الحكومة المغربية تصادق على القوانين المنظمة للانتخابات المقبلة

خصصت حصة للنساء لا تقل عن ثلث مقاعد مجالس البلديات

نواب مغاربة يستمعون إلى رئيس الوزراء عبد الأله ابن كيران في البرلمان (غيتي)
نواب مغاربة يستمعون إلى رئيس الوزراء عبد الأله ابن كيران في البرلمان (غيتي)
TT

الحكومة المغربية تصادق على القوانين المنظمة للانتخابات المقبلة

نواب مغاربة يستمعون إلى رئيس الوزراء عبد الأله ابن كيران في البرلمان (غيتي)
نواب مغاربة يستمعون إلى رئيس الوزراء عبد الأله ابن كيران في البرلمان (غيتي)

صادقت الحكومة المغربية على حزمة القوانين المنظمة للانتخابات المقبلة، والمتعلقة بانتخاب أعضاء البلديات ومجالس الجماعات والمقاطعات، ومجالس الجهات (المناطق)، ومجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان).
وأكد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، خلال اجتماع مجلس الحكومة الذي صادق على القوانين، أن الاستحقاقات الانتخابية المقبلة ستجري في وقتها المحدد، مشيرا إلى أنه «لا مجال لأي تردد وأي مراجعة لآجال هذه الانتخابات، ونحن نشتغل في إطار من الجدية والحزم حتى تنجح بلادنا في هذا الاستحقاق الانتخابي النوعي والمتقدم».
يذكر أنه سبق للحكومة أن قررت تأجيل الانتخابات البلدية من يونيو (حزيران) إلى سبتمبر (أيلول). وأمام تأخر اعتماد القوانين المنظمة للانتخابات توقعت بعض الأوساط، خاصة المعارضة، إمكانية تأخيرها مجددا.
وردا على هذه التكهنات، قال ابن كيران: «إن الحكومة سائرة في الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها، وترفض أن ينوب عنها غيرها في تحديد تواريخ الانتخابات»، مضيفا: «إننا كحكومة وبعد أن نأخذ بكل الشروط والتحضيرات، نفوض أمرنا للعلي القدير من أجل النجاح في كل ما نسعى إليه».
وصادق مجلس الحكومة على خمسة مشاريع قوانين، يتعلق الأول بتحديد عدد الأعضاء الواجب انتخابهم في مجلس كل جهة (منطقة)، وتوزيع عدد المقاعد على العمالات (محافظات) والأقاليم وعمالات المقاطعات المكونة لكل جهة، وكذا توزيع المقاعد بين الجزء الأول (مفتوح للرجال والنساء)، والجزء الثاني المخصص للنساء بكل عمالة (محافظة) أو إقليم أو عمالة مقاطعات، وتوزيع المقاعد بين العمالات والأقاليم على صعيد كل جهة، مع الأخذ بعين الاعتبار معيار عدد السكان، وكذا ضرورة احترام مبدأ الإنصاف الترابي على مستوى الوحدات الإقليمية المكونة لكل جهة. كما حدد القانون الحد الأدنى للحصة المخصصة للنساء في 33 في المائة من المقاعد، على الأقل في مجالس البلديات والمحافظات والمناطق.
أما مشروع القانون الثاني فيتعلق بتحديد عدد المقاطعات وحدودها الجغرافية وأسمائها، وعدد أعضاء المجلس الجماعي ومستشاري المقاطعة الواجب انتخابهم في كل مقاطعة، فيما تعلق المشروع الثالث بتحديد الأماكن الخاصة بتعليق الإعلانات الانتخابية، وكذلك التي يمنع فيها تعليق هذه الإعلانات، كأماكن العبادة وملحقاتها والأضرحة والزوايا، وأسوار المقابر والمباني الحكومية والمرافق العمومية، والفضاءات الداخلية للجامعات والكليات ومرافقها، والمعاهد والمآثر التاريخية والأسوار العتيقة، ومحطات الربط بشبكة الهاتف الجوال وأعمدة التشوير الطرقي، واللوحات الإشهارية التجارية والأشجار.
