في ثاني محطة له من جولته الأوروبية التي قادته سابقا إلى لندن وستقوده لاحقا إلى بروكسيل لغرض شرح الوضع في اليمن وما آل إليه سياسيا ودبلوماسيا وميدانيا، التقى وزير الخارجية اليمني رياض ياسين بعد ظهر أمس نظيره الفرنسي لوران فابيوس في مقر الوزارة وعرض معه التطورات والجهود الدولية الخاصة باليمن.
ووصفت مصادر دبلوماسية فرنسية تحدثت إليها «الشرق الأوسط» الاجتماع الذي هو الثاني من نوعه بين فابيوس وياسين «الأول عقد في الرياض أثناء زيارة الرئيس هولاند للسعودية في شهر مايو (أيار) الماضي بأنه (مهم) لأنه وفر الفرصة للتشاور في مسار الأزمة اليمنية وليعرض الوزير الفرنسي وجهة نظر بلاده من التطورات اليمنية. وبحسب مصادر فرنسية أخرى، فإن أهمية اللقاء تكمن في كونه قد تم قبل يومين فقط من الزيارة التي سيقوم بها فابيوس غدا الأربعاء إلى طهران والتي يريد أن يثير خلالها كل الأزمات الإقليمية الساخنة ومنها الأزمة اليمنية. وتريد باريس، وفق مصادرها، أن «تجس النبض» في طهران وأن ترى ما إذا كانت إيران تنوي أن تلعب دورا «إيجابيا» للمساعدة في تبريد الأزمات وإيجاد حلول سياسية لها بعد أن تم التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي مع مجموعة الست في 14 يوليو (تموز) الحالي. ومما سيثيره فابيوس الذي يعد أول وزير خارجية فرنسي يزور طهران منذ 13 عاما، الحرب في سوريا والأزمة الدستورية في لبنان والحرب على الإرهاب واليمن وأمن الخليج. ومنذ بدء العمليات العسكرية لدول التحالف، أعربت باريس عن دعمها لها واعتبرتها شرعية لأنها جاءت تلبية لطلب الحكومة الشرعية. وتحمل المصادر الفرنسية الطرف الحوثي ووراءه إيران مسؤولية انهيار العملية السياسية السابقة بسبب اجتياح الحوثيين لكل المناطق اليمنية وضربهم عرض الحائط الوساطة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
وأفادت المصادر الدبلوماسية أن فابيوس شدد على ثلاث نقاط رئيسية: الأولى تتناول الهدنة الإنسانية والثانية تتناول جهود الأمم المتحدة والثالثة تتناول الحل السياسي في اليمن. وبشأن النقطة الأولى، شدد الوزير الفرنسي على الحاجة إلى احترام الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها دول التحالف من طرف واحد والتي لا يبدو أن الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح يتعاطون معها بالجدية اللازمة حتى تكون فاعلة وتحقق أهدافها وهي توفير المساعدات الإنسانية لملايين اليمنيين.
أما في موضوع الجهود الدولية التي يقوم بها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ولد الشيخ أحمد بعد فشل مشاورات جنيف، فقد جددت باريس دعمها لجهود الأمم المتحدة ولمبعوث الأمين العام الساعي أولا إلى التوصل إلى هدنة دائمة وإعادة الأطراف المتقاتلة إلى طاولة المفاوضات. وذكرت المصادر الفرنسية بأن باريس صوتت لصالح القرار الدولي الصادر تحت الفصل السابع بتاريخ 14 أبريل (نيسان) والذي تتمسك به الشرعية اليمنية والأسرة الدولية أساسا للحل في اليمن. وكانت مصادر فرنسية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن مباحثات جنيف كانت يجب أن تؤدي إلى تحديد مسار وخارطة طريق لتنفيذ مضمون القرار الدولي.
وأخيرا، عرض الوزير الفرنسي موقف بلاده القائل بضرورة التوصل إلى حل سياسي في اليمن، مؤكدا دعم باريس لاستقرار اليمن وسلامة أراضيه.
وبعد ظهر اليوم الثلاثاء، يعقد رياض ياسين مؤتمرا صحافيا يعرض فيه نتائج محادثاته ويتناول فيه آخر تطورات الأزمة اليمنية.
فابيوس يلتقي ياسين في باريس.. وفرنسا تعلن تمسكها بوحدة اليمن واستقراره
مصادر مطلعة: أهمية اللقاء ينبع من كونه تم قبل يومين من زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى طهران
فابيوس يلتقي ياسين في باريس.. وفرنسا تعلن تمسكها بوحدة اليمن واستقراره
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة