دعايات انتخابية خلال صلاة عيد الفطر تبشر بقرب الاستحقاق البرلماني في مصر

{العليا للانتخابات} تنتظر صدور تعديلات قانونية حوله

دعايات انتخابية خلال صلاة عيد الفطر تبشر بقرب الاستحقاق البرلماني في مصر
TT

دعايات انتخابية خلال صلاة عيد الفطر تبشر بقرب الاستحقاق البرلماني في مصر

دعايات انتخابية خلال صلاة عيد الفطر تبشر بقرب الاستحقاق البرلماني في مصر

استغل المرشحون المحتملون لانتخابات مجلس النواب (البرلمان) في مصر، صلاة عيد الفطر في الساحات والميادين العامة أمس، في إطلاق دعايتهم الانتخابية بالمخالفة للقانون، رغم عدم تحديد جدول زمني حتى الآن للانتخابات المزمع إقامتها قبيل نهاية العام الجاري، وفقا لتأكيدات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقال مصدر باللجنة العليا للانتخابات في مصر لـ«الشرق الأوسط»، إن «اللجنة تنتظر صدور باقي التعديلات التشريعية لقانوني مجلس النواب ومباشرة الحقوق السياسية، لتحديد موعد دعوة الناخبين للاقتراع والجدول الزمني للانتخابات البرلمانية». وانتشرت في ساحات صلاة العيد بجميع الميادين الرئيسية في المدن ومحافظات مصر أمس، لافتات الدعاية الانتخابية للمرشحين المحتملين، مرفقة بعبارات التهنئة بعيد الفطر المبارك، والتعريف بأنفسهم وصورهم. كما قام البعض بتوزيع الهدايا والألعاب على الأطفال وأعلام مصر مدون عليها أسماؤهم، فيما تجول مرشحون محتملون بين أهالي دائرتهم الانتخابية عقب الصلاة لتهنئتهم بأنفسهم.
واعتاد مرشحو الانتخابات في مصر تعليق لافتاتهم وصورهم بالشوارع الرئيسية للتعريف بهم في المناسبات الدينية للترويج لأنفسهم. ويجرم القانون بدء الدعاية قبل موعدها. لكن مسؤول محلي في ضاحية المهندسين بمحافظة الجيزة قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «المرشحين يدركون أنها مخالفة، كما يعلمون أن عمال الحي سيقومون بإزالتها خلال ساعات؛ لكنهم يدركون أيضا أن ذلك سيتم بعد أن تؤدي غرضها ويشاهدها المواطنون وقت الصلاة».
وأقر الرئيس السيسي قبيل نحو أسبوع تعديل بعض أحكام قانون تقسيم الدوائر الانتخابية، بعد أن أبطلت المحكمة الدستورية مواد بالنص السابق، في حين من المنتظر أن يقر «رئيس الدولة» في وقت لاحق قانوني مجلس النواب ومباشرة الحقوق السياسية.
ويخول الدستور الحالي للرئيس إصدار التشريعات لحين انتخاب برلمان. ومصر بلا برلمان منذ أكثر من ثلاث سنوات، عندما حلت المحكمة الدستورية العليا مجلس الشعب في يونيو (حزيران) 2012.
وترفض السلطات المصرية تحميلها مسؤولية تأخير الانتخابات، مؤكدة أنها حددت مارس (آذار) الماضي، موعدا لبدء إجراء الانتخابات؛ لكن حكم المحكمة الدستورية العليا تسبب في إرجائها بالحكم بعدم دستورية بعض مواد قوانين الانتخابات.
وقال المستشار عمر مروان، المتحدث الرسمي للجنة العليا للانتخابات، في لقاء جرى مؤخرا مع ممثلي نحو 30 سفارة أجنبية معتمدة بالقاهرة، إن «الانتخابات ستجرى وتعلن كل النتائج في الدوائر الانتخابية قبل نهاية العام الحالي».
وبدا أن معظم المرشحين المحتملين الذين أعلنوا عن أنفسهم حتى الآن من المستقلين، الذين يمتلكون شعبية وسمعة في محل إقامتهم، حيث قلت دعاية الأحزاب، التي لم تستقر حتى الآن على قوائمها في الانتخابات.
وتجري الانتخابات وفقا لنظام يجمع بين الفردي والقائمة. حيث تم تقسيم مصر إلى مائتين وخمس دوائر انتخابية تخصص للانتخاب بالنظام الفردي، كما تقسم إلى أربع دوائر انتخابية تخصص للانتخاب بنظام القوائم، بذلك سيكون عدد المقاعد الفردية 448، و120 مقعدًا للقوائم.
وتستعد القوى السياسية للإعداد لتحالفاتها الانتخابية وعقد مشاوراتها عقب إجازة عيد الفطر من أجل بحث إعداد قوائمها الانتخابية التي يمكن تشكيلها في هذا الشأن. ودعا الرئيس السيسي أكثرة من مرة الأحزاب إلى تشكيل قائمة موحدة تحظى بثقة الشعب المصري، غير أن تلك القائمة تواجه صعوبات حتى الآن.
والانتخابات البرلمانية هي الخطوة الأخيرة في خريطة الطريق، التي دشنها الجيش بمشاركة قوى سياسية، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، مطلع يوليو (تموز) 2013، إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.