أسود يزداد قتامة.. تاريخ استهداف الإرهاب للمساجد والمعابد

50 مسجدًا دمرها وفجرها «الدواعش»

أسود يزداد قتامة.. تاريخ استهداف الإرهاب للمساجد والمعابد
TT

أسود يزداد قتامة.. تاريخ استهداف الإرهاب للمساجد والمعابد

أسود يزداد قتامة.. تاريخ استهداف الإرهاب للمساجد والمعابد

سنة عمياء يستن فيها الداعشيون بطريق فيروز المجوسي قاتل عمر بن الخطاب سنة 20 هجرية وبالخوارج حين قتلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه سنة 40 هجرية، وأنشد قاتله ابن ملجم مفتخرا قبل مقتله، أنه «قتل شر البرية دينا» في اعتقاده وتصوره، كما حاولوا قتل غيره.
كما أنها سُنة لمختلف «الجهاديات» العمياء في زماننا فعلتها «القاعدة» في استهداف دور العبادة في العراق، كما فعلتها «بوكو حرام» وحركة الشباب النيجيرية في استهداف معارضيهم، وفعلتها «القاعدة» في مالي في استهداف المتصوفة ومساجدهم ومزاراتهم، ولكن توسع فيها «داعش» بشكل غير مسبوق عن غيره.
سوابق «داعش» والذئاب المنفردة
رغم توسعه في استهداف المساجد حاول «داعش» عبر المواقع التواصلية التنصل من قصده استهداف مسجد قوات الطوارئ والمصلين فيه، بأنه قصد فقط مبنى قوات الطوارئ في أبها دون المسجد، كما عبر أحد عناصره، وهو ما دحضته شهادة بعض المصابين ووقائع الجريمة التي كان كل ضحاياها مصلين! كما تدحضها سوابق «داعش» في استهداف المساجد واستحلال دور العبادة في المملكة وخارجها.
فقد سبق تفجير مسجد قوات الطوارئ، تفجيرات كثيرة في التاريخ الداعشي القصير، فحتى أواخر يونيو (حزيران) الماضي كان عدد المساجد التي تم تدميرها وتفجيرها من قبل الدواعش خمسين مسجدا، لم يرعوا في المصلين إلاًّ ولا ذمة.
كما سبقه سعوديا التفجير الأول في مسجد القديح في 22 مايو (أيار) 2015 حيث قام داعشي بتنفيذ تفجير انتحاري بحزام ناسف بين المصلين بمسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح في محافظة القطيف. وأدى إلى سقوط 21 شهيدًا وإصابة العشرات، ونفذه انتحاري آخر يدعى صالح بن عبد الرحمن صالح القشعمي (سعودي الجنسية).
وكان التفجير الثاني هو تفجير جامع العنود في مدينة الدمام بالسعودية أثناء صلاة الجمعة 29 مايو 2015، الذي أدى إلى قتل أربعة وإصابة آخرين، بعد أن تصدى للانتحاري وأحبط محاولته ثلاثة من شباب المصلين.
وكان التفجير الثالث كويتيا في مسجد الإمام الصادق بالكويت يوم 26 يونيو العام الحالي الذي أدى إلى مقتل 27 مصليا وجرح 227 آخرين.
