الحكيم يتهم شركاء داخل البيت الشيعي بـ«حساسية مفرطة» تجاه كتلته

زعيم المجلس الأعلى الإسلامي أكد رفضه النظام الرئاسي في العراق

الحكيم يتهم شركاء داخل البيت الشيعي بـ«حساسية مفرطة» تجاه كتلته
TT

الحكيم يتهم شركاء داخل البيت الشيعي بـ«حساسية مفرطة» تجاه كتلته

الحكيم يتهم شركاء داخل البيت الشيعي بـ«حساسية مفرطة» تجاه كتلته

عبر زعيم المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، عمار الحكيم، أمس، عن استغرابه من تكرار الدعوات إلى تغيير النظام السياسي في العراق من برلماني إلى رئاسي مجددا رفضه لها. كما كشف الحكيم عما وصفه بـ«حساسيات مفرطة» لدى شركاء داخل البيت الشيعي تجاه كتلته.
وقال الحكيم في خطبة بعد صلاة عيد الفطر الذي احتفل بعض العراقيين بأول أيامه أمس: «إننا نجد أن البعض لديه حساسية مفرطة من تيار شهيد المحراب والمجلس الأعلى، فيما لا نجد في أنفسنا حساسية تجاه أحد لأننا واثقون من أنفسنا، ومدركون لحجمنا، ومستوعبون لمشروعنا، ومستشرفون المستقبل بوضوح وواقعية»، داعيا أنصاره إلى «تجنب الاصطدام بأصحاب المشاريع المأزومة والجلجلة والصراخ والفوضى».
وبشأن استمرار الدعوات إلى النظام الرئاسي، قال الحكيم «إننا بدأنا نسمع عن مطالبات بالنظام الرئاسي للعراق، وهي مطالب مثيرة للاستغراب وكأننا لم نتعظ من الديكتاتورية وسلطة الرجل الواحد الخارق الذي يهيمن على شعبه ويحكم سطوته عليهم، ونصيحتي للإخوة الذين يروجون لهذه الأطروحات مع تقديرنا لهم وحسن ظننا بنواياهم أن ينظروا حولهم في منطقتنا المنكوبة، ويروا حجم الدمار والتخلف الذي سببه النظام الرئاسي الديكتاتوري في دول المنطقة، وأن لا يقارنوا واقعنا بالأنظمة الرئاسية في الدول المستقرة وذات البناءات المؤسسية الرصينة والتجربة الديمقراطية العريقة». يذكر أن الحكيم سبق أن أعلن رفضه لهذه الدعوات.
وفيما انتقد الحكيم الأداء الحكومي فإنه عد أن «التعيينات بالوكالة هي أساس الفشل الحكومي والإقصاء السياسي». كما انتقد الحكيم جهات تعمل على جعل «التحالف الوطني مؤسسة متلكئة وعاجزة».
من ناحية ثانية، دعا الحكيم إيران إلى طمأنة الهواجس الإقليمية بعد الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة الأميركية كما دعا إلى حوار عربي - إيراني. وقال الحكيم: «إننا ندعو لعلاقات طيبة وبنّاءة معها عربيًا وإقليميًا ودوليًا، كما ندعو القيادة الإيرانية لتفهم الهواجس الإقليمية وتطمين دول المنطقة عبر حوار هادف وبنّاء يتلمس مساحات الالتقاء والمشتركات الكبيرة التي تجمع دول المنطقة مع بعضها». وأضاف الحكيم «أدعو الأشقاء العرب المخلصين إلى النظر إلى إيران بعقولهم وبنظرة مستقبلية وليس عبر التاريخ المشحون عاطفيا؛ لأن المشتركات أكثر من التقاطعات وانتماءنا إلى الإسلام وإلى منطقة واحدة يستحق منا الجلوس على طاولة الحوار ومناقشة كافة الملفات، فإذا كان الغرب يجلس ويفاوض ويحاور ويتخذ القرارات الصعبة ويثق ويمضي في بناء المصالح.. فلماذا يبتعد المسلمون عن لغة الحوار والتفاوض وحل الإشكاليات فيما بينهم، وهم الأقرب لبعضهم البعض مهما تعددت الاختلافات وتقاطعت المصالح».
من جهتها، أكدت عضو البرلمان العراقي عن كتلة المواطن التابعة للمجلس الأعلى، ليلى الخفاجي، بشأن موقف الحكيم الرافض لتغيير النظام في العراق إلى رئاسي، أن «موقفنا في كتلة المواطن وداخل المجلس الأعلى يتسم بالوضوح والواقعية ونقوله بشكل صريح حيث إننا نرى أن مثل هذه الدعوات الآن ليست ناضجة برغم أن كلا النظامين البرلماني والرئاسي محكومان بظروف معينة من حيث التطبيق»، مشيرة إلى أن «الخلل اليوم في العراق لا يتحمله النظام البرلماني بل هناك فشل في الأداء وطالما الأداء قاصر فإنه لا ضمانة في أن يصبح أفضل في النظام الرئاسي الذي من بين أبرز مخاطره أنه يكرس السلطة بيد شخص واحد وهو ما سبق أن عانى منه العراق في الماضي».
وبشأن الانتقادات التي وجهها الحكيم للأداء الحكومي واستمرار ظاهرة التعيينات بالوكالة قال عضو البرلمان العراقي عن المجلس الأعلى الإسلامي حبيب الطرفي لـ«الشرق الأوسط» بأن «هذه الظاهرة الموروثة منذ زمن الحكومة السابقة هي واحدة من أبرز وجوه الفساد الذي نحاربه ونقف بقوة في وجهه وبالتالي إذا أردنا نجاح البرنامج الحكومي فإنه لا بد من العمل وبأسرع وقت حسم ملف التعيينات بالوكالة كما أن التبريرات التي تقدم غير مقنعة ولا تتوافق مع البناء السياسي للحكومة التي ما زلنا نعول عليها كثيرا».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».