب من مطار حميد كرزاي الدولي. وصرح مسؤولون بأن ما لا يقل عن ستة أشخاص، من بينهم انتحاري لقوا حتفهم وأصيب 21 آخرون في تفجير انتحاري وقع بالعاصمة الأفغانية أمس. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية نجيب دانيش بأن «الهجوم الانتحاري وقع عند مدخل مطار كرزاي الدولي، في منطقة مزدحمة».
فيما أوضح سيد كبير أميري مدير إدارة مستشفيات كابل أن «جميع الضحايا من المدنيين حتى الآن». وأشار مسؤول حكومي إلى أن هناك نساء وأطفالا بين الضحايا.
وتصاعدت سحابة من الدخان الأسود فوق موقع الانفجار، القريب من نقطة تفتيش يعبرها المدنيون للخضوع لإحدى عمليات التفتيش الذاتي قبل الدخول إلى مبنى المطار. وعرض التلفزيون المحلي لقطات أظهرت صور الدمار الذي لحق بعدد من السيارات والمنازل والمتاجر القريبة، ومصابين تم نقلهم إلى المستشفى في سيارات إسعاف.
من ناحية أخرى، قال سرنادو استريوا المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إنه لا توجد معلومات حول موكب القوات الأجنبية التي كانت تمر في المنطقة أو الأضرار التي لحقت بقوات التحالف في موقع الانفجار. ويأتي التفجير عقب سلسلة من الهجمات خلال مطلع الأسبوع الحالي أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص وإصابة المئات. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت الأسبوع الماضي أن ما يقرب من خمسة آلاف مدني أفغاني سقطوا بين قتيل وجريح خلال الأشهر الستة الأولى من العام بسبب أعمال العنف التي تشهدها البلاد.
من جهة أخرى، اتهم الرئيس الأفغاني أشرف غني أمس باكستان بـ«توجيه رسالة عدائية»، إثر سلسلة اعتداءات في كابل خلفت 56 قتيلاً على الأقل في الأيام الأخيرة. وأكد غني الذي كان باشر تقاربًا مع إسلام آباد في محاولة لإنهاء النزاع مع متمردي طالبان، في مؤتمر صحافي أن هجمات كابل تثبت أن باكستان لا تزال تؤوي «معسكرات لتدريب الانتحاريين وأماكن لصنع القنابل». وتأتي موجة التفجيرات في كابل وأقاليم أخرى بعد تغيير في قيادة حركة طالبان بعد الإعلان الأسبوع الماضي عن وفاة مؤسسها الملا محمد عمر وخلاف على قيادة الحركة.
وقضت الهجمات على أي آمال لاستئناف فوري لمحادثات السلام مع الحكومة، كما تشير إلى أن قائد حركة طالبان الجديد الملا محمد أختر منصور يعتزم توجيه رسالة بأن الحركة لن تبدي تراجعا.
وقالت وزارة الداخلية في بيان: «هذه الهجمات تكشف عن مستوى عالٍ من الوحشية من الإرهابيين ضد مدنيين أبرياء».
وأعلنت حركة طالبان المسؤولية عن هجوم أمس الانتحاري في منطقة مزدحمة خارج نقطة تفتيش المطار قائلة إنها استهدفت «قوات أجنبية».
وقال مسؤول أمني في المكان إن الهجوم استهدف على ما يبدو سيارتين مصفحتين غير أنه لم يتضح من كان بداخلهما. وتجمع عشرات رجال الإطفاء والشرطة في المكان، بينما كان هيكل إحدى السيارتين المصفحتين ملقى على جانبه وتتصاعد منه النيران. وقال قائد شرطة كابل عبد الرحمن رحيمي إن خمسة أشخاص قتلوا في الهجوم وأصيب 16، وكان وحد الله مايار المتحدث باسم وزارة الصحة قال، في وقت سابق، إن امرأة وطفلا من بين الجرحى.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان إن ركاب السيارتين اللتين كانتا مستهدفتين كانوا أجانب، وكلهم قتلوا. ونفى مقتل أي مدنيين أفغان في الهجوم. وسبق أن أعلنت السلطات في كابل حالة التأهب القصوى على أثر هجمات الأسبوع الماضي التي أسفرت عن مقتل 50 شخصا على الأقل من المدنيين ورجال الأمن في أسوأ موجة عنف تشهدها المدينة منذ سنوات.



«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)

أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن تفجير انتحاري أودى بحياة وزير اللاجئين الأفغاني في مكتبه في كابل، بحسب ما ذكر موقع «سايت»، اليوم (الأربعاء).

وقُتل وزير اللاجئين الأفغاني، خليل الرحمن حقاني، اليوم، من جرّاء تفجير وقع بمقر وزارته في كابل، نُسب إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو الأوّل الذي يستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في عام 2021. واستنكر الناطق باسم حكومة الحركة «هجوماً دنيئاً» من تدبير تنظيم «داعش»، مشيداً بتاريخ «مقاتل كبير» قد «ارتقى شهيداً»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». ووقع الانفجار، الذي لم تتبنّ بعد أي جهة مسؤوليته، «في مقرّ وزارة اللاجئين»، وفق ما أفاد به مصدر حكومي «وكالة الصحافة الفرنسية»، مشيراً إلى أنه تفجير انتحاري. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «للأسف وقع انفجار في وزارة اللاجئين، ويمكننا أن نؤكد أن الوزير خليل الرحمن حقاني قد استشهد إلى جانب عدد من زملائه». وضربت قوى الأمن طوقاً حول الحيّ حيث تقع الوزارة في وسط كابل. فيما أورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشات تدريبية كانت تعقد في الأيام الأخيرة بالموقع. وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو للدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح من جراء الحرب.

«إرهابي عالمي»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم 12 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

كان خليل الرحمن يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته، وهو شقيق جلال الدين الذي أسس «شبكة حقاني» مع بداية سبعينات القرن الماضي وإليها تُنسب أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان، قبل أن تندمج «الشبكة» مع حركة «طالبان» إبان حكمها الذي بدأ عام 1994 وأنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001، ثم عودة الحركة إلى الحكم بعد انسحاب القوات الأميركية والدولية في 2021. وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني. ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية». وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً»، وكان خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

هجمات «داعش»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني (وسط) خلال وصوله لتفقد مخيم للاجئين بالقرب من الحدود الأفغانية - الباكستانية يوم 2 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، وفق تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل. ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان». وسُمع أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل. وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قُتل طفل وأصيب نحو 10 أشخاص في هجوم استهدف سوقاً وسط المدينة. وفي سبتمبر (أيلول) الذي سبقه، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وجُرح 13 بمقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً بأن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.