اختتم مهرجان الشعر الدولي أول من أمس دورته الجديدة في العاصمة البريطانية، التي استمرت ثلاثة أيام. ورغم أن كتيب المهرجان يذكر أن أصواتًا من مختلف العالم ممثلة فيه، إلا أن دورته هذه كانت في الحقيقة محدودة التمثيل إذ غاب عنها شعراء أوروبا الغربية والغربية وأميركا، واليابان والصين، الذين كانوا حاضرين بقوة في الدورات السابقة. ويبدو أن القائمين عليه، أرادوا تخصيص هذه الدورة فقط لبلدان مضطربة في الشرق الأوسط، فكانت هناك أمسيات كثيرة، مكررة تقريبًا، للأدب الإيراني ممثلا بشعراء معارضين يعيشون في المنفى، وحضرت فلسطين أيضا عبر ثلاث أمسيات والعراق وسوريا بشكل أقل، وكذلك أفغانستان. وربما بسبب محدودية التمثيل، لجأ المنظمون لملأ الفراغ الحاصل بتنظيم ورش عمل تعلم الناس كيف يكتبون الشعر، وكيف ينظمون الشعر السياسي، أو يكتبون قصائد غزلية! كما ملأت الموسيقى، وما يمكن ترجمته بـ«الشعر المؤدى»، المكتوب خصيصا لإلقائه أمام الجمهور، جزءا كبيرا من هذا الفراغ، ومنه، على سبيل المثال، ما يسمى بـ«قوافي الرج»، أي السجاد، وهي القوافي المتلاحقة التي تنتهي بحرف واحد، وشابه ذلك من فعاليات أقل ما يقال عنها إنها ليست لها علاقة بالشعر.
من الأمسيات التي خصصت لإيران، كانت هناك أمسية عن الشعر الفارسي، القديم، ممثلا برومي، والفردوسي، وحافظ وعمر الخيام، والشعر المعاصر. المتحدث الوحيد في هذه الندوة كان الشاعر البريطاني ستيفن واتس، الذي تناول كيف تفاعل الشعراء الإيرانيون مع عملية التحديث. ومع احترامنا لواتس، إلا أنه لم يكن مؤهلا للحديث عن الشعر الإيراني الحديث، الذي لم يترجم معظمه للإنجليزية، ما عدا شاعرين أو ثلاثة يعيشون في المنفى منذ سنين طويلة. وقدمت أفيفا دوتش ورشة عمل عن شعر الغزل، شكله ومضمونه، وما هي العناصر التي تحتاج أن تمتلكها لكي تكتب قصيدتك الغزلية الخاصة!
ومن إيران أيضا، شاركت في أمسية أخرى، الشاعرة زيبا كارباسي، الأذربيجانية الأصل، وإسماعيل خوي، وكلاكما يعيش في لندن، ورزا براحيني. والشعراء أنفسهم اشتركوا في أمسية ثانية عن الشعر الإيراني الحديث، وقرءوا قصائد لهم مترجمة إلى الإنجليزية، نشرتها مجلة «الشعر الحديث مترجما» البريطانية!
أما في محور سمي «شعر الحرب الحديث»، فقد شارك الشاعر عدنان الصايغ من العراق، ومن سوريا، الشاعر الكردي جولان حاجي. وفي محور آخر هو «الشعراء في خط الجبهة»، قرأ الشاعر العراقي غريب إسكندر، والشاعرة شومان حاردي، بالاشتراك مع الشاعر الجامايكي كي ميللر، الذي سبق له أن زار أربيل، بعضا من قصائدهم المترجمة إلى الإنجليزية.
ومن فلسطين، أحيت أمسية ريم كيلاني موسيقية - غنائية، عرض فيها فيلم «جندي يحلم بالزنابق البيضاء»، وهو عنوان قصيدة محمود درويش الشهيرة، الذي صور بالتعاون مع محمود درويش. وكان الإخراج لتوريستين بلكسفجورد، كما نظمت رفيف زيادة ورشة عمل بعنوان «كيف تكتب شعرا مناضلاً».
أما من أفغانستان، فقد فشاركت اشكولا زادران ومينا إبراهيم خل، وساهرة شريف، وميرمان بشير في ندوة عن الشاعرات الأفغانيات، ودارت أيضا أمسية أخرى أسهم فيها سليم خان، وزاهد يولاه خا، وديلاور خان الذين تحدثوا عن تجاربهم تحت حكم طالبان.
وسيحتفل المهرجان عام 2017 بمرور 50 عاما على تأسيسه. وكان الشاعر البريطاني الراحل تيد هيوز وراء انطلاقته عام 1967.
دورة {باهتة} لمهرجان الشعر الدولي في العاصمة البريطانية
ركزت على قضايا الشرق الأوسط الملتهبة
دورة {باهتة} لمهرجان الشعر الدولي في العاصمة البريطانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة