حفتر يبحث مع كبار ضباط الجيش الليبي الحسم الغائب عن بنغازي ودرنة

أشاد بالدعم السعودي والمصري والإماراتي.. وأكد: لا مكان للميليشيات

حفتر يبحث مع كبار ضباط الجيش الليبي الحسم الغائب عن بنغازي ودرنة
TT

حفتر يبحث مع كبار ضباط الجيش الليبي الحسم الغائب عن بنغازي ودرنة

حفتر يبحث مع كبار ضباط الجيش الليبي الحسم الغائب عن بنغازي ودرنة

أعلن الفريق أول خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، أن شرعية الجيش الذي يقوده مستمدة من تأييد الشعب وتفويضه المباشر له بمحاربة الإرهاب، معتبرا أنه لا يمكن للميليشيات المسلحة الخارجة عن الشرعية والقانون أن تكون ندا له في أي حال من الأحوال.
وأضاف حفتر الذي ترأس مساء أول من أمس اجتماعا موسعا للقيادة العامة للجيش الليبي في مدينة المرج بشرق ليبيا، أنه لا مكان للميليشيات في الجيش الوطني الليبي، ولا تفاوض أو حوار مع الإرهابيين.
وأشاد حفتر بالدعم الذي تقدمه دول عربية، وخص بالذكر السعودية ومصر والإمارات، لافتا إلى أن الجيش الليبي يواجه في المقابل متطرفين من كل أنحاء المنطقة والعالم. وعد أن الجيش الوطني الليبي «خط أحمر»، لافتا إلى أنه «لن يكون بندا في أي حوار سياسي»، ومتعهدا بأن «القوات المسلحة الليبية ستتصدى بكل ما أوتيت من قوة لكل المؤامرات التي تحاك لضرب المؤسسة العسكرية».
وأصدر حفتر تعليماته المشددة بـ«منع دخول أي شخصية سياسية، بمن في ذلك أعضاء مجلس النواب، إلى محاور القتال في الجبهات المختلفة»، محذرا من أن «من يخالف هذه التعليمات سيتحمل مسؤولية نفسه، وأنه لا توجد لأحد حصانة في جبهات القتال». وقال إن «على الشعب الليبي وضع ثقته الكاملة في جيشه الوطني وعدم دخول اليأس إلى قلوبهم». كما أثنى على «قوات وزارة الداخلية والقوات المساندة للجيش من شباب المناطق لوقوفهم بقوة إلى جانب الجيش الوطني في معركة الوطن».
إلى ذلك، قتل قائد عسكري أمس خلال الاشتباكات التي خاضها الجيش الليبي ضد المتطرفين في مدينة بنغازي بشرق البلاد. وقال شهود عيان ومصادر عسكرية إن سالم النايلي، المعروف باسم «عفاريت»، وهو آمر «كتيبة 36» التابعة للقوات الخاصة (الصاعقة)، قتل في اشتباكات بمحور الليثي.
على صعيد آخر، طلب قياديون في الجيش الليبي من جميع العسكريين والوحدات في الجيش التزام أماكنهم في جبهات القتال كافة في مدينتي بنغازي ودرنة خلال أيام العيد وذلك بعد ورود معلومات استخباراتية تفيد بعزم الميليشيات المسلحة شن هجوم كبير في حال تراخي القوات في المحاور وعودة الجنود والشباب المساند لهم لقضاء العيد في بيوتهم. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن هؤلاء أن الميليشيات المسلحة التي أتاها دعم سلاح وذخيرة ومرتزقة أجانب خلال الفترة الماضية، تخطط لشن هجوم كبير، خاصة في محور الليثي ببنغازي ومحور الشرطة العسكرية في بوهديمة. وتابعوا أن «خطة الميليشيات المتطرفة تعتمد على توقعهم خلو محاور القتال من جنود الجيش الليبي والمساندين لهم من شباب الأحياء بسبب حضورهم أيام العيد مع أهاليهم وذويهم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.