الحوثيون يزرعون الألغام في الطرق المؤدية إلى لحج لوقف القوة الموالية لهادي

قوات التحالف تدعم المقاومة بأسلحة نوعية

الحوثيون يزرعون الألغام في الطرق المؤدية إلى لحج لوقف القوة الموالية لهادي
TT

الحوثيون يزرعون الألغام في الطرق المؤدية إلى لحج لوقف القوة الموالية لهادي

الحوثيون يزرعون الألغام في الطرق المؤدية إلى لحج لوقف القوة الموالية لهادي

شرعت ميليشيا الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح، في زرع حقول للألغام، بشكل عشوائي على طول الطرق المؤدية إلى «أبين ولحج» باتجاه عدن، في محاولة من الميليشيا لوقف زحف القوات العسكرية الموالية للشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، التي تستعد لتحرير قاعدة العند.
وتمكن فريق من المهندسين التابع للقوة العسكرية الموالية للشرعية، من نزع أكثر من 30 لغمًا صباح أمس (الخميس)، قبل عملية التحرك نحو لحج، في حين يعمل الفريق على نزع الألغام في باقي المناطق التي يتوقع بحسب خبراء عسكريين أن تتجاوز الآلاف زُرعت بشكل منظم، وهو ما اعتبره الخبراء تغييرا تكتيكيا في المواجهة العسكرية لتمديد فترة الحرب ورفع قدرته العسكرية مع تأخر عملية الزحف نحو ثكناتهم العسكرية.
وفي سياق متصل، قدمت أول من أمس، قوات التحالف العربي التي تقودها السعودية، أسلحة نوعية للقوة العسكرية والمقاومة الشعبية في عدن جنوب اليمن، تمثلت بحسب مصادر يمنية طلبت عدم الإفصاح عنها، في عربات «بي إم بي»، إنزال كاسحة ألغام في محافظة عدن وأسلحة للمقاومة استعدادا لمعركة تحرير قاعدة العند.
وتأتي عملية تقديم السلاح النوعي، من قبل قوات التحالف العربي، ضمن سلسلة من عمليات الدعم قبل تنظيم الصفوف وتحرير عدن، إذ تلقت المقاومة الشعبية وخلال شهرين كميات كبيرة من الأسلحة النوعية، من خلال الإنزال المظلي لأنواع مختلفة من الأسلحة شملت صواريخ «لاو» بنوعيها الموجّه والمحمول، المخصصة لتدمير الدروع والدبابات العسكرية، إضافة إلى «آر بي جي، ورشاشات مختلفة الاستخدام»، وذلك بهدف مساعدة المقاومة ودعمها في حرب الشوارع.
وقال العميد عبد الله الصبيحي قائد اللواء «15» وقائد عملية تحرير عدن لـ«الشرق الأوسط» إن عدد من المهندسين المرافقين للقوات المالية للشرعية والمتخصصة في نزع الألغام قامت وقبيل التحرك نحو لحج بعملية تمشيط موسع، وتمكنت من نزع قرابة 30 لغما كادت تصيب الدبابات بإعطاب كبيرة، لافتا إلى أن الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع قاموا بعملية زرع حقول بشكل عشوائي على امتداد طريق عدن لحج - أبين، في محاولة لوقف سير القوة وتحرير باقي المحافظات.
وحول نوعية السلاح الذي حصلت علية القوة العسكرية والمقاومة الشعبية، من قوات التحالف العربي، أكد العميد الصبيحي، أنهم تلقوا أسلحة نوعية أول من أمس، ستساعدهم في المواجهات العسكرية المقبلة، ولم يفصح الصبيحي عن الأسلحة إلا أنه ذكر أن من ضمن ما حصلت عليه القوة العسكرية عربات «بي إم بي»، وأسلحة نوعية متطورة.
وميدانيا، قال العميد الصبيحي، أنه جرى صباح أمس (الخميس) تحرير منطقة العلم التي تعد بحسب وصفه من المواقع الاستراتيجية، التي يتحصن فيها فلول المخلوع علي عبد الله صالح وعدد من ميليشيا الحوثيين، في حين تستعد القوة بعد عملية تطهير منطقة العلم، لإكمال الهجوم البري، الذي يغطيه طيران التحالف العربي، إلى محافظة زنجبار.
ولفت العميد الصبيحي، إلى أن عملية التحرك نحو منطقة العلم كانت في الساعات الأولى من الصباح، عبر منطقة العريش بعدن، وخور مكسر، وزحفت القوة بهذا الاتجاه حتى تمكنا من السيطرة على مثلث العلم الذي يربط بين ولحج وعدن وأبين، وسنواصل مسيرة الهجوم، بالتنسيق مع قوات التحالف التي تلعب دورا مهما في تحقيق هذه الانتصارات الميدانية، إضافة إلى حماسة ورغبة الشباب المنضم إلى اللواء في طرد الحوثيين من المدن اليمنية كافة. وبالعودة إلى عملية زرع الألغام، أجمع خبراء عسكريون، على أنها محاولة من الحوثيين في كسب مزيد من الوقت، وخاصة أن زرعها يتطلب مساحات كبيرة من الأرض، ولا يكون لها مساحة محددة، وتكون في شكل صفوف متراصة، فيما تعمد على الكميات المستخدمة بحسب الحاجة التي يراها زارعها، موضحين أنه لا بد أن تتوافر عدة شروط لنجاح فعاليتها تتمثل في دعم هذه الألغام بإطلاق نيران الرمي غير المباشر، وأن يكون ذا عمق مناسب، وكثيفًا الكثافة الملائمة.
من جهتها، رصدت المقاومة الشعبية في عدن جنوب اليمن، تسللا لأعداد كبيرة من المقاتلين التابعين لميليشيا الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح، لقاعدة العند، عبر منطقة «رادفان» مع دخول عدد من الشاحنات محملة بالصواريخ، يعتقد أنها صواريخ للكاتيوشا وقذائف هاون.
وفور رصد تلك الكميات من الصواريخ، رفعت المقاومة تقريرا مفصلا للقيادة العسكرية وقوات التحالف العربي التي تقوده السعودية، والذي من المنتظر بحسب عسكريين أن يجري التعامل معها خلال الساعات القادمة بواسطة طيران التحالف وتدميرها كليا، وذلك في محاولة لعدم تمكين ميليشيا الحوثيين من استخدمها في المرحلة المقبلة وصد الهجوم المشترك.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».