النمسا.. وجهة المرح العائلي

مناظرها الآسرة ترافقك أينما توجهت

روعة في الطبيعة
روعة في الطبيعة
TT

النمسا.. وجهة المرح العائلي

روعة في الطبيعة
روعة في الطبيعة

عند زيارتك النمسا، سوف يرافقك الجمال أينما كنت وتوجهت؛ فهذا البلد يزخر بلوحات طبيعية جميلة ومشاهد بانورامية تخطف الأبصار، وهذا ليس بغريب على النمسا التي تزخر بمساحات خضراء شاسعة ومتنزهات قل نظيرها، حيث يوجد فيها طيف واسع من المتنزهات التي تضفي على البلاد بعدًا جماليًا متميزًا، وتجعل منها وجهة مثلى لعشاق التنزه في الهواء الطلق من جميع أنحاء العالم. ومع ما تتميز به مدن النمسا المختلفة من مزيج متناغم من العناصر الجمالية، يتحول هذا البلد إلى مقصد مثالي للعائلات والأطفال الآتين من كل أنحاء العالم.
فإذا أردنا التوقف مثلاً عند مدينة إنسبروك، فسيجد المرء نفسه في بيئة تتميز بمزيج خلاب يجمع بين طبيعة الألب الوعرة ونمط الحياة المدني العصري.. ففيها يمكن للأطفال القيام بكثير من النشاطات كممارسة رياضة التزلج على الزلاجات الجماعية وغيرها. وتضم هذه المدينة الآسرة حديقة حيوانات تقع على ارتفاع 750 مترًا، حيث يمكن رؤية أكثر من ألفي حيوان، وما يزيد على 150 نوعًا من الحيوانات الألبية. ويوجد في المنطقة الواقعة فوق محطة التليفريك العليا أيضا كثير من وجهات الجذب السياحي المناسبة للأطفال، وكل أفراد العائلة، لعل أبرزها «المياه السحرية» و«البيوت الخشبية» وملعب المغامرات، وقرية خيام الهنود الحمر. باستطاعة الأطفال اللعب والقيام بمختلف الأعمال الحرفية والاستمتاع بألعاب «فن فور كيدز» الأولمبية. وباستطاعة الأطفال الأكبر سنًا تمضية الوقت في ديسكو «كيدي»، ولعب الكرة الطائرة من نوع «سن سبلاش» في وقت متأخر من الليل.
وعلى بعد 25 كيلومترًا شمال غربي مدينة إنسبروك تقع المنطقة الأولمبية «زيفيلد» وتستقر على هضبة عالية محاطة بسلاسل جبلية مهيبة. وتنتمي «زيفيلد» إلى 12 منتجعًا كلاسيكيًا في جبال الألب، التي تعد بلا منازع «أفضل مجموعة في جبال الألب».
ولعل المشي على طريق «مضيق الأشباح» (غايستر كلَم) هو أشبه بالخروج من قصة خيالية. ويؤدي طريق «غوبلن»، البالغ طوله 1900 متر، إلى «مضيق لويتاش». على طول هذه الطريق، تخبرنا «غوبلن»، وهي تماثيل صغيرة على هيئة بشر، عن جيولوجيا المنطقة. وفي نهاية الممر الضيق، وبالقرب من مدينة ميتينفالد، يؤدي طريق الشلال البالغ طوله مائتي متر إلى شلال يبلغ ارتفاعه 23 مترًا.
ومن الأماكن الأخرى الجديرة بالزيارة لكل أفراد العائلة، منجم الملح الواقع في جبل دورنبيرغ بالقرب من قرية هالاين، التي تبعد مسافة 20 كيلومترا فقط عن مدينة سالزبورغ. ولعل الآثار الماثلة هنا لخير دليل على أن السلتيين كانوا يستخرجون الملح منذ أكثر من 2.500 عام خلت. ويعد منجم الأملاح هذا أقدم منجم في العالم يُسمح بدخول الزوار إليه. ولا ريب في أن زيارتك لهذا المكان العجيب ستكون بمثابة دعوة حقيقية للبحث عن الكنز، حيث ستمشي في أنفاق المنجم القديمة لكيلومترات عدة لتصل في نهاية المطاف إلى أطلال ذلك الجبل الغامض. ولا شك أن القيام برحلة قصيرة على متن قارب في البحيرة المالحة القابعة في قلب الجبل، والنزول بممرات عمال المنجم المنزلقة، يمثلان متعة لا توصف.
أما عالم العجائب المائية وشلالات «كريمل» فهي بالتأكيد وجهة لا ينبغي تفويت زيارتها. وتمثل زيارة «مركز العوالم المائية المدهشة» نقطة البداية لزيارة شلالات «كريمل»، التي تعد الأعلى في أوروبا؛ إذ يحظى هذا المركز بأهمية خاصة، وذلك بفضل المبنى الحديث الخالي من العوائق والمتميز بإطلالته المميزة على شلالات أوروبا الوسطى الأكثر ارتفاعًا، وتصميمه الفريد.
يكمن قلب «العوالم المائية المدهشة» الجديد في «مركز الشلال» الحديث، وقد جهز بكثير من العناصر السمعية والبصرية والوسائط المتعددة. ويقدم معرض «البيت المائي»، «النشاطات المائية المدهشة» في الهواء الطلق، وشلالات «كريمل»، فرصة مثالية أمام الأطفال لاستكشاف الحياة المائية بطريقة ممتعة ومسلية. إنها بحق متعة حقيقية وتجربة لا مثيل لها لكل أفراد العائلة.
كما تكمن الإثارة الحقيقية عند زيارة حديقة حيوانات شونبرون؛ إذ تعد بلا منازع أقدم حديقة حيوانات في العالم، وهي تقف مثالاً حيًا على روعة الهندسة المعمارية في عصر الباروك (أسلوب أوروبي في الهندسة المعمارية والموسيقى والفن يعود إلى القرنين الـ17 والـ18 ويتسم بتفاصيل مزخرفة ومنمقة). واليوم تصنف هذه الحديقة ضمن أكثر حدائق الحيوانات حداثة في ما يتعلق بتربية الحيوانات والبحث العلمي.
