شبان صوماليون يأملون في مستقبل أفضل لصناعة السينما ببلدهم

تدور قصة فيلم «حق دارو» بالصومالية حول أسرة تقاتل على ميراث

الصومالي بركات عبدي يفوز بجائزة السينما البريطانية و فيلم عن القرصنة في الصومال
الصومالي بركات عبدي يفوز بجائزة السينما البريطانية و فيلم عن القرصنة في الصومال
TT

شبان صوماليون يأملون في مستقبل أفضل لصناعة السينما ببلدهم

الصومالي بركات عبدي يفوز بجائزة السينما البريطانية و فيلم عن القرصنة في الصومال
الصومالي بركات عبدي يفوز بجائزة السينما البريطانية و فيلم عن القرصنة في الصومال

يبذل المخرج السينمائي والمدرب عبدي علي شاير قصارى جهده للفت انتباه تلاميذه في الأكاديمية الصومالية للإعلام «صوما» التي تقدم دورات في الصحافة وعمليات التصوير السينمائي والفوتوغرافي وغير ذلك من الدراسات الأخرى الخاصة بالإعلام منذ عام 2012.
وتبلغ رسوم التسجيل للطالب نحو 25 دولارا. وتتيح الدراسة في تلك الأكاديمية للشبان الصوماليين فرصة لتعلم مهارات يمكنهم الاستفادة منها بشكل جيد في بلد تعرض لدمار بالغ جراء الصراع ويمثل العمل في مهنة الصحافة فيه خطرا بالغا على حياة الصحافيين.
وقالت طالبة بالأكاديمية تُدعى هامدي عثمان حسين «أحلم بأن أكون مصورة سينمائية في الصومال. وأشعر بأن علي أن أتطلع لما بعد إنهاء دورات التدريب هذه لأني أرغب في أن أصبح محترفة».
وقال شاير «بوسع الطلاب أن يتعلموا قواعد وأساليب التصوير السينمائي والطريقة التي يطبقون بها هذه القواعد في التصوير والفيديو». يضيف شاير أن التدريب على الدراسات الإعلامية جديد هنا لكنه يحظى بشعبية بشكل بطئ. وتخرج 120 طالبا من الأكاديمية في فبراير (شباط).
وقال: «هناك تحد حقيقي في البداية حيث لا يكون هناك اهتمام كبير أو استعداد للتعلم وتطوير الدراسات لكن بعد تدريب ثلاثة طلاب أدرك كثيرون أنهم في حاجة ماسة لتدريب كهذا». ويستغل بعض الشباب الصوماليين اهتمامهم بوسائل الإعلام في إنعاش الفنون البصرية التي كانت مزدهرة فيما مضى بالصومال.
فبعد استقلال الصومال بفترة قصيرة في ستينات القرن الماضي ازدهرت السينما والمسرح في مقديشو التي كانت تنظم مهرجانات لعشاق السينما العالمية بينها مهرجان الفيلم الأفريقي في السبعينات.
وهرب كثير من الفنانين الصوماليين والممثلين والمغنين جراء العنف الذي احتدم في البلاد في العقدين الماضيين لا سيما مع هجوم متشددي حركة الشباب على كل أشكال الأنشطة الفنية. وسحبت حركة الشباب مقاتليها من مقديشو في عام 2011 تحت ضغط عسكري من قوات حفظ السلام الأفريقية.
ومنذ ذلك الحين بدأت تنتعش الحياة الفنية نسبيا في الصومال وظهرت متاجر تبيع نسخا مزيفة من أفلام سينمائية وتسجيلات وأخذت تحقق أرباحا جيدة.
وقال مقيم في مقديشو يدعى مقطر ظاهر «أفلامي المفضلة هي الأميركية وأحب الأغاني الصومالية القديمة. أشاهدها في البيت مساء مع أفراد أسرتي».
وتدور قصة فيلم «حق دارو» بالصومالية ومعناها «ظلم» حول أسرة تقاتل على ميراث تركه آباؤهم. وأُنتج الفيلم بميزانية بسيطة لا تتجاوز ألف دولار وطاقم من العاملين والممثلين المتطوعين. وهو واحد من الأفلام القليلة التي تنتج في منطقة القرن الأفريقي، حسب تقرير لـ«رويترز».
ويدرس عثمان جميل التصوير الفوتوغرافي في الصومال ويعمل لبعض الوقت في محطة إذاعة دي.جي بمقديشو. ويقول: إنه يحلم بأن يحترف العمل في التصوير السينمائي بالصومال رغم الصعوبات.
وقال جميل «إنها فرصة رائعة لي لأتعلم هذه المهارة وأود أن أصبح مخرجا محترفا في بلدي».
وقال عبد الله ولد روبل نائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة الصومالي إن الحكومة لن تتجاهل الدور الذي تلعبه الأفلام السينمائية في بناء الأمة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.