شهر العسل بين المستهلك وقطاع المنتجات المترفة ينتابه الفتور

يتطلب استراتيجيات جديدة لإحياء جذوة الحب القديم

من عرض «هيرميس» لربيع وصيف 2015.. رقي من دون بريق أو استعراض، من تشكيلة مايكل كورس لربيع وصيف 2015، من عرض دار «غوتشي» لهذا الموسم وهي من البيوت التي تأثرت بالأزمة الأخيرة.
من عرض «هيرميس» لربيع وصيف 2015.. رقي من دون بريق أو استعراض، من تشكيلة مايكل كورس لربيع وصيف 2015، من عرض دار «غوتشي» لهذا الموسم وهي من البيوت التي تأثرت بالأزمة الأخيرة.
TT

شهر العسل بين المستهلك وقطاع المنتجات المترفة ينتابه الفتور

من عرض «هيرميس» لربيع وصيف 2015.. رقي من دون بريق أو استعراض، من تشكيلة مايكل كورس لربيع وصيف 2015، من عرض دار «غوتشي» لهذا الموسم وهي من البيوت التي تأثرت بالأزمة الأخيرة.
من عرض «هيرميس» لربيع وصيف 2015.. رقي من دون بريق أو استعراض، من تشكيلة مايكل كورس لربيع وصيف 2015، من عرض دار «غوتشي» لهذا الموسم وهي من البيوت التي تأثرت بالأزمة الأخيرة.

