الجزائر: حبس 28 شخصًا للاشتباه بتورطهم في أحداث طائفية

وزير خارجية كوريا الجنوبية يلتقي مسؤولين جزائريين لتعزيز الحوار السياسي

وزير خارجية كوريا الجنوبية يون بيونج سي مع نظيره الجزائري رمضان العمامرة في مؤتمر صحافي مشترك بالعاصمة الجزائرية أمس (إ.ب.أ)
وزير خارجية كوريا الجنوبية يون بيونج سي مع نظيره الجزائري رمضان العمامرة في مؤتمر صحافي مشترك بالعاصمة الجزائرية أمس (إ.ب.أ)
TT

الجزائر: حبس 28 شخصًا للاشتباه بتورطهم في أحداث طائفية

وزير خارجية كوريا الجنوبية يون بيونج سي مع نظيره الجزائري رمضان العمامرة في مؤتمر صحافي مشترك بالعاصمة الجزائرية أمس (إ.ب.أ)
وزير خارجية كوريا الجنوبية يون بيونج سي مع نظيره الجزائري رمضان العمامرة في مؤتمر صحافي مشترك بالعاصمة الجزائرية أمس (إ.ب.أ)

أمر قاضي التحقيق لدى محكمة مدينة غرداية، الواقعة جنوب الجزائر، مساء أمس بحبس 28 شخصا للاشتباه في تورطهم في أحداث عنف طائفية بين العرب (المالكيين) والأمازيغ (الإباضيين) الأسبوع الماضي، مما تسبب في مقتل أكثر من 20 شخصا وإصابة العشرات.
ومن بين المحبوسين 25 موقوفا بمدينة غرداية، وجهت إليهم تهم «التجمهر في طريق عمومي ومحاولة تخريب وحرق ممتلكات عمومية وخصوصا، والاعتداء على قوات الأمن في مهمة»، وذلك طبقا للمواد 88 و97 من قانون الإجراءات الجزائية.
ونقلت وكالة الأنباء المحلية أمس، عن مصدر قضائي محلي قوله إن ثلاثة قاصرين قدموا أيضا أمام قاضي التحقيق لدى محكمة غرداية لنفس التهم، واستفادوا من الاستدعاء المباشر يوم المحاكمة.
وكانت حصيلة أعمال العنف الطائفية التي منطقة غرداية في الصحراء الجزائرية ارتفعت إلى 23 قتيلا بعد وفاة شخص متأثرا بجروحه.
وبحسب شهود، فإن بعض الضحايا قتلوا بأسلحة نارية التي تستخدم لأول مرة منذ اندلاع الأحداث في ديسمبر (كانون الأول) 2013، مما دفع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى إسناد قيادة العمليات الأمنية للجيش. ومنذ ذلك الحين تم توقيف نحو 40 شخصا، وضبطت أسلحة في عمليات مداهمة نفذتها الأجهزة الأمنية. كما سارع رئيس الوزراء عبد المالك سلال للتوجه إلى المنطقة برفقة وزير العدل، والمدير العام للأمن الوطني وقائد الدرك الوطني، وأكد أنه «لا يوجد طائفية في هذه المنطقة، فنحن كلنا جزائريون ولا مساومة على هذا المبدأ».
من جهة ثانية، حل مساء أول من أمس وزير خارجية كوريا الجنوبية، يون بيونج سي، بالجزائر العاصمة في زيارة عمل تستغرق يومين، وذلك تلبية لدعوة من نظيره الجزائري رمضان لعمامرة.
وقالت الخارجية الجزائرية في بيان لها إن «هذه الزيارة تندرج في إطار تعزيز الحوار السياسي رفيع المستوى بين البلدين، وتشكل فرصة جديدة للمسؤولين الجزائري والكوري الجنوبي للتطرق إلى وضع العلاقات الثنائية، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».
وأوضح المصدر ذاته أن برنامج وزير الخارجية الكوري الذي سيكون مرفوقا بوفد هام، يتضمن عدة لقاءات ستسمح للطرفين بتعزيز إرادتهما في تنويع التعاون الثنائي طبقا لنص وروح إعلان الشراكة الاستراتيجية الموقع من قبل رئيسي البلدين عام 2006.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».