تشهد القوات العسكرية التركية عملية تغيير واسعة في قياداتها ستشمل رئاسة الأركان وقيادة القوات البرية والبحرية والجوية، بالإضافة إلى قيادة الدرك (الشرطة العسكرية)، وترقيات لـ179 جنرالا. وكشفت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» أن قادة هذه القوات سيحالون إلى التقاعد، ما عدا قائد القوات البرية خلوصي أكار الذي يرجح أن يتم تعيينه رئيسا للأركان لخبرته الواسعة في الجانب العسكري، وإلمامه بوضع القوات المسلحة.
وبدأ أمس اجتماع مجلس الشورى العسكري التركي الأعلى، برئاسة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، وبمشاركة كبار القادة العسكريين، ووزير الدفاع وجدي غونول. ومن المنتظر أن يحال كل من رئيس الأركان نجدت أوزال، وقائد القوات البحرية الجنرال بولنت بوستان أوغلو، وقائد القوات الجوية أكين أوزتورك، والقائد العام للدرك عبد الله أطاي، إلى التقاعد، حيث ينتظر تعيين رئيس أركان جديد للقوات المسلحة التركية وقادة جدد للمناصب الشاغرة.
ويتم خلال الاجتماع الذي يعقد كل ستة أشهر النظر في وضع الضباط الذين يتهمون بقضايا تتعلق بالانضباط، والإخلال باللوائح والأنظمة العسكرية، بالإضافة إلى كثير من المسائل الأخرى التي تخص القوات المسلحة، حيث يتخذ المجلس قرارات متعلقة بالخدمة العسكرية، من قبيل الترقيات والعقوبات والتقاعد. ويستمر اجتماع مجلس الشورى العسكري حتى 5 أغسطس (آب) الحالي، وتعلن القرارات بعد عرضها على رئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان.
من جانب آخر، تعرضت آلية عسكرية تابعة للقوات المسلحة التركية، لتفجير لغم أرضي باستخدام أجهزة تحكم عن بعد، أثناء مرورها بالطريق السريع الرابط بين مدينتي بيتليس وديار بكر. وكشفت مصادر عسكرية عن وجود أيادٍ لتنظيم حزب العمال الكردستاني في الهجوم.
ووقع الهجوم في الساعة 07:30 صباحًا، عند الكيلومتر 35 من الطريق السريع الرابط بين مدينتي بيتليس وديار بكر، من خلال تفجير عبوة ناسفة باستخدام أجهزة تحكم عن بعد، أثناء عبور مدرعتين تابعتين لقوات الدرك.
وأكدت مصادر عسكرية أن الحادث لم يسفر عن أي خسائر في الأرواح أو أي إصابات، بينما قامت قوات الأمن بشن حملة أمنية موسعة لإلقاء القبض على عناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني المتورطين في الحادث.
وقال الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي، صلاح الدين ديمرتاش، إن «على تنظيم (بي كا كا) أن يسكت أسلحته فورا، ويجب على الحكومة التركية في مقابل ذلك أن توقف عملياتها العسكرية (ضد التنظيم)، وأن تعلن فتح الطريق للحوار».
وأوضح ديمرتاش، في تصريحات للصحافيين قبيل مشاركته في اجتماع لرؤساء مكاتب الحزب في الولايات التركية، عقد في المقر الرئيسي للحزب بأنقرة أمس، أنه يتحدث عن وقف إطلاق نار متبادل (بين الحكومة التركية و«بي كا كا» الإرهابي)، بحيث يتوقف كل منهما عن استخدام السلاح ضد الآخر، مؤكدًا موقف حزبه الواضح المعارض للعنف واستخدام السلاح. وقال ديمرتاش، إن اجتماع حزبه سيقيّم التطورات الحالية، ويبحث ما يمكن فعله لوقف الاشتباكات، وإعادة السلام إلى البلاد. وفي ما يتعلق بالأنباء الواردة عن سقوط ضحايا بين المدنيين في إحدى قرى شمال العراق، نتيجة غارة جوية تركية على معسكر لـ«بي كا كا»، قال ديمرتاش، إن المجلس التنفيذي المركزي لحزبه سيجتمع مساء اليوم لمناقشة تلك الأنباء، مشيرا إلى أنهم قدموا اقتراحا للبرلمان التركي لإرسال «لجنة» إلى القرية المذكورة.
وأضاف ديمرتاش: «أعلنت الخارجية التركية أنها ستحقق في الواقعة، إلا أنه من الواضح سقوط قتلى بين المدنيين، لذلك سنفعل ما بوسعنا من أجل مثول المسؤولين عن مقتل المدنيين أمام القضاء المحلي والدولي».
وكان بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية، أعلن أن تحقيقا بدأ بخصوص مزاعم سقوط ضحايا بين المدنيين، في غارة جوية تركية شُنت الجمعة الماضي على معسكر زاركلي شمال العراق، الذي يستخدمه أعضاء تنظيم «بي كا كا» الإرهابي.
تغييرات عسكرية تركية واسعة.. وأكار رئيسًا جديدًا للأركان
شغور مواقع قيادة القوات البحرية والجوية والدرك
تغييرات عسكرية تركية واسعة.. وأكار رئيسًا جديدًا للأركان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة