يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لقاءاته في القاهرة مع عدد من الأطراف اليمنية والعربية لبحث التطورات في اليمن، وقالت مصادر مقربة من تلك اللقاءات، في اتصالات لـ«الشرق الأوسط» من صنعاء، إن اللقاءات والاتصالات التي يجريها ولد الشيخ في القاهرة تحاول كسر الجمود الذي ساد، أخيرا، وتشمل كل الأطراف تقريبا، وإن المساعي تنصب على كيفية إحياء العملية السياسية من جديد بعد فشل مشاورات جنيف و3 هدن إنسانية، كانت لتمهيد الطريق نحو استئناف التفاوض بين الأطراف المتنازعة. وكشف مصدر وثيق الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» عن وجود تفاهمات حول مشاريع اتفاقات بشأن وقف القتال والانسحاب، في ظل ما تطرحه الأمم المتحدة بشأن وجود مراقبين عرب في اليمن، وأعرب المصدر عن تفاؤل كبير بشأن التوصل إلى اتفاق، في وقت قريب، بشأن تلك التفاهمات، لكنه أكد أن هناك عقبات وعراقيل تعترض سير المشاورات والاتصالات التي تجري في القاهرة، وقال المصدر إن التطورات الميدانية التي شهدتها جبهات القتال، أخيرا، عكست نفسها، بشكل كبير، في طبيعة طروحات كل الأطراف، إضافة إلى أن ضمن الملفات التي يعتقد أنها شائكة، ما تطرحه بعض الأطراف الجنوبية بشأن المرحلة الجديدة في الجنوب، حيث توجد في الساحة اليمنية فصائل للحراك الجنوبي تنادي بفصل جنوب البلاد عن شمالها منذ انطلاقة الحراك عام 2007. وأعرب مصدر جنوبي في الخارج لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقاده أن «القناعة تزايدت لدى الجنوبيين بضرورة الانفصال عن الشمال، بعد الاجتياح الثاني لقوات علي عبد الله صالح للجنوب، وفي المرة السابقة عام 1994 تحالف مع الإخوان المسلمين، واليوم تحالف مع الحوثيين، والجنوب هو المستباح أرضا وإنسانا»، حسب تعبير المصدر.
ميدانيا، يستمر التصعيد في جبهات القتال في اليمن، فقد واصلت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والمقاومة الشعبية الجنوبية، تقدمها في جبهتي لحج وأبين، وشهد اليمن سلسلة من التطورات العسكرية المتصاعدة في معظم جبهات القتال، وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن قوات هادي تواصل تمشيط مدينة الحوطة، عاصمة لحج، والقرى المجاورة لها، من الميليشيات الحوثية، وإن معظم مدن وبلدات المحافظة باتت تحت سيطرة تلك القوات، في الوقت الذي تستمر فيه المواجهات في محيط «قاعدة العند» لاستعادة السيطرة عليها.
وفي محافظة أبين، باتت «نقطة العلم»، الواقعة في المدخل الشرقي لمدينة عدن، تحت سيطرة المقاومة وقوات هادي، في حين تشهد مديرية لودر أعنف المواجهات بين الطرفين، وتجري المواجهات في داخل مدينة لودر لتطهيرها من عناصر الميليشيات الذين أقاموا بعض المواقع عقب طردهم من «جبل يسوف»، وقالت مصادر محلية في مديرية لودر لـ«الشرق الأوسط» إن المدينة تشهد قتالا عنيفا، بعد أن تقدمت إليها قوات هادي، وإنه جرى أسر عدد من المقاتلين الحوثيين في تلك الجبهة، وبين الأسرى أطفال، في الوقت الذي تستمر فيه المواجهات في «جبل - عقبة ثرة» الاستراتيجية، وهي طريق جبلي استراتيجي يستخدمه الحوثيون وقوات صالح للإمدادات العسكرية المرسلة من صنعاء نحو المحافظات الجنوبية والشرقية.