وفي 14 يوليو (تموز) من عام 1906، ولد فيل هنا، وهي المرة الأولى على الإطلاق التي يحدث فيها مثل هذا الأمر في حديقة حيوانات. فحتى ذلك الحين كان علماء الحيوان يعتقدون أن الفيلة لا تستطيع أن تتكاثر في الأسر. واليوم يجد المرء حيوانات صغيرة كثيرة ليس فقط في قفص الفيلة، إنما أيضا عند النمور والفهود والدب القطبي والزرافات. وتكمن المتعة الحقيقية هنا في الذهاب في جولة خاصة لاستكشاف أغوار الحديقة ومراقبة الحيوانات الغريبة خلال الليل، وذلك برفقة دليل سياحي، وباستخدام مناظير تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
وفي النمسا، لا ينبغي على محبي النشاطات في الهواء الطلق التسلق دائمًا إلى أعلى جبل لمشاهدة إطلالة جيدة في النمسا؛ فمدينة فيينا مثلاً توفر بعضًا من أفضل الإطلالات البانورامية، كما هي الحال مع أقدم دولاب للملاهي «دولاب فيريس العملاق» في أوروبا الذي تم تشييده في عام 1898، ليكون بمثابة علامة فارقة في متنزه «براتر» الترفيهي. وتمثل إحدى جولات دولاب الملاهي العملاق المتفرد في متنزه «براتر» الترفيهي الخيار الأكثر متعة ورومانسية على الإطلاق، حيث يأخذ هذا الدولاب زواره إلى ارتفاع يصل إلى 60 مترًا. ومن هناك سيوقن المشاهدون أن 50 في المائة من منطقة العاصمة فيينا مغطاة باللون الأخضر.
ويعد متنزه «براتر» بحد ذاته واحدًا من أكثر المواقع خضرة، كما أنه يضم بركًا وممرات تزينها أشجار الكستناء، بالإضافة إلى قطار الملاهي الأفعواني، ومتحف «مدام توسو» للتماثيل الشمعية. وبمساحته التي تبلغ 65 مليون قدم مربعة، يتفوق متنزه «براتر» على نظيره متنزه «سنترال بارك» في نيويورك.
ولكن لا يمكن التحدث عن جمال النمسا الطبيعي دون التوقف مطولاً عند طريق أعالي جبال الألب «جروسجلوكنر»، فهو أجمل طريقة للتمتع بمشاهد تحبس الأنفاس، وخوض تجربة طبيعية متفردة؛ حيث يمر من أمام أعلى جبل في النمسا إلى قلب حديقة «هوه تاورن» الوطنية.. فعبر نحو 36 منعطفًا، يقودك ذلك الطريق إلى ارتفاع يناهز 2.571 متر، لينتهي بك المطاف عند أطول نهر جليدي في جبال الألب الشرقية، ألا وهو «باستيرز». يوفر هذا النهر الجليدي الأطول في جبال الألب الشرقية نقاطًا تتيح فرصة اختبار الجليد. فمن النادر أن تكون قريبًا من هذا العالم الساحر. وعلى طول طريق «جروسجلوكنر» هناك قمم جبلية ومناظر مذهلة. ومن قمة «إيدل فايس شبيتسه»، وهي أعلى نقطة في النمسا يمكن الوصول إليها بالسيارة، يمكن مشاهدة أكثر من 30 قمة تتربع على ارتفاع 3 آلاف متر.
وتُعرف قرية زيفيلد الألبية بإطلالاتها البانورامية وهوائها النقي وأنسامها العليلة ومحيطها الجميل، فقد حباها الخالق بمزايا عدة، لعل من أهمها موقعها أمام سلسلة من الجبال البهية، التي تضفي على المكان بعدًا جماليًا آسرًا. سوف تأخذك عربات التليفريك في منطقة «روسهوته» إلى ارتفاع ألفي متر خلال دقائق معدودة، لتثري مخيلتك بطيف واسع من الإطلالات البانورامية المثيرة. فقمة الجبل «هيرميله كوبف»، التي تتربع على ارتفاع 2050 مترا، بمثابة إطلالة مثالية على المشاهد الآسرة في الأسفل، وهي كذلك نقطة الانطلاق لنزهة على الأقدام وممارسة رياضة التسلق في فصل الصيف. وعلى ارتفاع 1.760 متر توجد في «روسهوته» شرفة مشمسة وحديقة ألعاب خاصة بالأطفال، فضلاً عن مطعم وممرات للقيام بنزهة على الأقدام.
وتتمثل إحدى ميزات المنطقة أيضا في «التكييف الطبيعي»، وذلك بسبب موقعها في الجبال على ارتفاع 1.200 متر عن مستوى البحر، وذلك يفضي بدوره إلى طقس معتدل من جانب، وإتحاف الزائر لهذا المكان بطيف واسع من المشاهد البانورامية، من جانب آخر.
كما تشتهر مدينة إنسبروك، التي تقع وسط جبال الألب، بأنها المكان الوحيد في العالم، الذي يمكنك من خلاله التسوق في مركز مدينة تاريخي يعود للقرون الوسطى، والانتقال منه خلال 20 دقيقة فقط إلى مطعم جبلي يقع على ارتفاع ألفي متر. وهناك، بإمكانك الاستمتاع باحتساء بعض القهوة، وأنت تتأمل تلك الإطلالات البانورامية على جبال الألب. كل ما تحتاج فعله هو ركوب ذلك التليفريك المُسمى «نوردكيتينبان»، الذي صممته المهندسة المعمارية المعروفة «زها حديد». وبما أن إنسبروك هي المكان الوحيد في العالم الذي استضاف الألعاب الأولمبية الشتوية مرتين، فبإمكانك أن تتوقع مشاهدة مناظر مذهلة حقًا هناك.

