«الرافال» والفرقاطة «فريم» و«أوبرا عايدة» أبرز ملامح حفل السويس

السيسي ارتدى الزي العسكري على «يخت المحروسة»

طائرات الرافال الفرنسية شاركت في العرض الجوي  لحفل افتتاح قناة السويس الجديدة (أ.ب)
طائرات الرافال الفرنسية شاركت في العرض الجوي لحفل افتتاح قناة السويس الجديدة (أ.ب)
TT

«الرافال» والفرقاطة «فريم» و«أوبرا عايدة» أبرز ملامح حفل السويس

طائرات الرافال الفرنسية شاركت في العرض الجوي  لحفل افتتاح قناة السويس الجديدة (أ.ب)
طائرات الرافال الفرنسية شاركت في العرض الجوي لحفل افتتاح قناة السويس الجديدة (أ.ب)

وسط حضور عالمي بارز بمشاركة زعماء وملوك العالم والوفود العربية والأوروبية والأفريقية والآسيوية، عكس برنامج حفل افتتاح قناة السويس الجديدة ملامح متعددة لجوانب من تاريخ وحاضر مصر، وسط استعراضات جوية وبحرية لأحدث الأسلحة التي انضمت للقوات المسلحة المصرية.
ووصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى موقع الحفل أمس على متن مروحية إلى يخت المحروسة الشهير مرتديا الزي العسكري، ويطلق عليها «بدلة التشريفة» أو «بدلة المكتب» وهي مرصعة بالنياشين.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي يرتدي فيها السيسي الزي العسكري منذ توليه رئاسة البلاد، حيث كانت المرة الأولى خلال تفقد الرئيس رجال القوات المسلحة في شمال سيناء مطلع يوليو (تموز) الماضي، لتشجيع أفراد القوات المسلحة ودعمهم ضد حربهم على الإرهاب في شبه جزيرة سيناء.
ويقول خبير عسكري إن «الرئيس السيسي يعد القائد الأعلى للقوات المسلحة، لذلك ارتدى الزي العسكري تكريما لدور عناصر الجيش وجهاز المهندسين بالقوات المسلحة في حفر المشروع والمشاركة في حفل افتتاح القناة الجديدة».
ومن أعلى يخت المحروسة قدم الرئيس السيسي التحية إلى العاملين بقناة السويس. وقامت طائرات بتصوير الافتتاح وحلقت مروحيات عسكرية تحمل أعلاما مصرية فوق اليخت، كما حلقت طائرات «إف 16» و«الرافال» التي زينت سماء الإسماعيلية فوق يخت المحروسة. ورافقت الفرقاطة «تحيا مصر»، التي انضمت للقوات البحرية المصرية الشهر الماضي، جولة السيسي في المجرى الملاحي على يخت «المحروسة» في الرحلة التي استغرقت نحو 45 دقيقة.
واصطحب الرئيس السيسي أحد الأطفال وهو يرتدي الزي العسكري ويحمل علم مصر على متن يخت المحروسة، وقال نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إن الطفل مصاب بالسرطان ويبلغ من العمر 9 سنوات، وكانت والدته قد طلبت سابقا من الرئيس حضوره حفل افتتاح قناة السويس مرتديا «البدلة العسكرية».
واستبدل الرئيس السيسي ملابسه العسكرية وارتدى الزي المدني عقب انتهاء جولته في قناة السويس الجديدة على متن يخت «المحروسة». واتجه الرئيس للمنصة الرئيسية ليعلن بعدها بدء حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، بحضور رؤساء وملوك وأمراء دول العالم.
وبدأت مراسم الاحتفال بعد وقوف السيسي للسلام الوطني الجمهوري المصري، ثم التوقيع على وثيقة تشغيل قناة السويس الجديدة. وشهد حفل الافتتاح مشاركة دولية عالية المستوى، وبلغ عدد الضيوف 6 آلاف شخصية يمثلون أكثر من 70 دولة، حيث شارك في الحفل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ووزير الدفاع الفرنسي جان إيف لود، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، والأمير صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلا مريام ديسالين، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، والامير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة.
وحضر حفل الافتتاح أيضا رئيس الجابون علي بونجو، والرئيس الأنغولي جوزيه إدواردو دوس سانتوس، ورئيس النيجر محمد يوسفو، ورئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز، ورئيس توغو فاوري جانسنبي، والرئيس السوداني عمر البشير، وجو كايسر الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة سيمنس الألمانية، ونائب رئيس وزراء ليسوتو موثيتجو ميتسنج، ونائب رئيس المفوضية الأفريقية إيراستوس موينشا، وقائد القوات البحرية الروسية الأميرال فيكتور تشيركوف، الذين حضروا حفل الافتتاح بدعوة من الرئيس السيسي لمشاهدة الإنجاز المصري وقدرة المصريين على تحقيق الحلم بافتتاح القناة الجديدة في وقت قياسي.
كما ظهر المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة بجوار الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي الحالي، حيث دار حديث جانبي بين وزيري الدفاع الحالي والأسبق.
وانقسمت مراسم الاحتفال أمس إلى احتفال نهاري بحضور الملوك والرؤساء والأمراء للمنصة الرئيسية خلال كلمة السيسي، ثم عرض فيلم وثائقي عن قناة السويس، أعقب ذلك إعطاء السيسي إشارة مرور السفن وحركة التجارة العالمية في القناة الجديدة، وتلا ذلك عبور سفينتي حاويات في الاتجاهين وهما تطلقان صافراتهما، وسط تصفيق حاد من حضور الحفل. ثم قدم أطفال مصر أوبريتا غنائيا بعنوان «بلادي».
في غضون ذلك، استقل الرؤساء وزعماء الدول والوفود الدولية يخت «المحروسة» عقب انتهاء حفل الافتتاح، وذلك في جولة تفقدية بالممر الملاحي الجديد.
ويشمل الاحتفال المسائي عرض «أوبرا عايدة» في شكلها الجديد بعد مرور أكثر من 140 عاما على عرضها، وذلك على مسرح فندق «ماركيور» المطل على بحيرة التمساح، الذي تم تجهيزه خصيصا لهذا الحدث التاريخي، في موكب يتصدره الرئيس السيسي وملوك وزعماء العالم.
وقالت دار الأوبرا المصرية إن «العرض قدم على مسرح مساحته 2500 متر مربع أمام منصة مشاهدين تتسع لأكثر من ألفي مشاهد، وإن الديكور صمم بالطابع الفرعوني الممزوج بالحداثة، تاج فرعوني مزين بمفتاح الحياة تنبعث منه أشعة تضم المجريين الملاحيين لقناة السويس القديمة والجديدة، بالإضافة إلى أبواب تفتح في استقبال قائد الجيش الفرعوني المنتصر لتظهر العرش الفرعوني وفي خلفيته مراكب فرعونية تحمل أعلام دول العالم، وتتجه نحو منصة المشاهدين في إسقاط فني يعبر عن مصر وهديتها إلى العالم».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.