وفي جبهة محافظة مأرب، كثف المسلحون الحوثيون والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح هجومهم على المحافظة، وذلك بغية اقتحام عاصمتها، وأكدت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» أن القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والمجاميع القبلية المناوئة للحوثيين، تواصل تصديها لتلك الهجمات، وقالت المصادر إن قتالا ضاريا شهدته المحافظة النفطية الهامة أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، وبين قتلى القوات المهاجمة نجل علي أبو حليقة، رئيس اللجنة الدستورية في مجلس النواب (البرلمان)، وهو ضابط في القوات الخاصة ومن الموالين للرئيس السابق صالح، ووصفت مصادر محلية هجوم الحوثيين على مأرب بأنه كان كبيرا، وأكدت أنه فشل في تحقيق أهدافه، في حين واصل طيران التحالف الجمعة غاراته على مواقع الحوثيين في صعدة وحجة ومأرب.
في السياق ذاته، صعدت مقاومة آزال هجماتها التي تستهدف الميليشيات الحوثية وقوات صالح، وقالت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحي المقاومة نصبوا كمينا لدورية من ميليشيات الحوثيين وقوات صالح في منطقة خارف، وأسفر الكمين عن مقتل 13 مسلحا حوثيا ومقتل أحد عناصر المقاومة، وفي وقت لاحق، قال المكتب الإعلامي لمقاومة آزال إن كمينا نصب لدورية أخرى في مديرية ريدة، أسفر عن مقتل 4 وإصابة 2 من المسلحين الحوثيين، وتبنت مقاومة آزال، أخيرا، قرابة 11 عملية في محافظة عمران قتل وجرح فيها العشرات، إضافة إلى عمليات أخرى في العاصمة صنعاء وذمار.
في موضوع آخر، قالت مصادر في محافظة حضرموت إن سبعة من الجنود اليمنيين قتلوا وجرح نحو 50 آخرين أمس في هجوم انتحاري نفذه مسلحون يعتقد بانتمائهم لتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب». وذكر شهود عيان في حضرموت لـ«الشرق الأوسط» أن سيارتين مفخختين هاجمتا موقعا عسكريا في وادي سر بمنطقة وادي حضرموت أو حضرموت الداخل، ثم أعقب اقتحام الموقع بواسطة سيارتين عسكريتين هجوم بالقذائف واشتباكات مع الضباط والجنود التابعين للقوات العسكرية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في حضرموت، ويعد هذا الهجوم الأكبر والأول من نوعه الذي يستهدف قوات الجيش اليمني في جنوب شرقي البلاد، منذ هاجمت مجاميع مسلحة من تنظيم القاعدة مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت في الثاني من أبريل (نيسان) الماضي، وسيطرت على المدينة بعد انسحاب القوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح من المحافظة. وخلال الأشهر الأربعة الماضية قتل عدد من قادة التنظيم البارزين، بينهم زعيم التنظيم السابق ناصر الوحيشي (أبو بصير) في غارات جوية لطائرات من دون طيار يعتقد أنها أميركية، واستهدفت تجمعات عناصر التنظيم في حضرموت، وقالت مصادر خاصة في حضرموت لـ«الشرق الأوسط» إن تنظيم القاعدة شرع، في الآونة الأخيرة، يتوسع في وادي حضرموت. ولمحت المصادر إلى أن تحركات التنظيم في الوادي توحي بمخطط للسيطرة على مديرياته، كما هو الحال مع مناطق ساحل حضرموت.
عراقيل تعترض مشاورات ولد الشيخ في القاهرة رغم التفاهمات الإيجابية
إفشال هجوم للحوثيين وقوات صالح على مأرب.. وتقدم متواصل للمقاومة في لحج وأبين
عراقيل تعترض مشاورات ولد الشيخ في القاهرة رغم التفاهمات الإيجابية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة