فورمولا1 تعلن الحداد على وفاة السائق الفرنسي بيانكي

إيكلستون يقر بأن خطورة المسابقة جزء من اللعبة رغم كل إجراءات السلامة

سائقو فورمولا 1 يعربون عن صدمتهم لوفاة بيانكي (أ.ب)
سائقو فورمولا 1 يعربون عن صدمتهم لوفاة بيانكي (أ.ب)
TT

فورمولا1 تعلن الحداد على وفاة السائق الفرنسي بيانكي

سائقو فورمولا 1 يعربون عن صدمتهم لوفاة بيانكي (أ.ب)
سائقو فورمولا 1 يعربون عن صدمتهم لوفاة بيانكي (أ.ب)

أعلن عالم فورمولا1 ورياضة المحركات الحداد على وفاة السائق الفرنسي الشاب جول بيانكي أول من أمس متأثرا بإصابات خطيرة في الرأس تعرض لها سائق فريق ماروسيا قبل تسعة أشهر في سباق اليابان.
وسيطر نبأ وفاة بيانكي على أجواء بطولة فورمولا1 حيث توالت ردود الفعل الحزينة من كافة الفرق المشاركة في البطولة القائمين على المسابقة. وقال فريق مانور ماروسيا في بيان له «جول كان موهبة براقة، كانت تنتظره
أمور رائعة في رياضتنا، ونجاح هو يستحقه تماما». وأضاف: «إنه إنسان ساحر، يصنع انطباعا دائما على عدد لا يحصى من الناس في جميع أنحاء العالم، لقد أدركوا كما فعلنا نحن، أنه بجانب كونه سائقا متحمسا بشدة فإنه شخص دافئ للغاية ومتواضع وشخص محبوب بشكل كبير».
من جهته أكد البريطاني بيرني ايكلستون مالك الحقوق التجارية لبطولة فورمولا1 أن إجراءات السلامة ستظل متوفرة في السباقات لكن الخطورة ستبقى جزءا من هذه الرياضة.
وتحدث ايكلستون، 84 عاما، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي) أمس قائلا: «إذا أردت اختيار أي شيء لارتكاب حادث اليوم فربما تختار سيارة فورمولا1 رغم أنها الآن ربما تكون في أقصى درجات الأمان والسلامة على مدار تاريخها». وأضاف: «ما حدث حقا مع جول كان أمرا مؤسفا للغاية. بالطبع هناك خطورة. المتسابقون يشاركون في 20 سباقا خلال العام. يمكنك متابعة عدد الحوادث. نحن نبذل وبذلنا قصارى جهدنا لضمان سلامة السائق».
وفقد بيانكي سائق ماروسيا والذي كان ينتظره مستقبل واعد بعد تخرجه من أكاديمية فيراري سيطرته على السيارة في ظل طقس سيئ وماطر على حلبة سوزوكا بينما رفعت الأعلام الصفراء لتحذير السائقين للسير ببطء مع تعذر الرؤية لكنه اصطدم برافعة كانت ترفع حطام سيارة أخرى من الحلبة.
وقال ايكلستون أن: «الرافعة ما كان يجب أن تتواجد في هذا المكان، قمنا بعمل هائل للتأكد من أن السيارة إذا خرجت عن مسارها واصطدمت بشيء فستصطدم بحواجز الإطارات أو ما شابه. حينها لن تكون هناك خطورة كبيرة».
وتابع: «الاصطدام بهذا الشيء (الرافعة) له نفس الأثر لو كان الشخص يقود سيارة عادية.. أو حتى دبابة، من المؤسف ضياع شاب بهذه الموهبة في هذه السن. كان شخصا مهذبا. ما حدث كان مأساة بكل المقاييس. أتمنى أن يبقى في الذاكرة كسائق وكإنسان وليس بسبب الحادث».
وتعددت رسائل التعازي في وفاة بيانكي، في ظل وجود اعتراف عام بأن فورمولا1. فقدت سائقا من طراز فريد.
