الخارجية السودانية تحتج على الاتحاد الأوروبي بسبب أعداد النازحين

الخرطوم تعلن عن بعض المراجعات بشأن الحصار الاقتصادي

الخارجية السودانية تحتج على الاتحاد الأوروبي بسبب أعداد النازحين
TT

الخارجية السودانية تحتج على الاتحاد الأوروبي بسبب أعداد النازحين

الخارجية السودانية تحتج على الاتحاد الأوروبي بسبب أعداد النازحين

احتج السودان رسميًا على ما أطلق عليه «معلومات مغلوطة» صدرت عن الاتحاد الأوروبي، بخصوص ارتفاع أعداد النازحين في ولايات النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور، اللاتي تشهد حربًا بين القوات الحكومية وقوات الجبهة الثورية التي تقاتل القوات الحكومية والموالية لها منذ قرابة أربعة أعوام، وعشرة أعوام في دارفور، وقوله إن نحو خمس السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، في الوقت الذي تصر فيه الخرطوم على أن الأوضاع هادئة.
وطبقًا لبيان صحافي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، فإن وزارة الخارجية السودانية استدعت أول من أمس القائم بأعمال مكتب الاتحاد الأوروبي في الخرطوم، وأبلغت احتجاجها على معلومات وردت في بيان صدر عن الاتحاد الأوروبي، تضمن معلومات وصفت بـ«المغلوطة» بشأن زيادة عدد النازحين في مناطق النيل الأزرق وفي جنوب كردفان ودارفور المضطربة.
وكان الاتحاد الأوروبي قد كشف في وقت سابق عن دفعه مبلغ أربعة ملايين دولار إضافية بسبب ارتفاع الحاجة للمساعدات الإنسانية في تلك المناطق نتيجة زيادة أعداد النازحين والمتأثرين من الحرب.
وقال علي الصادق، مدير إدارة السلام والشؤون الإنسانية بالخارجية السودانية، في البيان، إنه أبلغ القائم بأعمال مكتب الاتحاد الأوروبي في الخرطوم، احتجاج حكومته على البيان، وما تضمنه من معلومات مغلوطة عن زيادة أعداد اللاجئين والنازحين، وعن الوضع الإنساني عامة في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان.
وحسب البيان فإن الحكومة ترفض بشكل قاطع المعلومات التي وردت في بيان الاتحاد الأوروبي، ونعتتها بـ«المضللة والمغلوطة»، وفي ذات الوقت أكدت على هدوء الأوضاع الإنسانية والأمنية في إقليم دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق طوال أشهر. وقال البيان إن الحكومة السودانية تبذل جهودًا مع برنامج الغذاء العالمي وحكومة جنوب السودان لاستقبال وإيواء اللاجئين ورعايتهم، خاصة بعد أن وظف البرنامج «حصة السودان» للمحتاجين بجنوب السودان.
وأوضح السفير الصادق في البيان أنه أكد لممثل الاتحاد الأوروبي موقف السودان من المبادرة الثلاثية بين الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتأثرة بالحرب، منوهًا لما سماه رفض الحركة الشعبية – الشمال لتلك المبادرة. كما انتقد الصادق عدم إشارة بيان الاتحاد الأوروبي لموقف الحكومة وموقف الحركة الشعبية – الشمال من المبادرة الثلاثية، معددًا تأشيرات الدخول والأذونات التي أصدرتها وزارته لمنسوبي منظمات الأمم المتحدة الإنسانية والتنموية خلال النصف الأول من العام الحالي، والتي ناهزت أكثر من 500 طلب استجيب لـ95 في المائة منها.
ونوه الدبلوماسي السوداني بما أطلق عليه «ضرورة الابتعاد عن نشر المعلومات المغلوطة»، وضرورة الاعتماد على الإحصاءات التي تتوافر للجهات المختصة، في الوقت الذي أبدى فيه استعداد حكومته للتعاون مع الاتحاد الأوروبي في مجالات العمل الإنساني كافة.
وأورد الاتحاد الأوروبي في بيان 22 يوليو (تموز) الحالي أن المفوضية الأوروبية أعلنت عن مساعدات إنسانية إضافية تبلغ 4 ملايين دولار ترتفع بموجبها المساعدات الإنسانية المقدمة للسودان إلى 32 مليون دولار لعام 2015، وذلك في أعقاب زيادة أعداد اللاجئين من دولة جنوب السودان والمشردين داخليًا في دارفور. ونقل بيان الاتحاد الأوروبي عن مفوض المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستايليانيدس قوله، إن «الوضع الإنساني في السودان يسير من سيئ إلى أسوأ، ويوجد في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق 5.4 مليون شخص في حاجة لمساعدات منقذة للحياة، والعدد المتزايد للاجئين من جنوب السودان يجعل السياق الهش بالفعل أكثر صعوبة، ويلتزم الاتحاد الأوروبي بالمساعدة، على الرغم من القيود الخطيرة المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية فالاتحاد قدم بلا هوادة مساعدات للمحتاجين، ولذلك فإنه من الأهمية بمكان توفير ظروف عمل أكثر أمانًا لعمال الإغاثة، والسماح لهم بالاستمرار في تقديم المساعدات المنقذة للحياة».
وأشار بيان الاتحاد الأوروبي إلى أن الوضع الإنساني في دارفور ما زال كارثيًا بسبب الصراع الكوارث الطبيعية والتخلف، وأن العنف وانعدام الأمن ما زالا يحكمان الأوضاع في دارفور طوال 10 سنوات من اندلاع القتال هناك. كما قدر البيان أن هناك 6.6 مليون مواطن (نحو خمس السكان) بحاجة لمساعدات إنسانية، موضحا أن تدفق اللاجئين من جنوب السودان، المقدر عددهم بنحو 190 ألف مواطن، فاقم من سوء الأوضاع.
من جهة ثانية، أعلنت الحكومة السودانية أنها بصدد بعض المراجعات بشأن الحصار الاقتصادي المستمر لأكثر من 20 عامًا، لكنها لم تكشف عن تفاصيلها، فيما تواجه البلاد أزمة اقتصادية في كل المجالات.
وقال إبراهيم محمود، مساعد الرئيس السوداني ونائبه في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، أول من أمس، إن هناك بعض المراجعات تتم بشأن الحصار الاقتصادي المفروض على البلاد، مشيرًا إلى تحسن علاقات بلاده الخارجية على المستويين الإقليمي والدولي، وأوضح أن أبرز أوليات المرحلة المقبلة هي التركيز على القضايا الاقتصادية ورفع الإنتاج، ووضع «ترتيبات تراعي أصحاب الدخل المحدود».
ويواجه السودان أزمة اقتصادية بدأت تتسع بإعلان زيادة أسعار الكهرباء والمياه بنسبة 100 في المائة، ما أثار سخط المواطنين الذين باتوا يشكون من الضائقة الاقتصادية الخانقة منذ فترة طويلة، وفي هذا السياق أصبح حزب المؤتمر الوطني الحاكم يتخوف من تكرار الانتفاضة الشعبية التي شهدتها البلاد في سبتمبر (أيلول) 2013. لكن جبيب مختوم، نائب رئيس كتلة نواب الحزب الحاكم بالبرلمان، نفى علمه بأي زيادة في أسعار الكهرباء والمياه، أو عرضها في البرلمان القومي، وقال بهذا الخصوص: «سمعنا بأن هناك زيادة في أسعار الكهرباء والمياه من وسائل الإعلام، لكن لم يتم عرضها علينا في الكتلة النيابية أو في البرلمان.. لم يأت أوان موقفنا من الزيادات ولكل حادث حديث».
من جانبه، نفى الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، رئيس القطاع السياسي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، عرض أي قرارات بزيادة تعريفتي الكهرباء والمياه على أجهزة الحزب الحاكم، وعد التصريحات المنسوبة إلى وزيري الكهرباء والسدود والبنى التحتية في ولاية الخرطوم أمر يخصهما، لكنه استدرك قائلا: «إذا عرضت علينا زيادة تعريفتي الكهرباء والمياه في الحزب سندرسها من خلال الأجهزة المختصة»، ولم يستبعد موافقة حزبه على الزيادات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.