أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في العراق، أمس، عن تحرير جامعة الأنبار في ضواحي الرمادي بالكامل، مشيرا إلى أنه تم رفع العلم العراقي فوق أبنية الجامعة.
وقال نائب قائد العمليات الخاصة التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب العميد عبد الأمير الخزرجي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت فجر اليوم (أمس)، من تحرير جامعة الأنبار بالكامل من سيطرة تنظيم داعش»، مشيرا إلى أن «تحرير جامعة الأنبار جاء بعد اشتباكات عنيفة استمرت لساعات».
وأضاف الخزرجي أن «الاشتباكات أدت إلى سقوط العشرات من عناصر (داعش) بين قتيل وجريح»، مشيرا إلى أن «القوات المحررة رفعت العلم العراقي فوق أبنية الجامعة، فيما باشرت فرق الجهد الهندسي على الفور برفع المتفجرات والعبوات الناسفة وفتح الطرق ومواصلة التقدم باتجاه حي التأميم وسط الرمادي الذي لا يبعد سوى كيلومترين عن مبنى الجامعة المحرر، على الرغم من تحصن مسلحي تنظيم داعش في 3 خنادق متداخلة بين الجامعة والحي».
من جهتها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الخزرجي قوله إن المواجهات التي وقعت أمس أسفرت عن مقتل 29 وجرح 15 من مسلحي التنظيم المتطرف وتدمير مركبتين تابعتين لهم.
بدوره، أكد قائمقام قضاء الرمادي دلف الكبيسي أن «القوات العراقية استطاعت تحرير جامعة الأنبار من عصابات (داعش) الإجرامية وفرض سيطرتها على جميع المباني».
وأشار إلى هروب عناصر في التنظيم بعد إلحاق خسائر مادية وبشرية كبيرة.
وقال صباح النعماني، المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب، إن «الجامعة تمثل معقلا مهما ومركز قيادة حيوي يستخدم من قبل قياديي (داعش) للتخطيط لجميع المعارك في أجزاء أخرى من الرمادي».
إلى ذلك، قال فالح العيساوي، نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، إن استعادة جامعة الأنبار تمت بدعم من غارات مكثفة من طيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وأضاف العيساوي لوكالة «رويترز»: «القوات الحكومية تكتيكيًا تفرض سيطرة كاملة على مجمع الجامعة واستغلت فرصة تقهقر مقاتلي (داعش) لتحقيق التقدم باتجاه حي التاميم في الجزء الجنوبي من الرمادي».
وأشار إلى أن ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران التي ترفض واشنطن التنسيق معها لم تشارك في عملية الجامعة.
في غضون ذلك، تحرك قوات عسكرية كبيرة إلى مناطق شرق الرمادي. وقال علي داود، رئيس المجلس البلدي في ناحية الخالدية، لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات عسكرية كبيرة تحركت من قاعدة الحبانية العسكرية (30 كلم شرق الرمادي)، إلى منطقة المضيق وحصيبة الشرقية والمحور الشرقي لمدينة الرمادي وصولاً إلى البوابة الرئيسية للمدينة». وأضاف داود أن «هذه القوات والتعزيزات العسكرية وصلت لدعم وإسناد القوات الأمنية في معاركهم ضد تنظيم داعش في المحور الشرقي لمدينة الرمادي».
وفور إعلان القوات الأمنية العراقية سيطرتها على مبنى جامعة الأنبار، شرعت القطعات العسكرية ضمن القاطع الشمالي الشرقي لمدينة الرمادي بشن سلسلة من الهجمات للتوغل داخل المدينة. وقال آمر لواء المغاوير في فرقة المشاة الثامنة في الجيش العراقي العميد الركن عادل مولان لـ«الشرق الأوسط» إن «القطعات العسكرية المدعومة بمقاتلي العشائر شرعت بشن عدة هجمات مباغتة في مناطق جزيرة الخالدية والسجارية ومنطقة جويبة ضمن القاطع الشمالي الشرقي لمدينة الرمادي في هجمات استهدفت وجود المسلحين والتوغل إلى داخل المدينة من أجل حسم معركة التحرير بشكل سريع»، وأكد مولان أن «تنفيذ القطعات العسكرية ضربات جوية ومدفعية ساهمت في تقدم القوات الأمنية صوب مناطق تمتد من منطقة الصديقية إلى منطقة الحميرة، وصولاً إلى تل المشيهد المحيطة بمدينة الرمادي وتحريرها من قبضة المسلحين».
وأفاد مصدر في قيادة عمليات الأنبار بأن المعارك أصبحت تجري بالقرب من معمل الزجاج جنوبي الرمادي بعد تطويقه فيما يتحصن داخله عدد من عناصر تنظيم داعش.
وأضاف أن «المعارك أصبحت بالقرب من ناظم الورار وسد الرمادي ومحيط معمل الزجاج، وإن الحصيلة الأولية لقتلى مسلحي تنظيم داعش في محيط معمل الزجاج بلغت أكثر من 20 عنصرا، فيما تم حرق وتدمير سبع عجلات».
ويأتي التقدم الذي حققته القوات العراقية بعد يومين من زيارة وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، الذي أكد خلال زيارته الخميس لبغداد استعداد بلاده «للقيام بالمزيد» في مواجهة المتطرفين. وأعلنت القوات العراقية في 13 يوليو (تموز) تكثيف عملياتها في الأنبار بهدف «تحرير» المحافظة، بدعم من ضربات جوية للائتلاف الدولي. ويسيطر المتطرفون على مناطق واسعة في محافظة الأنبار بينها مدن رئيسية مثل الرمادي والفلوجة، فيما تواصل قوات عراقية بدعم من التحالف الدولي تنفيذ عمليات لاستعادة السيطرة على المحافظة.
قوات جهاز مكافحة الإرهاب تعلن تحرير جامعة الأنبار من سيطرة «داعش»
تتقدم نحو حي التأميم وسط الرمادي حيث يتخندق المسلحون
قوات جهاز مكافحة الإرهاب تعلن تحرير جامعة الأنبار من سيطرة «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة