حصلت العاصمة الصينية بكين على شرف تنظيم الألعاب الأولمبية الشتوية 2022 بعد تغلبها على مدينة ألماتي الكازاخستانية بفارق أربعة أصوات فقط أمس في تصويت اللجنة الأولمبية الدولية خلال الاجتماع العام في كوالالمبور.
ونالت بكين 44 صوتا مقابل 40 لألماتي وامتنع أحد الأعضاء الدوليين عن التصويت.
وأجري التصويت يدويا، حيث وقع عطل بالنظام المتصل بالأجهزة الإلكترونية اللوحية، واضطرت الوفود لاستخدام الورقة والقلم.
واقتصرت المنافسة على مدينتي بكين وألماتي فقط بعد انسحاب جميع المدن الأوروبية التي تقدمت بطلباتها وهي ستوكهولم (السويد) وكراكوف (بولندا) ولفيف (أوكرانيا) وأوسلو (النرويج) لأسباب مختلفة منها اقتصادية أو عدم رغبة سكان هذه المدن في ذلك.
وفي المنافسة على استضافة الأولمبياد الشتوي للشباب عام 2020 تفوقت لوزان السويسرية على براسوف الرومانية، حيث حصلت الأولى على 71 صوتا مقابل عشرة أصوات فقط للمدينة الرومانية.
وأصبحت بكين أول مدينة تستضيف الألعاب الصيفية والشتوية. وكانت بكين المرشحة الأوفر حظا للفوز قبل بدء التصويت، لأسباب أهمها أن الكثير من الأعضاء الـ85 المصوتين باللجنة الأولمبية الدولية سبق ومروا بتجربة العمل مع الصين عندما استضافت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2008.
وقبل إعلان النتائج في العاصمة الماليزية، ظهر الرئيس الصيني شي جينبينغ في شريط فيديو يؤكد «الدعم القوي» من حكومته واعدا بألعاب «رائعة». وأضاف أن الألعاب الأولمبية الشتوية «ستشجع التبادل والفهم المتبادل لباقي الحضارات في العالم»، معتبر أن الألعاب «ستشجع أكثر من 3.1 مليار صيني على ممارسة الرياضات الشتوية». بينما وجه رئيس وزراء كازاخستان كريم ماسيموف نداء متحمسا لأعضاء اللجنة من أجل اختيار مدينة ألماتي رغم أنها لا تتمتع بشهرة وخبرة العاصمة الصينية بكين، وأكد أن ذلك لا يعني أن اختيارها يشكل مجازفة.
وقال ماسيموف: «في الحقيقة، كل المدن الكبيرة يحمل اختيارها بعض المجازفة.. كل شيء أبلغناكم به حقيقي والمهم أن أي شيء رأيتموه في ملفنا حقيقي. لم تكن هناك مبالغة في حقيقة الجبال الجميلة في هذه المدينة وتوافر الثلوج الطبيعية والمناخ الشتوي».
ووصف الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية اختيار الصين لاستضافة أولمبياد 2022 الشتوي بأنه «مطمئن وتاريخي».
وقال باخ «نظرا للخبرة الهائلة التي تمتلكها الصين في استضافة الأحداث الرياضية العملاقة، أعتقد أنه اختيار مطمئن حقا. نعرف أن الصين ستفي بوعودها». وأضاف: «إنه اختيار تاريخي لأن بكين ستكون أول مدينة تنظم الأولمبياد الصيفي والشتوي».
وردا على سؤال عن إقامة 3 دورات أولمبية متتالية في آسيا (الشتوية 2018 في كوريا الجنوبية والصيفية 2020 في اليابان والشتوية 2022 في الصين)، أوضح باخ: «قررنا دائما أن تكون هناك مداورة جغرافية شبه رسمية.. في السابق تركزت الألعاب الأولمبية في أوروبا، واختيار بكين هو تعبير عن العالمية».
