وصول رابع طائرة مساعدات سعودية إلى عدن

مركز الملك سلمان لـ {الشرق الأوسط}: مائة طبيب متطوع استجابوا لنجدة الشعب اليمني في أقل من 24 ساعة

صورة لطائرة سعودية محملة بمساعدات بعد وصولها إلى مطار عدن في 24 يوليو الماضي (رويترز)
صورة لطائرة سعودية محملة بمساعدات بعد وصولها إلى مطار عدن في 24 يوليو الماضي (رويترز)
TT

وصول رابع طائرة مساعدات سعودية إلى عدن

صورة لطائرة سعودية محملة بمساعدات بعد وصولها إلى مطار عدن في 24 يوليو الماضي (رويترز)
صورة لطائرة سعودية محملة بمساعدات بعد وصولها إلى مطار عدن في 24 يوليو الماضي (رويترز)

تواصل تدفق المواد الإغاثية إلى عدن، أمس؛ إذ هبطت رابع طائرة إغاثية سعودية إلى المطار الدولي التابع للعاصمة المؤقتة لليمن، محملة بعشرة أطنان من المستلزمات الطبية لمرضى الفشل الكلوي، يرافقها فريق إغاثي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وفريق من الهيئة العالمية لأطباء عبر القارات.
وفي هذا السياق، كشف مسؤول في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لـ«الشرق الأوسط»، أن مطار عدن الدولي جاهز لاستقبال كل المساعدات الإغاثية، موضحًا في السياق ذاته، أن «هناك تواصل لتدفق الرحلات الإغاثية التي تحمل المساعدات».
وأشار رأفت الصباغ المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أن «المسؤولين بالمركز على ثقة بسلامة وأمن مطار عدن الدولي؛ كما أن الحكومة الشرعية في اليمن تقدم كل التسهيلات التي تطلبها هبوط الطائرات الإغاثية، وتنفيذ مخططات المركز في النواحي العلاجية على الأرض»، موضحًا أن «تلك المساعدات تصل إلى مناطق اليمن انطلاقًا من عدن».
ولفت الصباغ إلى أن «هنالك تنسيقًا كاملاً ما بين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مع اللجنة العليا للإغاثة المنبثقة عن الحكومة الشرعية في اليمن، بالإضافة إلى الائتلافات التي قام بها المركز مع مؤسسات المجتمع اليمني الموجودة على الأراضي هناك، التي جرى تزكيتها من قبل الحكومة اليمنية»، مفيدًا أن «تلك الإجراءات تأتي لضمان إيصال تلك المساعدات لمستحقيها، كما أن المركز يطلب بقوائم المتسلمين للمساعدات التي يتم إيصالها، مع تدوين أرقام الهواتف وكافة معلوماتهم الثبوتية».
وتأتي هذه المساعدات إنفاذًًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بتقديم مساعدات عاجلة للشعب اليمني، وأمر الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، بتأمين طائرات شحن تابعة لقيادة القوات الجوية السعودية لتسيير جسر جوي لنقل المساعدات الإغاثية والإنسانية التي يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وأوضح رأفت الصباغ، المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أن «هذه الرحلة والمخصصة للمواد والمستلزمات والأدوية والمحاليل الطبية لمرضى غسيل الكلى تأتي ضمن برنامج خصص لذلك»، مشيرًا إلى أن الجسر الإغاثي مستمر ضمن خطط وبرامج أعدت لهذا الغرض بالتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة التابعة للحكومة الشرعية اليمنية وخلية الإجلاء والعمليات الإنسانية بوزارة الدفاع، وبإشراف ومتابعة مباشرة من الدكتور عبد الله الربيعة المستشار بالديوان الملكي، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وأبان الصباغ، في تصريح صحافي أمس، أن «المواد الطبية التي وصلت على متن هذه الطائرة ستوزع على المستشفيات والمراكز الطبية في اليمن بما يضمن وصولها لمستحقيها».
وفي شأن ذي صلة، بين المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أنه استجابة لدعوة الأطباء اليمنيين من ذوي الاختصاصات المختلفة إلى التعاون مع المركز للقيام بعمل تطوعي لتقديم الخدمات الطبية للمستشفيات التي يعمل المركز على إعادة تأهيلها في اليمن، فقد نفذ المركز، أمس، بالتنسيق مع الهيئة العالمية لأطباء عبر القارات لنقل الأطباء المتطوعين إلى اليمن على متن طائرة الشحن الإغاثية الرابعة التابعة للقوات الجوية الملكية السعودية التي حطت في مطار عدن البارحة للبدء في تقديم خدماتهم الطبية والإنسانية انطلاقًا من مستشفى عدن.
وهنا، كشف رأفت الصباغ أن نحو مائة طبيب يمني استجابوا لدعوة المركز بشأن تقديم المساعدات الطبية، وذلك في أقل من 24 ساعة من إطلاق تلك الدعوة، وأن تخصصاتهم الطبية في أكثر من مجال، ومن بينها المتخصصة في معالجة جرحى الحرب، موضحًا أن «هناك أزمة صحية بالغة في محافظة عدن، مما يستوجب وجود هؤلاء الأطباء بسرعة»، لافتًا إلى «وجود صعوبات في وصول الأطباء اليمنيين المتطوعين إلى بعض المحافظات، إلا أن هناك إصرارًا من الجميع على وصولهم للأماكن المطلوبة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.