قوات الشرعية تتأهب لتلقي «أوامر عليا» بالزحف نحو صنعاء

الميليشيات الحوثية تعد الخنادق وتتزود بكميات أكبر من الطعام تأهبًا لـ«حصار العاصمة»

شاب موالٍ للمقاومة الشعبية يرفع علامة النصر في لحج أمس (أ.ف.ب)
شاب موالٍ للمقاومة الشعبية يرفع علامة النصر في لحج أمس (أ.ف.ب)
TT

قوات الشرعية تتأهب لتلقي «أوامر عليا» بالزحف نحو صنعاء

شاب موالٍ للمقاومة الشعبية يرفع علامة النصر في لحج أمس (أ.ف.ب)
شاب موالٍ للمقاومة الشعبية يرفع علامة النصر في لحج أمس (أ.ف.ب)

تنتظر قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أوامر الجهات العليا في القيادة العسكرية، للتحرك نحو العاصمة صنعاء وتحريرها، مع قرب وصول المقاومة الشعبية والجيش الوطني إلى أبين وتحرير جزء كبير من محافظة تعز من قبضة الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح.
ويتوقع بحسب مصدر عسكري، أن تلتقي القوة الذي يقودها العميد ركن فضل حسن التي تمكنت من طرد آخر جيوب الحوثيين من آخر نقطة في قاعدة العند المثلث صباح أمس، خلال الأيام المقبلة مع المحور الثاني الذي يقوده العميد عبد الله الصبيحي في تعز، ومنها تنطلق القوة التي يفوق قوامها عشرات الآلاف، مدعومة بالمقاومة الشعبية، نحو صنعاء.
وشهدت صنعاء، خلال اليومين الماضيين، تدفق أعداد من المقاتلين التابعين للجيش الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وأفراد من جماعة الحوثي، حسب المصدر العسكري نفسه. وعمدت الميليشيات في تجهيز الخنادق والمتاريس على مداخل المدينة، فيما نقلت كميات كبيرة من الأطعمة تحسبًا لإطالة أمد الحصار الذي يُتوقع أن تفرضه المقاومة الشعبية والقوات الوطنية الموالية للرئيس الشرعي، وهو ما أكده علي القحوم عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله، في تصريحات صحافية أمس قائلاً: «إن صنعاء خط أحمر، وإن الشعب اليمني لن يقبل بوصول القاعدة وسيستمر بالتعبئة كخيار استراتيجي لمواجهة ما وصفه بالعدوان».
وميدانيًا، تقوم القوات النظامية الموالية للرئيس هادي، بعمليات تمشيط موسعة لملاحقة الجيوب، الذي يتوقع أن تلجأ إلى القرى القريبة من قاعدة العند للاختباء فيها، ومنها منطقة وادي الحسيني الواقعة على الطريق بين الحوطة والعند، في حين تمكنت المقاومة الشعبية من تحرير الحوطة التي أصبحت كليًا تحت سيطرتها، إضافة إلى نزع الألغام التي زرعها الحوثيون في الطريق الشمالي المؤدي إلى أبين من زنجبار شرقًا.
وقال العميد عبد الله الصبيحي قائد اللواء «15» قائد عملية تحرير عدن لـ«الشرق الأوسط»، إن المحور الذي يقوده يتجه وفق الخطة الذي وضعت لها، الذي يسير بالاتجاه الشرقي من مدينة أبين، التي سنقوم على الفور بتحريرها من قبضة ميليشيات الحوثيين وحليفهم علي صالح، لافتًا إلى أن هناك تنسيقًا كاملاً مع القيادة العليا وقوات التحالف حول آلية التحرك بهدف توحيد الضربات العسكرية الجوية والبرية.
وحول التوجه إلى صنعاء مباشرة بعد تحرير تعز، قال العميد الصبيحي: «إن القيادة الميدانية تنتظر التوجيهات من القائد الأعلى لقوات الجيش الوطني، الذي ستكون الصورة كاملة أمامه ميدانيًا، وما تحقق على الأرض من انتصارات وتراجع الحوثيين إلى آخر معاقلهم، وفي حال صدرت الأوامر سيتحرك الجيش الوطني مدعومًا بالمقاومة الشعبية نحو صنعاء مباشرة وفرض حصار عليها وتحريرها». وأضاف العميد الصبيحي: «إن آلية التحرك نحو صنعاء من نقطة الانطلاق تعز التي تبعد قرابة 270 كيلومترًا، سيكون وفق استراتيجية وخطة حديثة تتوافق مع طبيعة المنطقة الجبلية، التي قد تعيق تحرك الجيش، أو تؤخر وصوله في زمن محدد»، موضحًا أن المعارك في مناطق جبلية يسهم في صمود طرف على طرف آخر، لذا يكون خيارات وخطة حربية للتعامل مع هذه التضاريس».
وينتظر العميد الصبيحي الذي يتحرك نحو أبين، الأوامر بعد عملية التحرير الذي يتوقع بحسب وصفه أنها مسألة وقت، الأوامر للسير إلى تعز بالاتجاه الشمالي الشرقي، إذ أكد خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن قواته وضعت خطتها للدخول إلى أبين خلال ساعات، وسيجري التعامل مع جيوب الحوثيين ونزع الألغام التي زرعت على مداخل ووسط المدينة، خصوصًا أن المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وعلى مدار الثلاثة أيام الماضية، لا يتحرك من مواقعه إلا بعد عملية تمشيط موسعة لطرد أو استسلام الحوثيين وحليفهم علي صالح. وأضاف قائد عملية تحرير عدن، أنه وفقًا للمعارك الحديثة، لا بد من حماية الجيش من الخلف الذي سيكون مكشوفًا في مساحات كبيرة، ويكون بذلك عرضة لهجمات مباغتة من قبل الحوثيين، لذلك يقوم أفراد المقاومة الشعبية بتمشيط كل المواقع ووضع وحدات صغيرة لضمان صد الهجمات، مع إيجاد مسافات شاسعة تبعد عن كل مدينة، وهو ما سيطبق في حال أمرت القيادة بالتوجه إلى تعز لطول المسافة.
وعن الوضع العسكري في تعز، قال العميد الصبيحي إن تعز أصبحت شبه محررة، والجيش الوطني مدعوم بالمقاومة الشعبية وصل إلى منطقة الحوبان قرب مطار تعز الدولي، وهذا آخر حدود محافظة تعز باتجاه الشمالي الشرقي، الذي يتوقع أن تلجأ إليه ميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع، فيما تمكن الجيش والمقاومة الشعبية من طرد آخر الجيوب بمثلث العند، الذي يشكل نهاية القاعدة العسكرية.
ولفت العميد الصبيحي إلى أن الجيش الوطني الآن في أحسن حالاته، من ناحية الجوانب النفسية والعسكرية كافة، حيث قامت قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية بدعم الجيش بشكل كبير، وكان آخر الدعم توفير أعداد من المدرعات والعربات العسكرية، إضافة إلى الأسلحة النوعية الذي قدمها التحالف من صواريخ مضادة للدبابات والمتمثلة في صواريخ «لو» وصواريخ 110، التي أسهمت بشكل كبير في رفع القدرة العسكرية للمقاومة الشعبية والجيش الوطني، مشددًا على أهمية الدور السعودي وما تقوم به في دعم الشرعية وسلامة الأراضي اليمنية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.