حتى العام الماضي كان مايكل كورس يثير حسد العديد من بيوت الأزياء التي دعت إلى الاقتداء به وبأسلوبه، ليس بالضرورة في التصميم بل حتما في طريقة التسويق التي تعتمد على صورة أنيقة ومتاحة. فمنذ أن طرحت شركته في أسواق البورصة وأسهمه تشهد ارتفاعا لا مثيل له، إلى أن أصابته مؤخرا لعنة تباطؤ نمو الأسواق الصينية وتذبذب أسعار العملات، فضلا عن التقلبات السياسية التي عصفت بالعديد من مناطق العالم، وجعلت المستهلك يعزف عن صرف مبالغ باهظة.
كل هذا انعكس على الأرباح التي تشير بما لا يترك الشك إلى أن الإقبال على كل ما هو غال ونفيس لم يعد موضة، وأن شهر العسل الذي عاشه بعض المصممين وبيوت الأزياء قد شارف على النهاية إذا لم تحصل تدخلات جذرية لإحياء جذوته. فحسب دراسة قامت بها شركة «ميلوارد براون» للأبحاث، فإن سوق المنتجات المترفة العالمية تتراجع بنسبة 6 في المائة منذ العام الماضي. الضربة الكبيرة كانت منع السلطات الصينية تقديم الهدايا الغالية في محاولة للحد من الفساد والرشاوى، تلتها أحداث هونغ كونغ، ثم تراجع اقتصاد روسيا إثر الصراع الذي نشب بينها وبين أوكرانيا.
مايكل كورس كان من بين المتأثرين، حيث سجلت داره مؤخرا أسوأ نتائجها منذ عام 2011. السبب حسبما صرحت يعود إلى قوة الدولار وتراجع السياحة وبالتالي أعداد المتسوقين. أسباب لم ترق للمساهمين أو تُشف غليلهم بعد أن خسرت الشركة نحو 25 في المائة من قيمتها في السوق في يوم واحد، أي نحو 3 مليارات دولار أميركي.
مايكل كورس ليس وحده الذي تأثر بهذه التغييرات، فقد أعلنت دار «غوتشي» تراجع أرباحها بنسبة 8 في المائة في الشطر الأول من هذا العام، مما جعلها تقرر إعادة النظر في الكثير من استراتيجياتها ومصممتها. فقد تركت المصممة فريدا جيانيني الدار في نهاية العام الماضي وحل محلها أليساندرو ميشال، الذي قد تكون أول مهمة له أن يخلص الماركة من «اللوغوهات» التي أثرت على جاذبيتها. من ضمن استراتيجياتها الأخرى تعديل الأسعار بشكل يتناسب مع ضعف اليورو، حتى تصبح عملية التسوق ديمقراطية في كل أنحاء العالم. فقد بينت التقديرات أن قيمة اليورو جعلت البضائع في أوروبا أرخص بنحو 50 في المائة منها في الصين، مثلا. «شانيل» تداركت هذه المشكلة بتخفيض أسعار حقائبها بنسبة 20 في المائة في الصين ورفعها بنفس النسبة في أوروبا. دار «هيرميس»، في المقابل، رفضت القيام بهذه الخطوة، لأن أغلب زبائنها أساسا هم من أوروبا وفرنسا، وبالتالي لم تر داعيا لكي تحملهم أي تكاليف إضافية. فالمستهلك المحلي يتمتع بنفس أهمية أي مستهلك آخر. والحقيقة أن الدار الفرنسية التي تبيع حقائبها بآلاف الدولارات، ولديها لوائح طويلة من زبونات متعطشات للمزيد، قد تكون الوحيدة التي لم تتأثر لحد الآن بما يجري في السوق من تذبذبات. فهي تتوقع ارتفاعا بنسبة 8 في المائة، رغم أن شركة «ميلوارد براون» أشارت إلى أنها خسرت 13 في المائة من قيمتها في الأشهر الـ12 الأخيرة. والسبب حسب شركة الأبحاث يعود إلى عدم تواصلها مع المستهلك عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، وهو ما أصبح ملحا. فالحاجة إلى ربط علاقة سريعة وآنية مع الزبون لا يعد بالإمكان تجاهلها أو الاستخفاف بتأثيرها. بيد أن «هيرميس» مصرة على موقفها لحد الآن، وتعتبر نفسها من شريحة ثانية لا تحتاج إلى ذلك. فهي لا تتوافر على حساب على «تويتر» أو «إنستغرام»، لأن هذه الوسائل تعتمد على النجوم، و«هيرميس» لا تعتمد عليهم أو تجري وراءهم. في الجهة الثانية، هناك «توري بيرش» أو «مايكل كورس» وغيرهما من الماركات المجتهدة في مجال التواصل الاجتماعي، ولا تترك أي وسيلة تؤدي إلى جيب الزبون إلا وتطرقها.
لكن «هيرميس» استثناء، فرغم ركود السوق لا تزال محفظة صغيرة بحجم الكف تحمل اسمها تساوي ما لا يقل عن 335 دولارا أميركيا، بينما حقيبة «بيركين» أو «كيلي» قد تصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات حسب نوع الجلد المستعمل فيها، ولائحة انتظارها لا تنتهي. استراتيجية الدار الناجحة هي الإبقاء على الرغبة مشتعلة بالتفرد. رئيسها التنفيذي السابق، باتريك توماس، اعترف لـ«الشرق الأوسط» في إحدى مقابلاته بأنهم ما إن يشعروا بأن منتجا ما أصبح مستهلكا ويبيع بشكل كبير، حتى يتوقفوا عن بيعه، حتى لا يفقد تميزه ويصبح عاديا. بعبارة أخرى حتى لا يلبسه كل من هب ودب ويُفقد الماركة وهجها. استراتيجية مختلفة تماما عن باقي بيوت الأزياء، التي ما إن ينجح تصميم ما حتى تعيد صياغته في كل موسم بشكل متجدد وخامات مختلفة. وليس أدل على هذا من الحذاء الذي طرحته دار «فالنتينو» في عام 2010 باسم «روك ستاد» وما زلنا نراه في كل موسم لا تتخلى عنه، ولم لا ما دام يبيع ويحقق النجاح التجاري؟
مجموعة «ريتشمون»، وهي ثاني أكبر مجموعة عالمية، حيث تنضوي تحتها ماركات مهمة، أعلنت بدورها تأثر مبيعاتها سلبا، في ما اعتبره بعض المحللين انعكاسا لارتفاع قيمة الفرنك السويسري في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. واللافت أنه إذا كانت هذه الخسارات تؤثر على مجموعات وبيوت بهذا الحجم، فما البال بالصغار ممن لا يتمتعون بتمويلات كبيرة؟ بلا شك فإن الوضع أسوأ بالنسبة لهؤلاء، بدليل أن سكوت ستاينبورغ أعلن مؤخرا أنه سيغلق ماركة «باند أوف آوتسايدرز». وبالفعل ألغى الطلبيات وسرح الموظفين.
من جهته، أعلن مصمم دار «ديور أوم»، كريس فان آش، أنه سيتوقف عن تصميم خطه الخاص، الذي كان يصممه بموازاة عمله في الدار الفرنسية، مصرحا لمجلة «ويمنز وير ديلي» بأن الوضع الحالي صعب بالنسبة للمصممين المستقلين والشباب، مضيفا أنه سيأخذ هذه الفترة كاستراحة يستجمع فيها أفكاره وطاقته ليركز على عمله مع «ديور أوم» ويفكر في المستقبل وكيف يمكن أن يطور ماركته الخاصة. كريس فان آش ما هو إلا واحد من بين مصممين آخرين يعانون من الوضع نفسه، مثل مديهام كيرشهوف، وريتشارد نيكول، وبيتر سوم، وغيرهم.
لكن كل هذا لا يعني أن جاذبية الموضة وهنت وأنها ستموت، فهي لا تزال موجودة وكل ما في الأمر أنها باتت تفتقد إلى تلك القوة الدافعة التي تجعلها تحيي الحلم وفي الوقت ذاته تتفاعل مع حياة الناس اليومية. فالاستراتيجيات التي كانت تعتمد إلى وقت قريب على بريق النجوم والحملات الترويجية الفنية بتأثيراتها السينمائية التي تتنافس معظم بيوت الأزياء عليها وتوظف لها كبار المخرجين والمصورين، لم يعد لها نفس التأثير الذي أحدثته في البداية. وعوض أن تتنافس الموضة مع نفسها، عليها أن تتنافس مع قطاعات أخرى تمس الناس بشكل مباشر، مثل الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية. فكل ما يتعلق باتباع حميات متوازنة، أو الحصول على الرشاقة أو تحسين المزاج والأحوال النفسية، أصبح يهم الناس ويثيرهم، وبالتالي فإن كل ما ينضوي تحت شعار الجسم السليم في العقل السليم أصبح صناعة مربحة تحقق المليارات وتشهد نموا يقدره الخبراء بـ50 في المائة سنويا. فالمستهلك ينظر إليها كضرورة تحسن حياته اليومية بشكل فعال وحقيقي، بينما الموضة ترف قد يعزز الثقة بالنفس والمظهر لكنه لا يطيل العمر.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.