من جانبه، نادى وانج أنشون عمدة بكين ورئيس ملف المدينة، بالعمل عن كثب مع اللجنة الأولمبية الدولية لضمان تقديم دورة ألعاب أولمبية مدوية. وقال في مؤتمر صحافي أمس: «يجب الآن أن نعمل كي نفي بكل تعهداتنا لتحقيق نجاح كبير في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022».
وأضاف: «إنها المرة الأولى في تاريخ الألعاب الأولمبية التي تستضيف فيها مدينة كلا من الألعاب الصيفية والشتوية، على مدار 120 عاما».
وأشار نجم كرة السلة الصيني ياو مينغ، الذي كان ضمن الرياضيين الصينيين الداعمين لملف ترشيح بكين إلى إن الكثير من العمل الجاد بانتظار بلاده في الاستعداد لتنظيم الأولمبياد الشتوي، وقال لدى الخروج من قاعة المؤتمرات التي أجري بها التصويت: «ستكون أمامنا رحلة طويلة يجب أن نكملها».
واختار أعضاء اللجنة مدينة بكين رغم أنها ستواجه مهمة توفير الثلوج الصناعية كي تتمكن من إقامة الألعاب الشتوية، علما بأن منافسات التزلج ستقام في منطقة تبعد 200 كيلومتر عن العاصمة.
وقال مسؤولو الصين إن لديهم موارد مياه وفيرة وكميات تفوق المطلوب من معدات إنتاج الثلج الصناعي، لتوفير أفضل ظروف وإمكان=ات خلال الأولمبياد الشتوي.
وفي الاستعراض النهائي لملف طلب الاستضافة، ركزت نائبة رئيس الوزراء الصينية ليو ياندونغ على خبرة بكين في استضافة الأحداث الرياضية الكبيرة وكذلك الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تعيشه، مشيرة إلى أنها أسباب تجعل من بكين مستضيفة جيدة لأولمبياد 2022، وكانت مدينة ألماتي تتطلع للفوز مرتكزة على بنى تحتية قائمة أو مجددة في 2011 لأجل الألعاب الآسيوية الشتوية على غرار منتجع شيمبولاك للتزلج الذي بني عام 1950، وقصر الرياضة في بألوان شولاك (1967) أو المواقع القائمة للبياتلون وتزلج العمق والتزلج الحر والسنوبورد.
وأكدت لجنة التقييم أن ملف ألماتي اعتمد على ثمانية مواقع قائمة واثنين سيتم بناؤهما من أجل الألعاب الجامعية الشتوية في 2017، إضافة إلى ثلاثة مواقع أخرى، بينها مضمار التزلج الألبي، كانت ستبنى بحال اختيار المدينة للاستضافة، لكن على ما يبدو أن خبرة الصينيين في تجربتهم بالألعاب الصيفية حسمت لهم الفوز. ورغم تحفظات البعض على عرض العاصمة الصينية حيث ستتوزع المنافسات بين بكين ومدن جبلية أخرى تعتمد بشكل كبير على الثلوج الصناعية إلا أنها تفوقت على العاصمة الاقتصادية لكازاخستان.
ورغم إعرابه عن أسفه للخسارة قال أندريه كريوكوف نائب رئيس ملف ألماتي: «بذلنا قصارى جهدنا، ملفنا مكتمل. القرار اتخذ بواسطة اللجنة الأولمبية الدولية.. هذه هي المنافسة هناك من يفوز وهناك من يخسر».
وأقيمت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الأخيرة بسوتشي الروسية في فبراير (شباط) الماضي، وستحتضن مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية النسخة المقبلة عام 2018.
وتحتضن آسيا ثلاث دورات أولمبية متتالية، فبعد بيونغ تشانغ 2018، تستضيف طوكيو دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2020، ثم بكين الأولمبياد الشتوي في 2022.
بكين تتفوق على ألماتي وتفوز بتنظيم أولمبياد 2022 الشتوي
بفارق 4 أصوات فقط.. العاصمة الصينية أول مدينة في التاريخ تستضيف الألعاب الصيفية والشتوية
بكين تتفوق على ألماتي وتفوز بتنظيم أولمبياد 2022 الشتوي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة