لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية تحقق في قضايا رشى الفيفا

القبض على رئيس الاتحاد البوليفي بتهم فساد.. وويب يمثل أمام المحكمة

رئيس الاتحاد البوليفي لكرة القدم  كارلوس تشافيز قبل اعتقاله (أ.ف.ب)
رئيس الاتحاد البوليفي لكرة القدم كارلوس تشافيز قبل اعتقاله (أ.ف.ب)
TT

لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية تحقق في قضايا رشى الفيفا

رئيس الاتحاد البوليفي لكرة القدم  كارلوس تشافيز قبل اعتقاله (أ.ف.ب)
رئيس الاتحاد البوليفي لكرة القدم كارلوس تشافيز قبل اعتقاله (أ.ف.ب)

تفحص السلطات المالية الأميركية الآن سلوك عدد من الشركات التي لها ارتباطات مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أو أي اتحادات أو جهات كروية ارتبط اسمها في فضيحة فساد كبرى، وذلك لمعرفة ماذا كانت هناك خروقات للقوانين الأميركية الفيدرالية المتعلقة بتلقي رشى.
وطبقا لمصدر على دراية بالأمر، فإن هذا التحقيق المدني - الذي يعتبر في مراحله الأولية ومن الجائز ألا يقود لأدلة عن القيام بأفعال شائنة - ستقوم به لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية. وسيفتح هذا التحقيق جبهة جديدة في التحقيقات الواسعة التي تباشرها السلطات الأميركية والسويسرية حول قضايا تتعلق برشى تضم مسؤولين كرويين ومسؤولين تنفيذيين في مجال الإعلام والترويج الرياضي.
وفي أواخر مايو (أيار) الماضي اتهم مدعون اتحاديون في بروكلين بنيويورك تسعة مسؤولين حاليين وسابقين في الفيفا إضافة إلى خمسة مسؤولين تنفيذيين في مجال الإعلام والترويج الرياضي بالتورط في مخالفات تتعلق بأكثر من 150 مليون دولار على مدار 24 عاما.
وطبقا للمصدر الذي رفض الإفصاح عن اسمه لأمور تتعلق بسرية التحقيقات، فإن لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية سوف تركز خاصة على الشركات التجارية التي انخرطت في عقود كروية مثل شركة «نايكي». وعلى الرغم من أن «نايكي» لم يتم تسميتها بالتحديد في ارتكاب أي عمل شائن، فإن الشركة أحاطت بها الفضيحة عندما أدرج المدعون الأميركيون لفظ الرشوة في صفقة كبيرة انخرطت فيها «نايكي» في البرازيل عام 1996. وفي بيان الجمعة الماضي قال متحدث باسم «نايكي» إن الشركة ملتزمة بالتعاون مع أي تحقيقات حكومية خاصة بالفيفا.
من جهة أخرى ألقي القبض أمس على رئيس الاتحاد البوليفي لكرة القدم وأمين صندوق اتحاد أميركا الجنوبية كارلوس تشافيز بسبب تهم فساد. ويواجه تشافيز اتهامات «بفساد مزعوم في إدارة الموارد الداخلة إلى بلادنا»، ومعه ثلاثة مسؤولين رياضيين آخرين. وكان مسؤول قضائي قال الشهر الماضي إن الإداريين الأربعة تم التحقيق معهم بشأن جرائم مختلفة، بما في ذلك الإساءة إلى مناصبهم، وتبييض أموال غير مشروعة، وإساءة استخدام النفوذ، وتنظيم الجرائم. وخضع تشافيز لاستجواب دام 8 ساعات من قبل المحققين.
وألقي القبض أيضا على أمين عام الاتحاد ألبرتو لوسادا بسبب تلاعبه بنتائج مباريات دولية. واتهم عدد من المسؤولين الكبار في اتحاد أميركا الجنوبية من قبل القضاء الأميركي بقضايا فساد وابتزاز ورشى وتبييض أموال، أسفرت عن اعتقال واتهام عدد كبير منهم خلال كونغرس فيفا الأخير في مايو الماضي في زيوريخ، ما دفع رئيس الباراغواي هوراسيو كارتيس إلى التصديق على قانون جديد الشهر الماضي يرفع الحصانة عن الاتحاد القاري الذي يتخذ من بلاده مقرا له، فاتحا الباب أمام مداهمات محتملة للشرطة في إطار فضائح الفساد التي تعصف بمسؤولي كرة القدم الدوليين.
وكان مجمع الاتحاد القاري الفاخر على مساحة 40 هكتارا (400 ألف متر مربع) قد حصل على حصانة تمنع الشرطة والقضاء من إجراء تفتيشات بحكم اتفاق شبه دبلوماسي مع الحكومة الباراغويانية عام 1997. ومن بين المتهمين في أميركا الجنوبية، يبرز الباراغوياني نيكولاس ليوز وخلفه الأوروغوياني أوجينيو فيغويريدو في رئاسة الاتحاد القاري، بالإضافة إلى الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي جوزيه ماريا مارين والفنزويلي رافايل ايسكيفييل.
وأوقف القضاء السويسري بناء على طلب نظيره الأميركي سبعة أشخاص واتهم آخرين من مسؤولين في الفيفا ورؤساء شركات تسويق قبل يومين من الجمعية العمومية للفيفا أواخر مايو. وأعرب رئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتر عن نيته الاستقالة من منصبه بعد أربعة أيام على فوزه بولاية خامسة على التوالي، وذلك تحت وطأة فضائح الفساد التي هزت الاتحاد الدولي، لكنه أعلن أنه سيواصل عمله حتى موعد الجمعية العمومية لانتخاب رئيس جديد. وستجتمع اللجنة التنفيذية للفيفا غدا لتحديد موعد الجمعية العمومية غير العادية لانتخاب رئيس جديد خلفا لبلاتر المتوقعة بين ديسمبر (كانون الأول) 2015 وفبراير (شباط) 2016.
من جهته، أكد مدعي عام نيويورك أن جيفري ويب النائب السابق لرئيس الفيفا مثل أمام المحكمة في نيويورك أمس. وكان ويب وهو من جزر كايمان وصل إلى الولايات المتحدة الأربعاء بعد أن وافق على تسليمه إلى السلطات الأميركية حيث كان معتقلا في سويسرا بتهم فساد كبرى. وقال المدعي العام في بيان «جيفري ويب، نائب رئيس الفيفا ورئيس اتحاد الكونكاكاف السابق، سيواجه لائحة الاتهام اليوم». واعتقل ويب (50 عاما) مع ستة مسؤولين آخرين في الفيفا بتهم الرشوة وتبييض الأموال في السابع والعشرين من مايو (أيار) الماضي، قبل يومين من انتخابات رئاسة الفيفا التي فاز فيها السويسري جوزيف بلاتر. ويرفض المعتقلون الآخرون أن يتم تسليمهم إلى الولايات المتحدة حتى الآن.
ومن بين المتهمين رجل الأعمال ارون دافيدسون، الرئيس السابق لشركة «ترافيك سبورتس» فرع الولايات المتحدة، الذي كان يشتري ويبيع الحقوق التجارية والإعلامية للمباريات، وهو كان حاضرا في جلسة الاستجواب يوم الجمعة.
وأوقف دافيدسون في 27 مايو في فلوريدا، قبل أن يطلق سراحه ويوضع قيد الإقامة الجبرية لقاء كفالة قدرها 5 ملايين دولار أميركي، ويحاول التفاوض حاليا للتوصل إلى اتفاق مع المدعي العام بحسب وثائق قضائية. وتم تحديد جلسة استجواب أخرى في 18 سبتمبر (أيلول) المقبل، وأشار القاضي إلى أن متهمين آخرين قد يصلون إلى نيويورك في هذا الموعد الجديد.
وبحسب القضاء الأميركي، فإن دافيدسون وشركته دفعا أكثر من 7 ملايين دولار أميركي لجيفري ويب من أجل الحصول على حقوق حصرية لبطولات كرة قدم. وكان ويب (50 عاما، من جزر كايمان) رئيسا لاتحاد كونكاكاف حين اعتقاله، ورشحه البعض قبل ذلك لخلافة السويسري جوزيف بلاتر في رئاسة فيفا على أساس خططه الإصلاحية لمكافحة الفساد، خصوصا في اتحاده القاري الملطخ بفضائح الترينيدادي جاك وارنر والأميركي تشاك بليزر.
وكان القضاء السويسري أعلن الخميس أن أحد أعضاء الاتحاد الدولي (فيفا) السبعة الموقوفين لدى بلاده بناء على طلب السلطات الأميركية، سلم إلى الولايات المتحدة في 15 يوليو (تموز) الحالي: «تم تسليمه إلى 3 رجال شرطة أميركيين في زيوريخ ورافقوه إلى نيويورك».
وكان ويب عارض في الاستجواب الأول عقب اعتقاله عشية الانتخابات الرئاسية للفيفا، تسليمه إلى الولايات المتحدة. لكنه غير رأيه في التاسع من يوليو، ما دفع الحكومة السويسرية إلى منح الضوء الأخضر لترحيله في إطار إجراء مبسط.
وأوضحت السلطات السويسرية أن نيابة الإقليم الشرقي لنيويورك تتهم الشخص الذي تم تسليمه إلى الولايات المتحدة بالموافقة على مشاريع تجارية رياضية وحصل على رشى بعدة ملايين الدولارات مقابل حقوق تسويقية. وكشفت أيضا أن «هذه الأمور تتعلق بتصفيات كأس العالم وبطولات قارية في أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية»، مشيرة إلى أن «هذه الممارسات تضر ماديا باتحادين قاريين وبالفيفا وباتحادات وطنية عدة». وقال متحدث باسم وزارة العدل السويسرية رافايل فراي ردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية إن استجوابات الموقوفين الستة الآخرين «جارية».
وقد أوقف الأشخاص السبعة قبيل افتتاح الجمعية العمومية للفيفا أواخر مايو في جنيف بناء على طلب من نيابة الإقليم الشرقي لنيويورك التي تتهمهم بتقاضي رشى تناهز 150 مليون دولار على مدى 24 عاما، حسب السلطات السويسرية.
كما تحقق السلطات السويسرية حول منح شرف استضافة مونديالي 2018 لروسيا و2022 لقطر. ودفعت العاصفة القضائية الأميركية رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر إلى الإعلان عن نيته الاستقالة من منصبه بعد 4 أيام على إعادة انتخابه لولاية خامسة على التوالي، لكنه توقع بقاءه في منصبه إلى حين انتخاب رئيس جديد والذي لن يتم قبل نهاية العام الحالي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».