موسكو تبدي مرونة للتخلي عن الأسد بعد تصاعد نشاط مقاتلي القوقاز

مسؤول بالائتلاف لـ {الشرق الأوسط} : السعودية تقود تحركًا لحل الأزمة السورية

موسكو تبدي مرونة للتخلي عن الأسد بعد تصاعد نشاط مقاتلي القوقاز
TT

موسكو تبدي مرونة للتخلي عن الأسد بعد تصاعد نشاط مقاتلي القوقاز

موسكو تبدي مرونة للتخلي عن الأسد بعد تصاعد نشاط مقاتلي القوقاز

كشف أديب الشيشكلي، سفير الائتلاف الوطني السوري لدى الخليج، لـ«الشرق الأوسط»، أن تحركات سياسية جديدة قامت بها السعودية خلال الفترة الأخيرة يمكن أن تؤدي إلى توافق بين دول الإقليم من جهة والولايات المتحدة وروسيا من جهة أخرى لحل الأزمة السورية. يأتي ذلك بينما تنامت مخاوف موسكو – أخيرا - من نشاط المقاتلين القوقاز في معارك سوريا، وهو أمر قد يطال الأمن الوطني لروسيا مستقبلا بعد عودة المقاتلين لأراضيهم. وأشار إلى أن اللقاء الثلاثي الذي يجمع في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم، وزراء خارجية السعودية والولايات المتحدة وروسيا، سوف يناقش سبل الحل السياسي للقضية السورية. وأضاف أن موسكو تريد التخلص من عبء مساندتها لنظام بشار الأسد بعد يقينها أنه في مرحلته الأخيرة، وسط إجماع من الأطراف كافة، ومن بينها الائتلاف، على تنفيذ مقررات مؤتمري جنيف، وأهمها تشكيل هيئة حكم انتقالي تشمل ممثلين عن المعارضة والنظام، بشرط ألا يكون بشار الأسد طرفا فيها.
وتوقع الشيشكلي أن تشهد الأيام المقبلة تعاونا جديدا بين واشنطن وموسكو، إضافة إلى دول المنطقة وفي طليعتها السعودية وتركيا وقطر، لمكافحة الإرهاب، وفرض حظر على تدفق السلاح للتنظيمات المتطرفة، ومن بينها «داعش» وجبهة النصرة والميليشيات القادمة من إيران والعراق والقوقاز التي تنفذ أجندة إيرانية بالدرجة الأولى، مبينا أن وصول تلك التنظيمات إلى العاصمة دمشق سوف يؤدي لتعقيد الملف مجددا، وهو الأمر الذي لن تسمح به دول الإقليم وحلفاؤها في ظل تدهور حالة النظام.
ولفت إلى أن أنقرة بدأت في فرض قيود مشددة على مرور الأجانب عبر أراضيها إلى سوريا، مشيرا إلى أنها منعت خلال الأيام الماضية أكثر من 1032 أجنبيا من العبور، وبات لزاما على السوريين أنفسهم إبراز هوياتهم الوطنية لدخول بلادهم، مضيفا أن تلك الإجراءات تهدف في المقام الأول للحد من تدفق المقاتلين الأجانب.
وأكد أن إيران لم تقدم حتى اللحظة أي بوادر إيجابية للنأي بنفسها عن دعم نظام الأسد بعد الاتفاق النووي، مبينا أنها ما زالت تسانده، وأن نهج طهران الطائفي أدى إلى قتل السوريين وتدمير بلادهم، كما أفضى لتفاقم أزمتهم الإنسانية وتشريد ونزوح ملايين السكان طيلة الأعوام الخمسة الماضية.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيلتقي خلال زيارته للدوحة نظيريه الأميركي جون كيري والسعودي عادل الجبير. ومن المتوقع أن يتناول اللقاء الأزمة السورية والحرب على الإرهاب وجهود تحقيق السلام في اليمن والعلاقة مع إيران.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».