المقاومة الجنوبية تسيطر على مثلث العند أهم معاقل الحوثيين وصالح

المتحدث باسم جبهة «قاعدة العند» يكشف لـ «الشرق الأوسط» عن أسر العشرات من ميليشيا التمرد

أحد عناصر المقاومة الشعبية يجلس قرب قاعدة العند الجوية في محافظة لحج الجنوبية (غيتي)
أحد عناصر المقاومة الشعبية يجلس قرب قاعدة العند الجوية في محافظة لحج الجنوبية (غيتي)
TT

المقاومة الجنوبية تسيطر على مثلث العند أهم معاقل الحوثيين وصالح

أحد عناصر المقاومة الشعبية يجلس قرب قاعدة العند الجوية في محافظة لحج الجنوبية (غيتي)
أحد عناصر المقاومة الشعبية يجلس قرب قاعدة العند الجوية في محافظة لحج الجنوبية (غيتي)

سيطرت القوات الموالية لهادي وقوات المقاومة الشعبية في محافظتي الضالع وعدن على مثلث العند وهو مفترق طرق يربط بين ردفان والضالع وتعز ولحج بعدن، وجاءت السيطرة عليه في سياق التحضيرات الحالية لتحرير قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن المثلث.
وقال مصدر في المقاومة الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» بأن رجال المقاومة سيطروا على المثلث عقب اشتباكات استمرت لساعات، وأضاف أن المقاومة سيطرت على الموقع ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ والمتحكم بكامل الحركة من وإلى محافظات عدن ولحج وتعز والضالع وتسعى المقاومة للسيطرة على قاعدة العند الجوية التي تعد أهم قاعدة عسكرية في جنوب اليمن. وتعتبر القاعدة العسكرية هذه أهم معاقل الحوثيين وصالح المتبقية في المنطقة وهي القاعدة الجوية الأكبر في اليمن والأهم في المنطقة.
وبعد تقدم المقاومة في عدن بإسناد من التحالف في عملية «السهم الذهبي» اتجهت الأنظار إلى معركة قاعدة العند العسكرية الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترًا شمال عدن، والتي تتبع إداريًا لمحافظة لحج.
يقول المتحدث باسم جبهة قاعدة العند قائد نصر لـ«الشرق الأوسط» بأن مقاتلي جبهة العند تمكنوا من السيطرة على الخط العام الرابط بين محافظتي عدن ولحج جنوبا، ومحافظة تعز شمالا، وتحديدا على منطقة عقان شمال قاعدة العند وقطع الإمدادات التي كانت تصل إلى ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع من قوات الحرس الجمهوري المتمردة والتي كانت تتدفق إليهم عبر هذا الخط الحيوي من تعز إلى عدن ولحج.
وأضاف أن المقاومين فرضوا سيطرتهم المطلقة على هذا الخط الهام مؤكدا في الوقت ذاته أن مسلحي الميليشيات المتمردة باتت محاصرة تماما. وأشار إلى سيطرة المقاومة في منطقة عقان على أربع نقاط تفتيش كانت تتمركز بها الميليشيات وتقوم بممارسات عنجهية تجاه السكان في منطقة كرش وعقان والمسيمير وكذا نحو المسافرين المارين في الطريق الرئيسي علاوة على منع مرور معظم المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والدوائية الخاصة بالتجار والسكان في المسيمير وردفان.
وأكد المتحدث أن معارك عنيفة دارت الأيام الثلاثة الماضية بين المقاومة وميليشيات الحوثي وصالح في جبهة نخيلة في أطراف ردفان الغربية والقريبة من معسكر لبوزة ولفت إلى أن المعارك اشتدت منذ ساعات فجر أول أيام عيد الفطر المبارك حتى اللحظة، وخلال هذه المعارك في النخيلة تمكن مقاتلو المقاومة من التقدم والسيطرة على ثلاثة مرتفعات جبلية كانت تسيطر عليها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح منذ منتصف يونيو (حزيران) الفائت واستولى رجال المقاومة على عتاد عسكري تركته الميليشيات المنسحبة من المكان، كما عثر رجال المقاومة على 8 جثث للميليشيات.
ونوه نصر الردفاني إلى أن تقدم المقاومة تزامن مع غارات شنها طيران التحالف الذي نفذ عدة غارات جوية ناجحة في العند وكرش ومعسكر لبوزة وفي مناطق غرب معسكر العند واستهدفت آليات ومعدات قتالية تستخدمها ميليشيات الحوثي وصالح.
وأفاد بوقوع 47 أسيرا من ميليشيات الحوثي وصالح بيد رجال المقاومة خلال معارك المواجهات يوم العيد وأول من أمس السبت، وأبان أن من بين هؤلاء الأسرى ضباطا في الحرس الجمهوري في جبهة ردفان العند ومن هؤلاء الأسرى نحو 40 أسيرا من جبهة الحرور شرق عدن والذين قبض عليهم أثناء هروبهم من محافظتي عدن وأبين.
وأشار إلى أن يوم السبت الماضي أسرت المقاومة في جبهة العند ثلاثة عسكريين في الحرس الجمهوري والذين أدلوا باعترافاتهم أمام العميد الركن ثابت جواس قائد جبهات العند بالتغرير بهم للمشاركة في هذه الحرب والبعض منهم أجبر على القتال وكان العميد جواس قد طمأنهم وبالتعامل معهم معاملة أسرى حرب وفق تعاليم الإسلام الحنيف والقوانين الأممية رغم معاملة ميليشيات الحوثيين والمخلوع غير الإنسانية بحق المعتقلين لديهم من المواطنين العزل والمقاومين الأسرى لديهم والذين استخدمتهم هذه الميليشيات كدروع بشرية في معتقلات عدة منها معتقلات سرية في قاعدة العند التي ما زال يقبع بداخلها منذ أشهر المئات من المواطنين ويلاقون فيها شتى صنوف الويلات والتعذيب الجسدي والنفسي.
وكانت المقاومة الجنوبية قد فرضت حصارًا مطبقًا على معسكر لواء لبوزة بمنطقة المسيمير شمال قاعدة العند بمحافظة لحج. وقالت مصادر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» إن رجال المقاومة شنوا هجوما على المعسكر فجر أول من أمس وإن المعسكر بات على وشك السقوط، خاصة بعد سيطرة المقاومة على أهم منفذين إلى المكان وهما عقان والنخيلة.
وأكدت مصادر في المقاومة أن الساعات القليلة المقبلة ستشهد تطورا ميدانيا مع اقتراب المقاومة من آخر معقلين لميليشيات الحوثي وصالح، ولفتت أن المقاومة تم تعزيزها بمئات المقاتلين الوافدين من مناطق الضالع وردفان ويافع والمسيمير وكرش إلى جانب تعزيز الجبهة بمختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة وأشار إلى أن المقاومة وبعد يوم من سيطرتها على الطريق العام وجولة في مثلث العند في طريقها لاقتحام قاعدة العند التي باتت محاصرة وعلى وشك سقوطها في يد المقاومة المحاصرة لها من جهتي الجنوب والشمال.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.