وقال جون بوث رئيس فريق مانور ماروسيا: «الكلمات تعجز عن وصف مشاعر الحزن الشديد التي تعتصر أفراد الفريق حيث لا نستطيع تصديق أن جول قد غادر عالمنا. لقد ترك بصمة كبيرة وسيكون دائما رمزا لما حققناه ولما ناضل الفريق من أجل تحقيقه» وأضاف: «كان جول موهبة متألقة، برغم الحزن نشعر بالامتنان الشديد لأننا تمكنا من أن نوفر لجول الفرصة لكي يظهر للعالم ما يمكنه القيام به بسيارة فورمولا1، كنا نعرف أننا نملك سائقا يتمتع بقدرات خاصة جدا اعتبارا من اليوم الأول التي قاد فيها سيارتنا في التجارب التي سبقت موسم 2013. تشرفنا بوجوده كسائق وزميل وصديق».
وقال ماكس شيلتون الزميل السابق لبيانكي عبر: «لا توجد كلمة يمكنها وصف ما خسرته عائلته والرياضة بشكل عام، كل ما يمكنني قوله هو أنني تشرفت بمعرفتك والتسابق بجوارك».
ونعى الاتحاد الدولي للسيارات في بيان له وفاة بيانكي وقال: «فقدت الرياضة واحدا من أكثر السائقين الموهوبين في جيله وهو ينتمي لعائلة لها حضور قوي في تاريخ الرياضة.. كان جول بيانكي شخصية شهيرة في عالم سباقات فورمولا1 يجمع الأفضل على صعيد الصفات الإنسانية والمهارات الرياضية، يقر الاتحاد الدولي بالشجاعة التي أبداها في معركته الأخيرة وفي المصنع المحبب لقلب عائلته». وأضاف البيان: «يعرب جان تود رئيس الاتحاد الدولي عن خالص تعازيه لعائلة جول ويستشعر مدى الألم الذي تحسه عائلة بيانكي والمجموعة القريبة منه، وتود أوساط رياضة السيارات أن تعبر عن دعمها الشديد خلال هذه المحنة المروعة».
وقال البريطاني جنسون باتون بطل العالم 2009: «لقد فقدنا إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معان. كان مقاتلا حقيقيا. خالص التعازي لأسرته وأصدقائه».
وبدورة قال الفرنسي رومان غروجان سائق فريق لوتس: «فقدنا الليلة الماضية واحدا من أفضل الشخصيات والسائقين الذين قابلتهم على مدار مشواري. سأفتقدك كثيرا يا صديقي».
ونعى ماريو أندريتي بطل العالم عام 1978 السائق الفرنسي بقوله: «خالص التعازي لأسرة جول بيانكي على هذه النهاية المحزنة جدا لحياة موهبة واعدة». وأكد على هذا المعنى الآن جونز بطل العالم لعام 1980. بقوله: «ارقد بسلام أيها الرجل الشجاع. سنفتقدك».
أمام برونو سينا سائق فورمولا1 السابق وابن شقيقة البطل الراحل إيرتون سينا فقال: «خالص العزاء لأسرة جول بيانكي. أتمنى أن تساعدنا الدروس التي تعلمناها على إيقاف هذه النهايات المأساوية».
وأعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا أولوند عن صدمته لسماع خبر وفاة بيانكي وقال: «الحزن يعتصرني بعدما علمت بوفاة جول بيانكي.. فقدت الرياضة الفرنسية واحدا من مواهبها الواعدة». أما الفرنسي الآن بروست بطل العالم أربع مرات، فقال: «كان ينتظره مستقبل واعد.. كان مقاتلا بكل ما تحمله الكلمة من معان. تشرفت بمعرفته ولمست الروح التنافسية الكبيرة التي كان يتحلى بها. أعتقد أن خطأ حدث كلفه الكثير».
وأعرب داريو فرانكيتي الفائز بسباق اندي 500 ثلاث مرات عن حزنه لوفاة البطل الفرنسي وقال: «ارقد في سلام جول بيانكي.. الرياضة التي نعشقها تكون قاسية في بعض الأحيان».
وعلق الأسترالي دانييل ريكياردو سائق فريق ريد بول قائلا: «لن أنساك ما حييت ولن أنسى اللحظات الجيدة التي عشناها معا. سأفتقدك يا أخي».