كما يبين هذا المشروع أشكال الإعلانات الانتخابية والحجم الأقصى للإعلانات، مع وضع ضوابط تهم على وجه الخصوص الإعلانات المعدة في شكل لافتات. وفيما يخص مضمون الإعلانات الانتخابية، فإن مشروع القانون وضح البيانات التي يمكن للمترشحين تضمينها في الإعلانات المذكورة.
أما القانون الرابع فيتعلق بتأليف الهيئة الناخبة لممثلي المنظمات المهنية للمشغلين الأكثر تمثيلية المدعوة للمشاركة في انتخاب أعضاء مجلس المستشارين. ويحدد هذا المشروع الشروط والمعايير المطلوبة لتصنيف المنظمات المهنية للمشغلين ضمن المنظمات المهنية للمشغلين الأكثر تمثيلية، والتي ستكون مؤهلة عن طريق ممثليها للمشاركة في انتخاب أعضاء مجلس المستشارين. ولهذه الغاية يقترح هذا المشروع، علاوة على وجود المنظمات المهنية المعنية في وضعية سليمة تجاه القوانين والأنظمة الحالي بها العمل واشتغالها طبقا للمبادئ الديمقراطية، اعتماد معياري عدد مناصب الشغل والرقم الإجمالي للمعاملات على مستوى الجهات التابعة لكل دائرة انتخابية معنية. ولتحديد قائمة المنظمات المهنية للمشغلين الأكثر تمثيلية على المستوى الجهوي، يحيل المشروع على مرسوم يتخذ باقتراح من وزير الداخلية في هذا الشأن وينشر في الجريدة الرسمية.
أما بخصوص كيفية تحديد عدد أعضاء الهيئة الناخبة بالنسبة للجهات التابعة لكل دائرة انتخابية، فإن المشروع يأخذ بعين الاعتبار عدد المنخرطين ومناصب الشغل، وكذا الرقم الإجمالي للمعاملات المنجز من قبل المنخرطين على المستوى الجهوي. فيما تعلق مشروع القانون الخامس بتحديد المنظمات المهنية للمشغلين الأكثر تمثيلية المدعوة للمشاركة في انتخاب أعضاء مجلس المستشارين، وفقا للمعايير القانونية المعتمدة في هذا الصدد، والتي تنطبق على الاتحاد العام لمقاولات المغرب، حسب بيان صادر عن مجلس الحكومة.
وفي موضوع ذي صلة، أصدر المجلس الأعلى للاتصال المسموع المرئي توصية للقنوات التلفزيونية والإذاعات المغربية يدعوها إلى «الالتزام بقواعد الممارسة المهنية ومبادئ الحياد والنزاهة والتوازن والموضوعية والتعددية خلال هذه الاستحقاقات الانتخابية».
وأشارت التوصية إلى أن وسائل الإعلام «تتمتع بالاستقلالية والحرية التحريرية في تغطية الانتخابات، وتتحمل كامل المسؤولية عن تلك التغطية، طبقا للمقتضيات التشريعية والتنظيمية الحالي بها العمل»، مبرزة في هذا الصدد أن هذه الوسائل تضمن التمييز بوضوح بين الخبر والرأي، وتحرص في إطار ضمان الحق في الإخبار على جعل المعلومة متاحة لسائر فئات المجتمع. كما تلتزم وسائل الاتصال المسموع المرئي بمقتضى التوصية، بالتحكم في ما تذيعه أو تبثه طيلة الفترة الانتخابية.
وفي هذا الإطار شددت التوصية على ضرورة التزام القنوات التلفزيونية والإذاعية بعدم بث «كل برنامج يمكن أن يتضمن أخبارا كاذبة أو مضللة أو أقوالا تكتسي طابع القذف، أو السب أو الإهانة، أو كل برنامج يمكن أن يؤثر، بحكم محتواه أو شكله، على السير العادي للفترة الانتخابية»، مع الحرص على عدم فصل تدخلات المترشحين والمترشحات، وممثلات وممثلي الأحزاب السياسية عن سياقها وألا يحرف معناها. كما تضمنت التوصية الكثير من التوجيهات والتحذيرات، منها عدم استضافة الحرص على ضمان حياد الخبراء الذين يشاركون في البرامج، وتجنب إشراك منتمين ومسؤولين حزبيين مرشحين في البرامج الهادفة إلى الحث على المشاركة في الانتخابات، والامتناع عن بث برامج التحريض على العنف والكراهية والعنصرية، ودعوات جمع الأموال والتبرعات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».