دي ميستورا في دمشق لاستكمال ملفه قبل تقديمه للأمم المتحدة

المبعوث الأممي تسلم 5 خرائط طريق من أطياف المعارضة

دي ميستورا في دمشق لاستكمال ملفه قبل تقديمه للأمم المتحدة
TT

دي ميستورا في دمشق لاستكمال ملفه قبل تقديمه للأمم المتحدة

دي ميستورا في دمشق لاستكمال ملفه قبل تقديمه للأمم المتحدة

وصل فيه المبعوث الأممي الخاص إلى بيروت أمس (الأربعاء) قادما من طهران عن طريق إسطنبول، ومن المقرر أن يغادر إلى سوريا برًا للقاء مسؤولين في دمشق، اليوم، ليبحث معهم تطورات الوضع في إطار المهمة الدولية المكلف بها.
ومن المتوقع أن يجري دي ميستورا في دمشق محادثات مع مسؤولين سوريين في النظام السوري، وأطياف المعارضة الداخلية وناشطين مدنيين.
ويبدأ دي ميستورا زيارته لدمشق، بعد جولة له على عدد من الدول، أبرزها مصر والأردن، حيث التقى عددًا من ممثلي المعارضة السياسية والعسكرية في البلدين.
ووفق مصادر أوروبية مواكبة للملف السوري، فإن التقرير الذي يعتزم المبعوث الأممي تقديمه إلى الأمم المتحدة نهاية الشهر الحالي يستند إلى إعلان جنيف، مع تعديلات تستند في جزء منها إلى خريطة طريق وضعتها أطراف من المعارضة السورية، ورجّحت أن يقترح المبعوث الأممي إضافة بنود إلزامية لتطبيق الاقتراحات بضمانة الدول الكبرى.
وقالت المصادر لوكالة «آكي» الإيطالية، إن «دي ميستورا سيقدّم تقييمه للوضع السوري واقتراحات للحل السياسي في خلاصة مشاوراته»، التي بدأها في الخامس من مايو (أيار) الماضي. ونفت أن يقدّم اقتراحات جزئية، مرجّحة أن تكون لديه «رؤية كاملة» لخطوات يمكن أن تحصل على تأييد عربي وإقليمي ودولي.
وأكدت أن المبعوث الأممي «تسلم ما لا يقل عن خمس خرائط طريق من المعارضات السورية المختلفة، جميعها يتقاطع بـ90 في المائة من الرؤى، وبعضها مكتمل قانونيًا ويراعي القوانين والأعراف الدولية والسيادة، وبعضها بحاجة لإعادة نظر ولمراجعة قانونية، لكن الخلافات بالنتيجة بسيطة، وربما سيأخذ المبعوث الأممي بأكثرها اكتمالاً»، على حد وصفها.
وأكدت أن «المبعوث الأممي يعي أن أي اقتراحات أو خريطة طريق لا تحوي بنودًا إلزامية للتطبيق بضمانة الدول الكبرى لن يُكتب لها النجاح، وبالتالي من المنطقي أن يشير إلى بنود مُلزمة من ميثاق الأمم المتحدة كضمانة للتنفيذ».
ونقلت صحيفة «الوطن» القريبة من النظام السوري، أن المبعوث الأممي «طلب من معارضة الخارج التحضير لـ(جنيف3) وتحديد الوفود المشاركة وعددها، بحيث تمثل مختلف أطياف المعارضة في الداخل والخارج مع منظمات المجتمع المدني»، دون ذكر موعد معين للمؤتمر المعني.
وكان من المفترض أن يُقدّم دي ميستورا تقريره للأمم المتحدة نهاية يونيو (حزيران) الماضي بعد أن يُنهي مشاورات منفصلة مع أطراف النزاع السوري (النظام والمعارضة السورية وممثلو المجتمع المدني وخبراء، فضلا عن ممثلي الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة السورية)، لكن تم تأجيل موعد تقديم التقرير وتمديد فترة المشاورات لنهاية يوليو (تموز) الحالي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.