«الفلوجة» تبدأ بتصدير «داعش» إلى الموصل شمالا والحلة جنوب بغداد

«الدفاع» تخصص ملايين الدنانير لمن يقتل داعشيا

«الفلوجة» تبدأ بتصدير «داعش»  إلى الموصل شمالا والحلة جنوب بغداد
TT

«الفلوجة» تبدأ بتصدير «داعش» إلى الموصل شمالا والحلة جنوب بغداد

«الفلوجة» تبدأ بتصدير «داعش»  إلى الموصل شمالا والحلة جنوب بغداد

على الرغم من أن الحصار لا يزال يطبق على مدينة الفلوجة من معظم جهاتها، باستثناء الطريق الذي يصلها بمدينة الرمادي، فإنه وطبقا لما حصل في ناحية سليمان بك التي تبدو شبه ساقطة بيد تنظيم «داعش»، وهي المدينة الثانية بعد الفلوجة، فضلا عن الانتشار الذي بدأت تحققه باتجاه محافظة نينوى شمالا والحلة جنوب بغداد، فإن الوضع الأمني العراقي بات يسجل المزيد من التراجع لا سيما أن الحلة كانت قد شهدت قبل يومين تفجير سبع سيارات مفخخة في يوم واحد أسفرت عن مقتل وجرح العشرات.
واستنادا لما أعلنه مصدر في اللجنة الأمنية في محافظة نينوى لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم الكشف عن هويته فإن «التنظيمات الإرهابية بصرف النظر عن التسمية التي يمكن أن نطلقها عليها تبدو الآن في حالة حلف مع بعضها لإيقاع أكبر قدر من الأذى سواء بالأجهزة الأمنية أو البنية التحتية للدولة، لا سيما في مناطق تعد منذ فترة خارج القدرة على سيطرة الجيش أو القوات المسلحة مثل منطقة عين الجحش ومقترباتها جنوب الموصل». وأضاف أنه «على الرغم أن التنسيق الأمني بين قيادة عمليات نينوى وإدارة المحافظة والشرطة الاتحادية أفضل من ذي قبل فإن هذا التنسيق بات متأخرا، الأمر الذي يتطلب بذل جهود كبيرة على صعيد مواجهة العناصر الإرهابية التي لا نعلم إن كانت (داعش) التي هي صنيعة الأزمة السورية أو (القاعدة) التي لم تهدأ في هذه المناطق منذ سنوات».
وأضاف المصدر في اللجنة الأمنية أن «الخلافات السياسية بدأت تلقي بظلالها حيث إن ذلك شكل حافزا للمجاميع المسلحة بأن تعيد تنظيم أنفسها، مما جعلها تحصل على مناطق جديدة».
في سياق ذلك، أفاد مصدر في شرطة محافظة نينوى بأن القوات الأمنية أطلقت عملية باسم «شجعان العراق» لملاحقة تنظيم داعش في مناطق جنوب المحافظة، مركزها مدينة الموصل. وقال المصدر في تصريح صحافي إن «العملية شهدت في يومها الأول اشتباكات مسلحة، أسفرت عن مقتل اثنين من عناصر التنظيم واعتقال عدد منهم والاستيلاء على عجلتهم وبداخلها رشاشان من نوع (كلاشنيكوف)». وأضاف المصدر أن العملية استندت إلى «معلومات استخبارية جديدة عن وجود عناصر من تنظيم داعش في تلك المناطق».
من جانبها، أكدت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية أن «الوضع الأمني يتجه نحو الأسوأ بسبب إجراءات غير مجدية تتخذها الحكومة في مواجهة التنظيمات المسلحة، حيث يبدو همها الوحيد ليس حماية المواطن بقدر ما هو حماية الحكومة». وقال شوان محمد طه، عضو البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني وعضو لجنة الأمن والدفاع، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «لجنة الأمن والدفاع النيابية قدمت عدة توصيات إلى القيادات الأمنية التي تعتمد على استخدام القوة المفرطة والمداهمات والاعتقالات العشوائية، لكننا ومثلما تعودنا فإنه لا أحد يتعامل مع توصياتنا بسبب وجود خلافات على الملف الأمني حتى داخل اللجنة». وأضاف طه أنه «ما لم تتم إعادة النظر في المنظومة الأمنية في كل الميادين والمجالات، فضلا عن وضع استراتيجية أمنية جديدة وفاعلة، فإنه لا يمكننا توقع أي شيء إيجابي يمكن أن يحصل على أي صعيد من الأصعدة».
وفي سياق الاتهامات الموجهة إلى تنظيم داعش الذي يحاول فك الحصار عن الفلوجة، وذلك باتباع سياسة الانتشار شمالا وجنوبا، قال عضو مجلس أبناء العراق فارس إبراهيم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «(داعش) لا تزال في الفلوجة، وإنها تحاول العمل باتجاهين، الأول هو محاصرة أهل المدينة وعدم التعرض إلى الأهالي كتكتيك جديد حتى يتم التعاطف معها، وهو ما يجعل الكثيرين ينفون وجود (داعش) لأنها كفت الآن عن استخدام أسلوب التصفية والقتل حتى ضد من يعارضها، وهو تكتيك مرحلي، والاتجاه الثاني هو محاولة توسيع نطاق عملها في مناطق أخرى حتى تشغل الأجهزة الأمنية والجيش».
وبالإضافة إلى أن ناحية سليمان بك تشهد نزوحا سكانيا بسبب سيطرة «داعش»، فإن قائد عمليات الفرات الأوسط الفريق الركن عثمان الغانمي كشف أن جماعة «داعش» أقاموا استعراضا عسكريا في بعض نواحي جرف الصخر، متهما أهالي بعض تلك المناطق شمال مدينة الحلة بأنهم رفضوا تسليم المطلوبين للأجهزة الأمنية.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن تخصيص 50 مليون دينار عراقي كمكافأة مالية لمن يقتل أو يعتقل «إرهابيا أجنبيا» من تنظيمي داعش والقاعدة. وقالت وزارة الدفاع العراقية في بيان لها إن «الوزارة تخصص مكافأة مالية قدرها 20 مليون دينار عراقي لمن يقتل إرهابيا أجنبيا من تنظيمي داعش والقاعدة»، مؤكدة أنه «تم تخصيص 30 مليون دينار لمن يلقي القبض على أحدهم».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».