ويبدو أن السلوك الداعشي الجبان في استهداف المساجد، بيوت الله والسلام النفسي والروحي، هدف مبكر له، فبعد صحوته واستعادته لقوته في الموصل العراقية، بسبب سياسات المالكي الفاشلة، كان إرهابه المبكر موجها للمساجد ومختلف دور العبادة في التاسع والعاشر من يونيو سنة 2013 أقدم عناصر التنظيم المتطرف على تدمير وحرق 11 كنيسة وديرا من أصل 35 موجودة في عموم المدينة التاريخية، ودمروا قبر نبي الله يونس، ثم مقام نبي الله شيت، وهم من الأنبياء المذكورين لدى المسلمين والمسيحيين على حد سواء.
ويعتمد «داعش» وتنظيمات وتنظيرات الفكر المتطرف مع صعود أزماتها على الذئاب المنفردة أو «الجهاد الفردي» الذي ظهر مفهومه لأول مرة سنة 2004، وكانت آخر شواهده في تفجير مسجد قوات الطوارئ، وسبقه بقليل هجوم تينيسي جنوب الولايات المتحدة الخميس 16 يوليو (تموز) سنة 2015، وقيام شاب سعودي في 16 يوليو الماضي 2015 بقتل خاله الذي تولى تربيته بعد انفصال والديه إيمانا بفكر «داعش» وتكفيرا له لعمله في القوات الأمنية.
من «القاعدة» إلى «داعش».. استهداف دور العبادة:
كانت بداية سيناريو تفجير دور العبادة مع تفجير «القاعدة في العراق» (داعش فيما بعد) في فبراير 2006 ضريحي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء في العراق المقدسين لدى الطائفة الشيعية، وهو ما ردت عليه بعض الميليشيات الشيعية الفعل بإحراق مساجد سنية وهدمها وحدثت أعمال قتل عشوائي وأعلن الوقف السني أن ما يقرب 168 مسجدًا سنيًا تعرضت للهجوم وتم قتل 10 أئمة في المساجد وخطف 15 آخرين في بغداد وحدها.
ثم أتى النموذج الأشهر والأكبر في تفجير كنيسة سيدة النجاة في 31 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2010، الذي أسفر عن مقتل 58 قتيلا وإصابة 78 آخرين.
ثم كان التفجير التالي في تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية الأول من يناير (كانون الثاني) سنة 2011، الذي أسفر عن سقوط 21 قتيلا وسبعة وتسعين جريحا حينها.
ويبدو هذا الاستهداف سمة كل «الجهاديات» المتطرفة وتوظيفاتها المتبادلة، قصدا أو دون قصد، فردًّا على جرائم «داعش» في المدن العراقية وتماهيا معه كان تفجير وقتل سبعين من المصلين في مسجد ديالى السني في أغسطس سنة 2014 ثم مقتل 75 مصليا في مسجد بها أيضا في يناير سنة 2015 بعد خروج «داعش» منها من قبل «جهادية» ميليشياوية شيعية.
كذلك بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء وتمددهم جنوبا، بلغ عدد المساجد في تعز وحدها عشرين مسجدا بها فقط، في الفترة بين 24 أبريل (نيسان) إلى 22 يونيو من العام الحالي، حسب شبكة الراصدين المحليين، وفي 29 يوليو الماضي أعلن «داعش» تبنيه تفجير مسجد لطائفة البهرة في صنعاء العاصمة، راح ضحيته أربعة قتلى وسبعة مصابين.
كذلك، بعد سيطرة «داعش» على الموصل العراقية، أقدمت عناصره على تدمير وحرق 11 كنيسة وديرا من أصل 35 موجودة في عموم المدينة التاريخية.
وبعد سيطرتهم على دير الزور السورية تم رصد هدم كنيسة السريان وكنيسة اللاتين ودير الرهبان الفرنسيسكان الكبوشيين، والكثير من كنائس وأديرة سوريا تعود إلى القرون المسيحية الأولى، وأهمها كاتدرائية مار سمعان العامودي الواقعة على بعد نحو 40 كيلومترا من حلب والتي يعود تاريخها إلى القرن الرابع ميلادي، وهي من أجمل وأكبر الكنائس في العالم، حيث تبلغ مساحتها 5 آلاف متر مربع.
لكن توسع «داعش» في استهداف المساجد والمصلين، حتى بلغ ما تم تدميره منها في سوريا والعراق، حتى أواخر يونيو الماضي، 50 مسجدا، بجوار عملياته العسكرية والانتحارية الأخرى.
نشط الداعشيون والخلايا الخفاشية النائمة، التي تعلن ولايات بعد كلمة أمير التنظيم أبو بكر البغدادي لهم بذلك في كلمته التي نشرتها «مؤسسة الفرقان» الإعلامية التابعة لتنظيم داعش بعنوان «ولو كره الكافرون» بتاريخ 13 نوفمبر 2014 والتي أعلن فيها تكفير الحكم في السعودية.
وجه البغدادي خلالها دعوة صريحة لأنصاره باستهداف الدولة السعودية، والمجتمع السعودي، وإن كان بحكم نسبه الزرقاوي واستراتيجية «داعش» في اللعب على وتر الطائفية في مجتمع متدين بطبيعته، ولكن جاءت عمليتان فقط، من المحاولات الثماني، موجهة نحو الشيعة، وباقيها نحو السنة، مما يعني استهداف الدولة والمجتمع السعودي ككل.
ويأتي التركيز على هذا - سيناريو استهداف المساجد سعوديا وكويتيا دون سواه - انعكاسا لأزمة الخلايا الداعشية أمنيا، حيث تظل المساجد، ودور العبادة، أينما كانت في فضاءات عامة أو مؤسسات رسمية، كما هو في حال مقر الطوارئ بأبها، أكثر الأماكن أمنا وأمانا، ولا يظن أن إرهابا يتشح ويتلبس أقنعة التدين ودعواه يصل الانحراف به لقتل واستهداف المصلين في بيوت الله وأن يستهدف زواره الراكعين الساجدين فيه.
ويثبت التفجير الأخير أنهم يستهدفون وطنا ومواطنين في العموم، دون تمييز بسبب دين أو طائفة، فقد استهدفوا مساجد للسنة والمتصوفة والشيعة كما استهدفوا دور عبادة المسيحيين والإيزيديين.
ويبقى هدف الإرهاب الأكبر استنزاف الدول وتأزيم المجتمعات وتفجيرها، وقد كتب السعودي المسجون حاليا عبد العزيز العنزي (الشهير بـ«أخ من أطاع الله») في استراتيجية استهداف المؤسسات النفطية كتيبا لعناصر تنظيم القاعدة في السعودية والعراق في ذلك، فهذه السيناريوهات المختلفة تجتمع على خدمة الهدف الأكبر وهو صناعة التوحش وإنهاك الدول، ومن ثم إدارة الفوضى بادعائها الدولة!
كما أن الحضور الإعلامي وتصدير الخوف والإرباك الأساس والهدف الأول الذي يستهدفه «داعش» وأخواته، وأينما تيسر تحقيقه، بغض النظر عن هوية ضحيته الدينية أو الطائفية، فالجميع في عرف الإرهاب مرتدون كافرون، وقد روى أحد عناصر «القاعدة في السعودية» يوما أن أميره كان يأمره ببث بيانه على «يوتيوب» وتقديمه على صلاة الجماعة!



«حزب الله» العراق... صورة حول الفرات بأهداف تتجاوز الأصل اللبناني

أعلام صفر لـ«كتائب حزب الله» العراق خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (الشرق الأوسط)
أعلام صفر لـ«كتائب حزب الله» العراق خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (الشرق الأوسط)
TT

«حزب الله» العراق... صورة حول الفرات بأهداف تتجاوز الأصل اللبناني

أعلام صفر لـ«كتائب حزب الله» العراق خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (الشرق الأوسط)
أعلام صفر لـ«كتائب حزب الله» العراق خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (الشرق الأوسط)

ارتبط مسمى «حزب الله» بنوعين؛ أعلام صفراء في لبنان، وحسن نصر الله أمين عام حزب الله، لبنان، لكن النوع العقائدي الأكبر خطورة يسير في دماء العراق، حزب هو بذات الاسم، عقائديون أكبر أثراً في سفك الدماء، حيث يرعون الأمر أكبر من مجرد حزب أصفر له الضاحية الجنوبية في لبنان؛ مسكن ومقر ومشيعون.
بين دجلة والفرات، حزب يسمى كتائب «حزب الله العراق»، له أكثر من 13 عاماً وهو في تشكيله الحالي، ليس بالهين عوضاً عن ميليشيات «الحشد الشعبي» التي أخذت كل الوهج الإعلامي كونها مرتبطة بنظام إيران، لكن «حزب الله العراق» وكتائبه تمر في أزقة السواد وبأخطر من دور ميداني تمارسه «الحشد الشعبي»، لأن العقائدية ونشرها أشد خطورة من ميدان يتقهقر فيه الأضعف، نظراً للضربات الآمنة التي يقودها الحلفاء أولو القوة من غرب الأرض لوقف تمدد النزيف، دائماً ما يكون مصنع الوباء يمر بحزب الله العراق.

قبل أشهر، كان الحزب تعرض لواحدة من أعنف الغارات على مواقعه، بعد هجوم صاروخي استهدف قاعدة التاجي في العراق، وقتل فيها جنديين أميركيين وبريطانياً، وجاء الرد خلال ساعات قليلة بفعل غارات أميركية - بريطانية مشتركة، ضد منشآت لميليشيات حزب الله العراقي في محافظتي بابل وواسط ومنطقة سورية محاذية للحدود العراقية.
نظرة سريعة على حزب الله العراق، من التاريخ، كان عماد مغنية (قتل في 2008 بغارة إسرائيلية في دمشق) الإرهابي اللبناني التابع لإيران، وحزب الله لبنان، كان أحد صنّاع هيكل هذا الحزب في العراق، حيث بدأ في العمل وفقاً لتوجيهات وأوامر نظام الملالي في تكوين حزب يشبه حزب الله اللبناني، وهو ما يبدو أن الأوامر جاءته في تجويد هذا الحزب ليكون بذراعين: عسكرية وعقائدية، ويبدو أن مغنية تجاوز أخطاء عديدة في تشكيل ووهج حزبه اللبناني، فصنع بهدوء هيكلة مختلفة للحزب، جعلت كل المساجد والحسينيات وقوداً يضخ فيها البذور التي يرغبها أولو العمائم.
ظهر الحزب بحضوره الأول بقوام تجاوز 4 آلاف شخص، منتمين بعضويات عدة داخله، وتنامى العدد حتى قبل تصنيف الولايات المتحدة له كـ«تنظيم إرهابي»، لكنه جعل دوره التسويقي للحشد والتنظيم أكبر من مجرد عسكرة، بل فكرة أكثر ارتباطاً في نشر آيديولوجيا عبر مواقع عدة، ومنها تفريخ عناصر في قطاعات مهمة داخل العراق؛ منها وزارة التعليم ووضع لبنات التعاون مع أحزاب دينية؛ منها «الحزب الإسلامي» الذي يتغذى بمنهج الإخوان المسلمين.
ربما ما يدور أن الحزب هو جزء في تكوين «الحشد الشعبي» لكن ذلك يمر بتقاطعات، حيث يشير عبد القادر ماهين، المتخصص في شؤون التنظيمات الإرهابية، إلى أن الحزب يظهر كونها جزءاً من تكوين الحشد، لكنه جزء يصنع الكعكة الميليشياوية ويشارك في تسميمها ويعمل على توزيعها في المناطق المجاورة.
يشير ماهين في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إلى أنه لا أمين عاماً للحزب أسوة بحزب الله اللبناني، حيث يظهر فيه حسن نصر الله، مبرراً ذلك أن الفرق بين تكوين الحزبين هو الحاجة والدور، حيث يتمركز في جنوب العراق بعتاد عسكري، له هدف في وضع حضور طاغٍ يحاول تفخيخ الحدود، لأن الهدف يرتبط مع إمبراطورية إيران الكبرى الممتدة، ولا يظهر له الأثر السياسي كممثلين له كما هو الحزب اللبناني ليكون أثره في تشكيل الحكومات والبرلمانات.

إذن ما الدور الذي يلعبه الحزب؟

الحزب كما يرى ماهين، أنه ذو دور عسكري في الأصل، لكن الترتيبات ما بعد 2009 جعلته أكثر قدرة في تكوين فريق احتياط عسكري ليس أكثر وفق الحاجة، يدعم التوجهات والسياسات الإيرانية، لكن ما أخل بتلك القاعدة مشاركته المباشرة في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأصبح أكثر من 4 أو 5 آلاف جندي مشاركين في السيطرة على مدن سورية تحت إمرة إيران في سوريا التي تتشكل من 4 فصائل مسلحة.
الحزب ليس عسكرياً فقط؛ كان ولا يزال صاحب دور في الترويج العقائدي، وتصوير الحضور الإيراني بشكل إيجابي مزعوم، إضافة إلى عمله الاقتصادي، حيث يدخل عناصره الكبرى في مفاصل مهمة في الاقتصاد العراقي، من شركات اتصالات وشركات نفطية، وأخرى ذات علاقة بقطاع الطيران، وإدارة المطارات والمنافذ، وبعض الأشخاص أبرزهم هادي العامري الذي كان صاحب صولات وجولات حين حمل حقيبة وزارة النقل العراقية في وقت سابق، وكان أبرز مهددي الاستمرار الكويتي في بناء ميناء مبارك الكبير، حيث هددت كتائب الحزب الشركات من الاستمرار بالعمل، وحينها ظهر العامري بأن ذلك المشروع «يغلق القناة الملاحية لموانئ العراق».
مرحلة مختلفة ظهرت، حين عاودت الآلة العسكرية الحزبية لكتائب حزب الله العراق، بالعمل من خلف الصفوف، حيث كانت أبرز مهددي السفارات وأكثر ملغمي مسارات الحلول السياسية، بل ومن رمى بقادة العراق اليوم في تحدي أن يرضخوا أمام شعب بدأ في كراهية الحضور الإيراني، وكان الحزب أبرز علامات استهداف المتظاهرين في العراق في كل البلاد، بغية كسر حدة السيوف الشعبية لتصبح مجرد مقبض دون رأس حربة كي يحافظ الحزب على الوجود الإيراني، خصوصاً أنه أبرز متلقٍ للأموال من نظام إيران وأكثرها غناءً.
الدور الاقتصادي لكتائب حزب الله العراق أصبح أكثر وضوحاً، حيث كان أكبر المنتفعين في عام 2015، من «الفدية القطرية» التي وصلت إلى أكثر من مليار دولار، مقابل إطلاق سراح قطريين كانوا يقضون وقتهم في الصيد جنوب العراق، ورغم أن الأنباء قالت إن الخاطفين لعدد من أبناء الأسرة الحاكمة القطرية ومعاونيهم الذي بلغ 28 شخصاً، كانوا من تنظيم «داعش»، لكن التقارير المسربة لاحقاً في بدايات 2016 حيث جرى تخليصهم وعودتهم إلى قطر، كانوا يتبعون لكتائب حزب الله العراق، وهو ما ينافي الرواية الرسمية القطرية التي تقول إنها دفعت المبلغ للحكومة العراقية.
الدور المستقبلي لن ينفك عن منهجية تتقاطع مع حزب الله اللبناني، حيث لدى الحزب اليوم الرؤى ذاتها، خصوصاً في اعتماد سياسة «افتعال الأزمات»، كي لا ينكسر الحضور الإيراني ونفوذه في المؤسسات الدينية وبعض السياسية، التي يجد فيها بعضاً من رجاله الذين يقبعون في سياسة تخفيف الضغط على النظام السياسي ومحاصصته التي تستفيد منها ميليشيات إيران في العراق، وما بعد مقتل قاسم سليماني، غربلة يعيشها الحزب الذي يجرب يوماً بعد آخر أسلوب التقدم خطوة بخطوة، مستفيداً من تكتيك الفأر في نشر طاعون على أرض هي الأهم لإيران.