وبدوه قال الإسباني فرناندو الونسو بطل العالم مرتين: «صديق. رفيق. موهبة. ابتسامة. شخصية خالدة. جول ستبقى معنا دوما». وقال الألماني نيكو روزبرغ سائق مرسيدس ووصيف بطل العالم: «شعرت بحزن بالغ فور سماع خبر رحيل جول، أقدم خالص التعازي لعائلته».
وقال البريطاني مارتن براندل متسابق فورمولا1 السابق: «كان شرف لي التعرف عليك جول بيانكي في هذه الحياة القصيرة. إنه يوم حزين. التعازي للعائلة والأصدقاء».
وقال السائق الفرنسي السابق جان اليسي: «الأخبار عن حالة جول كانت سيئة إلا أننا فكرنا في إمكانية حدوث معجزة. تم بذل الكثير من الجهد في إجراءات السلامة وعلى صعيد السيارات والحلبات للدرجة أننا لم نكن نعتقد أن أمرا كهذا يمكن أن يحدث مجددا». وقال البريطاني ماكس شيلتون سائق ماروسيا السابق: «لا توجد كلمات تصف ما فقدته عائلته والرياضة. ما يسعني قوله هو أنني تشرفت بمعرفتك والتسابق أمامك».
وأعرب ايدي جوردان (مؤسس فريق جوردان) عن حزنه قائلا: «نادرا ما تعثر على جوهرة حقيقية مثل لويس هاميلتون وايرتون سينا ومايكل شوماخر. كان جول يملك الإمكانات ليكون ضمن هذه الفئة.. كانت الظروف مؤسفة. لدينا أمور نتعلم منها إلا أن السلامة الافتراضية للسيارة تطورت في بعض الأمور لكن لا يمكن القول: إن الوضع آمن الآن. بيانكي كان شديد الاحترام. محبوبا ومعشوقا. كان فتى رائعا وكان مشروع بطل عالمي».
وكان بيانكي قد سجل في سباق جائزة موناكو الكبرى 2014 النقاط الأولى والوحيدة لفريق ماروسيا منذ أعوام كثيرة، حيث صعد بسيارته التي تفتقد القدرة على المنافسة إلى المركز التاسع.
وتدرج بيانكي في فورمولا1 - بعد فترة قضاها في سباقات «كاترينج» وبعد أن حقق نتائج متميزة في الدرجات الدنيا من سباقات السيارات، حيث كان جزءا من برنامج السائقين الشباب في فيراري، وتألق في الحصص التجريبية خلال
فترة إعارته إلى فورس إنديا. وقال لوكا دي مونتيزيمولو الرئيس السابق لفيراري «هذا الولد نشأ معنا، وكنا ننظر إليه على أنه سائق المستقبل للفريق». وأضاف: «كنا نخطط لأن ندفع بثلاث سيارات في العام المقبل، وكان من المقرر أن يقود هو السيارة الثالثة، وكان سيصبح مثاليا للأعوام المقبلة».
وكان السائق الفرنسي البالغ من العمر 25 عاما قد دخل في غيبوبة منذ أن تعرض لحادث مروع في مضمار سوزوكا خلال سباق الجائزة الكبرى الياباني (فورمولا1)، عندما اصطدمت سيارته بإحدى الرافعات التي دخلت المضمار لإخراج سيارة تعرضت لحادث، مما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة بالرأس. وكان يخضع للعلاج بمستشفى في مدينة نيس الفرنسية، مسقط رأسه.
وأكد الاتحاد الدولي لسباقات السيارات (فيا) بعد التحقيقات التي أجراها بشأن الحادث، الذي وقع في الخامس من أكتوبر 2014، أن بيانكي يتحمل جزءا من المسؤولية عما تعرض له لأنه لم يخفض سرعة سيارته عندما رأى الرايات الصفراء التحذيرية وهو ما لم يعطه فرصة للتحكم بشكل كامل بعجلة القيادة في ظل الأجواء الممطرة والأرض المنزلقة التي كان يجري عليها السباق.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».