* طريق أعالي جبال الألب «جروسجلوكنر» هو أجمل طريقة للتمتع بمشاهد تحبس الأنفاس وخوض تجربة طبيعية متفردة، حيث يمر من أمام أعلى جبل في النمسا إلى قلب حديقة «هوه تاورن» الوطنية. وعلى طول طريق «جروسجلوكنر» هناك قمم جبلية ومناظر مذهلة. ومن قمة «إيدل فايس شبيتسه»، وهي أعلى نقطة في النمسا يمكن الوصول إليها بالسيارة، يمكن مشاهدة أكثر من 30 قمة تتربع على ارتفاع 3 آلاف متر.
* تشتهر مدينة إنسبروك، التي تقع وسط جبال الألب، بأنها المكان الوحيد في العالم، الذي يمكنك من خلاله التسوق في مركز مدينة تاريخي يعود للقرون الوسطى، والانتقال منه خلال 20 دقيقة فقط إلى مطعم جبلي يقع على ارتفاع ألفي متر، وذلك بفضل تليفريك «نوردكيتينبان»، الذي صممته المهندسة المعمارية المعروفة زها حديد.
* تزخر النمسا بكثير من مصادر المياه العذبة؛ إذ تضم في ربوعها ما يربو على 5 آلاف بحيرة تعرف بأنها تحوي أعذب المياه الصالحة للشرب في العالم. وتجذب البحيرات في فصل الصيف عددًا لا يحصى من سكان النمسا وزوارها على السواء. كما تغص النمسا بكثير من الأنهار الجليدية، وتضم أيضا أكبر كهف ثلجي في العالم، وأعلى شلالات في أوروبا. ويمكن للزوار رؤية كثير من تلك العوالم المدهشة للبحيرات والمياه العذبة المذهلة والآسرة في مواقع عدة من البلاد، ويتم ذلك غالبًا عبر الإبحار على متن أحد القوارب في رحلة لاستكشاف إحدى هذه البحيرات، أو من خلال التوجه إلى المناطق التي تغص بالشلالات، أو التمتع برؤية المياه المتجمدة في أحد الأنهار الجليدية المنتشرة في أنحاء البلاد.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».