الأمم المتحدة تدعو لهدنة تضمن «انسحاب الحوثيين وعودة الحكومة»

ولد الشيخ يتجه إلى سلطنة عمان ثم الرياض قبل الانتقال إلى نيويورك لإبلاغ مجلس الأمن بنتائج مشاوراته

طفلان يلهوان في ساحة مدرسة باتت ملجأ لعائلات فرت من القصف في صنعاء أمس (رويترز)
طفلان يلهوان في ساحة مدرسة باتت ملجأ لعائلات فرت من القصف في صنعاء أمس (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تدعو لهدنة تضمن «انسحاب الحوثيين وعودة الحكومة»

طفلان يلهوان في ساحة مدرسة باتت ملجأ لعائلات فرت من القصف في صنعاء أمس (رويترز)
طفلان يلهوان في ساحة مدرسة باتت ملجأ لعائلات فرت من القصف في صنعاء أمس (رويترز)

جدد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أمس دعوته لوقف إطلاق النار وفقا لخطة تتضمن انسحاب الحوثيين من المدن الرئيسية لتفسح المجال أمام عودة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وشدد ولد الشيخ أحمد، في تصريحات لقناة «سي بي سي» التلفزيونية المصرية، على ضرورة انسحاب الحوثيين ووقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق بشأنهما. وقال: «يجب أن يكون هناك انسحاب ووقف لإطلاق النار والاتفاق عليهما». وأضاف أن النقطة الأخرى «تتعلق بعودة الحكومة تدريجيا لممارسة مهامها فيما يتعلق بالبنية التحتية وفيما يتعلق بقضية الخدمات الأساسية». وشدد على أهمية توفير الأجواء التي تسمح للحكومة «بالعودة إلى صنعاء والمدن الكبرى. هذا أساسي جدا».
وجاءت دعوة ولد الشيخ لوقف إطلاق النار بعد فشل المحادثات التي أشرف عليها في يونيو (حزيران) الماضي بين الحكومة الشرعية من جهة ومتمردي جماعة الحوثي وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى، لوضع حد لإنهاء الحرب التي تقول الأمم المتحدة إنها أسفرت عن مقتل ما يقرب من ألفي مدني.
وبدوره، كشف المتحدث باسم الأمم المتحدة في جنيف أحمد فوزي أمس أن المبعوث الأممي لليمين ولد الشيخ أحمد التقى خلال زيارة إلى القاهرة بالأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يؤيد صالح وكذلك نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية. وأضاف فوزي أن المبعوث الأممي «يشعر أن خطته تكتسب المزيد والمزيد من القبول بين الأطراف. أبدت الرياض رد فعل إيجابيا تجاه الخطة ويبحثها حزب المؤتمر الشعبي العام بإيجابية».
وأسفرت مفاوضات جرت في جنيف على مدى خمسة أيام عن اتفاق من حيث المبدأ على وقف إطلاق النار وسحب القوات المسلحة لكن المفاوضات انهارت قبل التوصل لاتفاق نهائي. ورغم ذلك يقول ولد الشيخ أحمد إنه لا يزال متفائلا. وقال فوزي إن ولد الشيخ أحمد سيذهب بعد زيارته لمصر إلى سلطنة عمان حيث التقى من قبل بممثلين للحوثيين ومنها سيتوجه إلى الرياض. وسيسافر بعد ذلك إلى نيويورك ليطلع مجلس الأمن الدولي على النتائج. ونفى فوزي أن يكون ولد الشيخ أحمد ناقش إمكانية التفاوض على خروج صالح من اليمن لكنه أضاف أن نبيل العربي أبلغ المبعوث أن الجامعة العربية ستدرس مراقبة وقف لإطلاق النار في اليمن. وقال فوزي إن «الأمين العام للجامعة العربية أبلغ ولد الشيخ أحمد أن الجامعة العربية ستكون مستعدة لبحث مسألة المراقبين في حالة الاتفاق على وقف لإطلاق النار».
وجاءت تصريحات ولد الشيخ بعد أيام على تحرير عدن، كبرى مدن الجنوب اليمني، من سيطرة الحوثيين وأتباع صالح، وغداة تحرير قاعدة العند الجوية الاستراتيجية في محافظة لحج، الواقعة شمال عدن. ومنذ سيطرة القوات الحكومية على عدن، بدأت المساعدات الإنسانية تنقل إلى المدينة. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 80 في المائة من السكان في اليمن أي 21 مليون شخص، يحتاجون إلى مساعدات، في حين أن أكثر من عشرة ملايين يجدون صعوبة في إيجاد الطعام والماء. وأعلن تيري غوفو منسق المشاريع في عدن في منظمة «أطباء بلا حدود» غير الحكومية خلال مؤتمر صحافي في باريس أمس أن «السكان في اليمن يعانون نقصا في الطعام والقطاع الصحي على وشك الانهيار. لم أر في حياتي مثل هذا المستوى من العنف». وأعلنت جيبوتي أول من أمس حاجتها إلى المساعدات الإنسانية بعد تدفق جديد للاجئين الهاربين من النزاع في اليمن الذي أسفر عن مقتل أربعة آلاف شخص، نصفهم من المدنيين وفق الأمم المتحدة.
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة للاجئين فإن نحو 10 آلاف يمني وصلوا إلى جيبوتي منذ بداية النزاع، بينهم الكثير من الجرحى. وذكرت المفوضية أمس أن نحو مائة ألف يمني فروا من البلاد منذ نهاية مارس (آذار) الماضي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.