النظام السوري يشدد حصاره على الزبداني ويرفع وتيرة القصف الجوي في الجنوب والشمال

القوات الكردية تتقدم جنوب عين العرب وتحبط تفجيرين انتحاريين في تل أبيض

عناصر من المعارضة يعدون أسلحتهم قبل الهجوم على قوات النظام في الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق أمس (غيتي)
عناصر من المعارضة يعدون أسلحتهم قبل الهجوم على قوات النظام في الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق أمس (غيتي)
TT

النظام السوري يشدد حصاره على الزبداني ويرفع وتيرة القصف الجوي في الجنوب والشمال

عناصر من المعارضة يعدون أسلحتهم قبل الهجوم على قوات النظام في الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق أمس (غيتي)
عناصر من المعارضة يعدون أسلحتهم قبل الهجوم على قوات النظام في الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق أمس (غيتي)

على الرغم من اشتعال محاور المواجهة في كل المحافظات والمدن السورية، لا يزال النظام السوري ومعه «حزب الله» اللبناني يعطيان الأولوية للمعركة في الزبداني التي اقتربت من اختتام أسبوعها الرابع، عبر تشديد الحصار عليها والاستمرار في قصفها جوا بالبراميل المتفجرة، وبرا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.
«المرصد السوري لحقوق الإنسان» أعلن أمس أن الطيران الحربي السوري شنّ تسع غارات على عدد من مناطق المدينة، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين الفرقة الرابعة وحزب الله من جهة والفصائل الإسلامية ومسلحين محليين من جهة أخرى في المدينة.
ولم يكن الوضع في محافظة درعا أقل حماوة، إذ نفّذ طيران النظام السوري أمس 16 غارة على أحياء مدينة درعا، مركز المحافظة، استهدفت مناطق سيطرة فصائل المعارضة، وترافقت الغارات الجوية مع قصف مدفعي وصاروخي لهذه المناطق، بينما ردّت المعارضة باستهداف مواقع قوات النظام في مدينة درعا أيضا، وسط أنباء عن سقوط خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية والمسلحين الموالين لها. كذلك دارت اشتباكات بين قوات الأسد، والفصائل المسلحة في محيط بلدة عتمان، وسط قصف جوي على البلدة. أما بلدتا خراب الشحم وغرز القريبتان من درعا، فاستهدفهما الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة. وأدى قصف البراميل على بلدة اليادودة إلى مقتل 9 أشخاص بينهم رئيس المجلس المحلي في البلدة وخمسة أطفال دون سن الـ18 وامرأة واحدة.
أما في ريف محافظة القنيطرة، فقد أكد ناشطون أن «القوات النظامية قصفت بالمدفعية الثقيلة مناطق في بلدتي الصمدانية الغربية والحميدية في ريف القنيطرة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، في حين قتل عنصر من ميليشيا (الدفاع الوطني) الموالية للنظام إثر سقوط قذيفة أطلقتها الفصائل الإسلامية على منطقة في بلدة حضر بريف القنيطرة الشمالي».
في هذه الأثناء، حافظ العنف على وتيرته المرتفعة على جبهات الشمال السوري، وأعلن موقع «الدرر الشامية» الإخباري المعارض أن الطيران الحربي التابع لنظام الأسد شن أمس حملة جوية شرسة على المناطق المحررة في ريف محافظة إدلب. وذكر أن «الطيران نفذ أكثر من 15 غارة جوية منذ الصباح الباكر على ريف إدلب، حيث قصف بلدات كنصفرة والبارة وبليون في جبل الزاوية، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات بشرية، واقتصر الأمر على خسائر مادية. وفي الوقت نفسه، استهدف الطيران الحربي بلدة جرجناز في ريف معرة النعمان، مما أدى لإصابة عدة أشخاص بجراح». كما أشار إلى أن «النظام قصف ريف إدلب بالطيران الحربي والمروحي انتقامًا لجنوده المحاصرين في بلدتَي كفريا والفوعة الشيعيتين». ويأتي هذا التصعيد غداة المجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات الأسد أول من أمس نتيجة استهدافها قرية كفرموس في شحشبو بريف إدلب الجنوبي بالصواريخ الفراغية، وراح ضحيتها ثمانية أشخاص من عائلة واحدة.
وفي محافظة اللاذقية، نفذ الطيران الحربي النظامي ما لا يقل عن 6 غارات على بلدات وقرى الزويك والدويركة وساقية الكرت بجبل الأكراد ومناطق أخرى في جبل التركمان في الريف الشمالي للمحافظة، في حين استعرت الاشتباكات بين مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة، وقوات النظام مدعومة بميليشيا «الدفاع الوطني» والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في محيط منطقة تل جورة الماء بجبل التركمان. وتحدثت مصادر ميدانية عن «تقدم مقاتلي الفصائل الإسلامية وسيطرتهم على منطقة كانت تسيطر عليها قوات النظام».
إلى ذلك، أفادت وكالة «آرا نيوز» التي تهتم بشؤون الأكراد، بأن «القوات المشتركة الكردية حققت ليل الجمعة وصباح السبت تقدما جديدا جنوب مدينة عين العرب (كوباني) بمحافظة حلب شمال سوريا، فيما أحبطت تفجيرين انتحاريين في مدينة تل أبيض بمحافظة الرقة شمال شرقي سوريا». وقالت الوكالة «إن القوات المشتركة سيطرت بالكامل على قرية مغربتين والتلال المحيطة بها جنوب بلدة صرين، ودخلت صباح السبت قرية ملحة، لتستكمل بذلك حصارها من جديد على البلدة من ثلاث جهات، حيث بقي لتنظيم داعش منفذ الفرات فقط من جهة الغرب»، مؤكدة أن «طائرات التحالف رفعت من وتيرة غاراتها على البلدة ومحيطها خلال الأيام الماضية بشكل كبير، إذ وصلت إلى أكثر من 20 غارة كمعدل يومي». وأشارت الوكالة الكردية إلى أن «مدينة تل أبيض شهدت ظهر السبت (أمس) تفجير وحدات حماية الشعب (الكردية) لسيارتين مفخختين بعدما وصلت إليها معلومات مسبقة عن تجهيزهما بالمتفجرات». وأضافت أن «السيارتين المفخختين يقودهما انتحاريان من (داعش)، انفجرتا عند المداخل الجنوبية الغربية للمدينة من جهة عين العروس، بعد أن قامت القوات الكردية باستهدافهما من بعيد».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.