تكهنات عن تغييرات في الحكومة المصرية تربك حسابات المسؤولين

3 أسماء على رأس المرشحين لخلافة محلب.. و10 وجوه جديدة للمحافظات

مصريون أثناء الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة (إ.ب.أ)
مصريون أثناء الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة (إ.ب.أ)
TT

تكهنات عن تغييرات في الحكومة المصرية تربك حسابات المسؤولين

مصريون أثناء الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة (إ.ب.أ)
مصريون أثناء الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة (إ.ب.أ)

أربكت تكهنات بتغييرات مرتقبة في الحكومة المصرية حسابات المسؤولين في الوزارات ودواوين المحافظات مع ساعات أول يوم عمل أمس (السبت)، عقب انتهاء عرس افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة. وقال مسؤول حكومي إن «أغلب الوزراء والمحافظين حاولوا الاستفسار من مجلس الوزراء عن صحة أنباء التغييرات أمس»، مضيفا أن الردود عليهم من المسؤولين في مجلس الوزراء كانت تأكيدات على مقولة سابقة لرئيس الحكومة إبراهيم محلب بأن «التغيير في الوزراء أو المحافظين وارد في أي وقت».
وقالت مصادر مصرية مطلعة إنه «من المتوقع أن يتم إجراء تغيير وزاري وحركة محافظين خلال الأيام المقبلة، وأن التغيير قد يطال محلب رئيس مجلس الوزراء»، مؤكدة أن «سبب التغيير هو تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة في عدد من الوزارات بهدف دفع عجلة الإنتاج إلى الأمام، بالإضافة إلى بطء كثير من الوزراء في اتخاذ القرارات الحاسمة».
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادرها المطلعة أن «3 شخصيات مرشحة لخلافة محلب.. وأن حركة المحافظين سوف تجري في 10 محافظات عقب التغيير الوزاري».
وكان آخر تعديل وزاري أجري في مصر مطلع مارس (آذار) الماضي، شمل 6 وزارات من بينها الداخلية. وتم استحداث وزارتي دولة لشؤون السكان والتعليم الفني والتدريب، مع تغيير وزراء الزراعة والثقافة والتربية والتعليم والآثار والسياحة والاتصالات، ولم يقترب التعديل من وزراء المجموعة الاقتصادية، مما أشار حينها إلى رضا رأس السلطة في مصر عن أدائهم وتوجههم الاقتصادي رغم الانتقادات الموجهة إلى عدد منهم.
لكن المصادر المصرية المطلعة أشارت إلى أن «التعيير الوزاري المتوقع سوف يطال الوزارات الخدمية، وفي مقدمتها الصحة والنقل والتربية والتعليم والثقافة والري والزراعة، وذلك بعد المتابعات التي تمت من قبل رئيس الوزراء خلال الفترة الماضية للوزراء من خلال أدائهم للمهام المكلفين بها والملفات الخاصة بقطاعاتهم»، مؤكدة أن «التغيير الوزاري لتحسين الأداء ولدفع العمل والإنتاج بصورة أكبر وتحقيق مطالب المواطنين».
وقالت المصادر إن «دوائر صنع القرار في مصر اطلعت على تقارير تقييم للوزراء والإنجازات والسلبيات الخاصة بكل وزارة على حدة، وكذلك أوجه القصور ونقص الخدمات»، موضحة أن الجهات المعنية تعكف على دراسة الخبرات والكفاءات لعدد من الشخصيات المرشحة لتولي بعض الوزارات والذي سيكون النسبة الأكبر منها لوزراء المجموعة الخدمية.
ويقول مراقبون إن «الانتهاء من افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة زاد التكهنات بقرب رحيل محلب عن رئاسة الحكومة، التي تواجه بعضا من الأزمات وخصوصا على مستوى الخدمات». ويرى المراقبون أن «هناك غضبا من السيسي بسبب أداء بعض الوزراء في حكومة محلب، التي يعول عليها المصريون في كثير من التحسن الخدمي والأمني والاقتصادي والمعيشي مع بداية انطلاق مشروع القناة الجديدة».
بدوره، طالب محلب من وزراء حكومته عقب الانتهاء من حفل القناة تقارير للعرض عليه (اليوم) الأحد، حول خطة كل وزارة لما بعد افتتاح قناة السويس الجديدة، ليتم البدء في المشروعات المتوقفة ومتابعة المشروعات التي يتم العمل بها حاليا.
وأوضحت المصادر نفسها وجود «3 مرشحين محتملين لخلافة محلب (65 عاما)، يتقدمهم هشام رامز محافظ البنك المركزي الذي يتمتع بثقة القيادة السياسية للبلاد، وأشرف العربي وزير التخطيط في الحكومة الحالية الذي نجح في إعادة هيكلة وتخطيط عدد كبير من مؤسسات الدولة، ودخل بقوة اسم هاني سري الدين المستشار القانوني لمخطط تنمية محور قناة السويس»، لافتة إلى أن «الفترة المقبلة قد تظهر أسماء جديدة لخلافة رئيس الحكومة.. حيث المشاورات ما زالت قائمة».
في غضون ذلك، رجحت قيادات حزبية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أمس «عدم رحيل رئيس الحكومة»، معللة ذلك بصعوبة تشكيل حكومة جديدة في الوقت الحالي، خصوصا مع الاستعداد للانتخابات البرلمانية، مضيفة أن «الأفضل ألا تجرى تعديلات وزارية في الوقت الحالي، لأن التغييرات الوزارية المتتالية تنفر الكفاءات من المشاركة في التعديلات الوزارية، خصوصا أن آخر تعديل كان في مارس الماضي»، لكن هذه القيادات أكدت أنه «ليس معنى هذا ألا يقوم الوزراء بمهام عملهم».
في غضون ذلك، قالت المصادر المصرية نفسها إن «حركة محافظين جديدة يتم الإعداد لها الآن وتشمل أكثر من 10 محافظين جدد، وسيجري الإعلان عنها عقب التعديل الوزاري»، نافية ما تردد عن أن «الحركة ستقتصر على تعيين لواءات من الجيش والشرطة في تلك المناصب»، مؤكدة أن الاختيار سيكون وفق ضوابط معينة، وأن الخبرة التراكمية والكفاءة هي الأساس لضمان كفاءة تعامل المحافظ الجديد مع المواطنين.
وقالت المصادر إن «الرئيس السيسي يؤكد دائما على وجود وجوه جديدة في حركة المحافظين لديها كفاءة وخبرة إدارية كبيرة، تؤهلها لأن تنجح في العمل الميداني وكيفية التعامل مع الأزمات في المحافظات، خصوصا في هذه المرحلة الفارقة في حياة المصريين».
لكنّ مسؤولا حكوميا قلل من شأن تكهنات التغييرات الحكومة، ولمح إلى أن «الحديث عن تعديل وزراي في الوقت الراهن غير صحيح»، مستبعدا إجراء تعديلات واسعة حاليا، خصوصا أن الانتخابات البرلمانية على الأبواب، ومن المقرر أن يكون لدينا برلمان بعد نحو أربعة أشهر، وهو ما سيستدعي تشكيل حكومة جديدة وإجراء حركة تغييرات واسعة على مستوى المحافظين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.