إسرائيل تقول إنها اعتقلت خلية تابعة لحركة فتح مسؤولة عن تنفيذ عمليات في الضفة

بينهم عسكريون في السلطة قتلوا مستوطنًا في الشهر الماضي

إسرائيل تقول إنها اعتقلت خلية تابعة لحركة فتح مسؤولة عن تنفيذ عمليات في الضفة
TT

إسرائيل تقول إنها اعتقلت خلية تابعة لحركة فتح مسؤولة عن تنفيذ عمليات في الضفة

إسرائيل تقول إنها اعتقلت خلية تابعة لحركة فتح مسؤولة عن تنفيذ عمليات في الضفة

سمحت أجهزة الأمن الإسرائيلية أمس بالكشف عن اعتقال خلية فلسطينية في رام الله، مكونة من أفراد ينتمون إلى حركة فتح وبعضهم يتمتع بمراتب الأجهزة الأمنية الفلسطينية، اعتبروا مسؤولين عن عمليات إطلاق نار، كان آخرها عملية مقتل مستوطن إسرائيلي قرب مستوطنة «دوليف» غرب رام الله الشهر الماضي.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إنه تم اعتقال المشتبه الرئيس بتنفيذ عملية قتل المستوطن، وهو محمد أبو شاهين (30 عاما)، ويعد من نشطاء حركة فتح، وكان يعمل ضمن القوة «17» التابعة للسلطة الفلسطينية. كما جرى اعتقال 4 آخرين من الخلية نفسها، وضبط وسائل قتالية مختلفة بما فيها المسدس الذي استخدم في قتل غونين.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن طرف الخيط الذي قاد إلى اعتقال الخلية كان اتصالا هاتفيا من قبل أحد عناصر الخلية تحدث عن عملية إطلاق نار.
وجاء في التفاصيل أن إسرائيل اعتقلت أمجد عدوان (35 عاما) من مخيم قلنديا، الذي يتهمه «الشاباك» بتقديم المساعدة لمنفذ العملية، وتزويده بالذخائر، والمشاركة في عمليات إطلاق نار، وأشرف عمار (24 عاما)، الذي ساعد في دخول أبو شاهين إلى موقع العملية وانسحابه منه، وأسامة أسعد (29 عاما) وساعد في إخفاء الأسلحة، وأحمد عدوان (37 عاما)، وساعد كذلك في إخفاء أسلحة، وجميعهم من سكان مخيم قلنديا المحاذي لمدينة رام الله.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية عن المتهم الرئيس، محمد أبو شاهين (30 عاما)، أنه كان معتقلا بين سنوات 2006 إلى 2008، بتهمة محاولة طعن جندي وإعداد عبوة ناسفة. وقالت إنه اعترف في التحقيق بأنه قام بإطلاق النار 6 مرات خلال العام الماضي، من بينها عملية إطلاق نار تسببت في إصابة جندي إسرائيلي، كما أنه هو الذي نفذ عملية إطلاق النار على سيارة المستوطنين غرب رام الله، ما أدى إلى مقتل غونين وإصابة آخر، في 19 من شهر الماضي.
ومن شأن الكشف عن هوية منفذي العملية الذين ينتمون إلى حركة فتح أن يخفف الضغط عن حركة حماس في الضفة الغربية، التي كانت متهمة بأنها تقف وراء هذه العمليات، وتسببت عملياتها في اعتقال أعداد كبيرة من عناصرها في الضفة الغربية على يد السلطة الفلسطينية.
وكانت حماس اتهمت الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقال العشرات من عناصرها، في الأسابيع القليلة الماضية. ورد المتحدث باسم الأجهزة الأمنية، عدنان الضميري، باتهام حماس بالسعي إلى تدمير الضفة الغربية، قائلا إن الحركة شكلت «مجموعات مقاتلة للمس بالأمن الفلسطيني، وإنه تم القبض على مجموعة كبيرة في الشمال اعترف أعضاؤها بوضوح أنهم يخططون ويتدربون للمس بالأمن الفلسطيني الداخلي، والأجهزة الأمنية».
وكان الضميري قال لـ«الشرق الأوسط» في تصريحات سابقة: «نحن نريد منع تكرار سيناريو العام الماضي الذي يستهدف الضفة هذه المرة»، في إشارة إلى خطف حماس 3 مستوطنين وقتلهم في الخليل في يونيو (حزيران) 2014، ما قاد إلى مواجهات عنيفة وصعبة في الضفة، تلتها حرب دموية على قطاع غزة استمرت 50 يوما، وخلفت أكثر من 2100 قتيل و10 آلاف جريح.
ورفضت حماس الاتهامات وتقول إن الأجهزة الأمنية تعتقل عناصرها لأسباب سياسية.
وفي سياق متصل، أصيب جندي إسرائيلي أمس بجروح بعضها متوسط بعد أن قامت فتاة فلسطينية بطعنه بالقرب من نقطة عسكرية في مفرق بيتيلو شمال رام الله بالضفة الغربية. واعتقل الجيش الإسرائيلي الفتاة الفلسطينية، وأظهرت الصور أنهم قاموا بالتنكيل بها بعد أن قام المسعفون بتقديم الإسعافات الأولية للجندي قبل نقله إلى مستشفى تل - هشومير لمواصلة العلاج.
وروى المسعف الطبي الإسرائيلي الذي وصل إلى مكان الحادث قائلا: «عندما وصلنا إلى منطقة الحادث، وجدنا شابا يبلغ من العمر 20 عاما يجلس جانبا، وكان بكامل وعيه بينما ظهرت عليه آثار إصابة بظهره. وبعد تقديم الإسعافات الأولية له من قبل أصدقائه، وبعدها من قبل الطاقم الطبي، تبين أن جروحه بين طفيفة ومتوسطة».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.