تحرك حوثي باتجاه مأرب والقبائل تناشد قوات التحالف لقطع الإمداد

سقوط 170 قتيلاً من المتمردين خلال 90 يومًا

تحرك حوثي باتجاه مأرب والقبائل تناشد قوات التحالف لقطع الإمداد
TT

تحرك حوثي باتجاه مأرب والقبائل تناشد قوات التحالف لقطع الإمداد

تحرك حوثي باتجاه مأرب والقبائل تناشد قوات التحالف لقطع الإمداد

تتواصل المعارك والمواجهات الدامية بين قبائل مأرب والميليشيات الحوثية وفلول الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح للشهر الرابع على التوالي على مدخل محافظة مأرب، التي خلفت أكثر من 170 قتيلا من الميليشيات الحوثية وفلول الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بوتيرة أخف وطئا عما كانت عليه في السابق، فبعد أن كانت المعارك مستمرة على مدار اليوم أصبحت لا تبدأ عمليات الرمي إلا بعد غروب الشمس.
ورغم الدرس الذي لقنه أبناء قبائل مأرب لهذه الميليشيات فإنهم يحذرون من خطر قادم إليهم في الأيام المقبلة من صنعاء، حيث علم شيوخ القبائل أن الحوثيين حركوا دباباتهم من صنعاء باتجاه مأرب بعد هزيمتهم في عدن والقتال الشرس في باقي محافظات عدن.
وناشد شيوخ قبائل مأرب قوات التحالف بتعزيز الضربات الجوية على معاقل الحوثيين، وقطع الإمدادات وتكسير الجسور الموصلة من صنعاء وجحانة وصرواح وسد مأرب وعدن والعند إلى مأرب، لمنع وصول هذه الدبابات والدعم للميليشيات الإرهابية التي ظلت القبائل تحاربها على مدار أكثر من 90 يوما، بكل قوة وشراسة وروح معنوية مرتفعة.
وانتقد الشيخ حمد بن وهيط أحد مشايخ عبيدة مأرب ما يفعله الحوثي من اتخاذ قرارات لجعل اليمن دولة نظامية، وهم في الأصل عصابات وميليشيات تغزو المحافظات بهمجية ولا تعرف للنظام طريقا، مبينًا أن جبهات القتال مع هذه الميليشيات الخاصة بالحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح لا تعرف آداب الحروب وأصولها، فهي ترمي المواطنين الآمنين، معتبرا هذا الأمر من أشد أنواع انتهاك حقوق الإنسان.
ولفت بن وهيط إلى أن أسلوبهم في الحرب وما خلفوه من دمار وقتلى وجرحى وهدم للبنى التحتية طالما ناشد به المجتمع اليمني ومؤسساته الأمم المتحدة لتوثيق ورصد الانتهاكات التي فعلها الحوثي بمساعدة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في اليمن وشعبه.
ورغم استمرار المعارك بين قبائل مأرب والميليشيات الحوثية وفلول صالح حتى اليوم، فإن الشيخ حمد أكد أنها لم تعد كما كانت عليه سابقا من حيث استمرارها على مدار اليوم، فالمعارك والرمي يبدآن مساء، حيث يصوب تجاه المواطنين الأبرياء، مبينا أن هذا الأمر الذي سماه بالجريمة يؤثر في أبناء القبائل المحاربة لهم، الذين طالما ناشدوا الميليشيات بمقابلتهم هم في المعارك وترك تصويب المواطنين وتركهم آمنين.
وأكد الشيخ حمد أن الأسرى الحوثيين تفوق أعدادهم أسرى المجاهدين من أبناء القبائل، الذين يواجهون المعارك بكل روح قوية ومعنويات مرتفعة، على ثقة بأن الله معهم يسدد رميهم وسينصرهم على أعدائهم مهما طالت الحرب، التي لم ولن يتنازلوا فيها عن شبر واحد من اليمن، مشددا على ضرورة قطع الإمداد عن الميليشيات الحوثية، وتعزيز الضربات الجوية من قوات التحالف الموجعة عليهم، وكسر الجسور.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.