مقاتلو المعارضة يستعدون لمعركة دمشق من درعا وتعزيزات نظامية إلى القنيطرة

«الائتلاف» يطالب بالإفراج عن 200 طفل ورجل أوقفوا بحمص منذ إجلائهم

مقاتلو المعارضة يستعدون لمعركة دمشق من درعا وتعزيزات نظامية إلى القنيطرة
TT

مقاتلو المعارضة يستعدون لمعركة دمشق من درعا وتعزيزات نظامية إلى القنيطرة

مقاتلو المعارضة يستعدون لمعركة دمشق من درعا وتعزيزات نظامية إلى القنيطرة

أعرب الائتلاف السوري المعارض عن قلقه الشديد على مصير ما يزيد على 200 طفل ورجل معتقلين لدى قوات الأمن السورية منذ إجلائهم من أحياء حمص القديمة الأسبوع الماضي، تزامنا مع إعلان ناشطين معارضين عن حملة اعتقالات نفذتها قوات الأمن النظامية في بلدة صحنايا بريف دمشق، تخللها اعتقال رنيم خليل معتوق، ابنة الناشط الحقوقي والمحامي البارز خليل معتوق المعتقل منذ 16 شهرا، لأسباب مجهولة.
وتزامنت حملة الاعتقالات هذه مع أنباء عن استعداد مقاتلي المعارضة السورية، الموجودين في جنوب سوريا، للقيام بهجوم واسع النطاق على العاصمة دمشق بمؤازرة مجموعات مقاتلة تدربت في الأردن، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية أمس عن طرفي النزاع، وذلك غداة فشل جولة المفاوضات الثانية في جنيف نهاية الأسبوع الماضي.
وقال ناشطون معارضون إن الجيش النظامي بدأ إعادة انتشاره وتكثيف قصف معاقل مقاتلي المعارضة لمواجهة هجوم مماثل. وذكرت مصادر من النظام السوري وأخرى من المعارضة، بحسب الوكالة، أن «آلاف المقاتلين المعارضين الذين تدربوا في الأردن لأكثر من سنة على يد الولايات المتحدة ودول غربية سيشاركون في هذه العملية على دمشق».
وأعلن قائد غرفة عمليات محافظة درعا (جنوب) الضابط المنشق عبد الله الكرازي، «إن درعا هي المدخل إلى دمشق، ومعركة دمشق تبدأ من هنا»، لافتا إلى أنه «في الوقت الراهن، لدينا ضمانات من الدول الداعمة لتوريد الأسلحة». وأشار إلى أنه «إذا وفت بوعودها سنصل إلى قلب العاصمة بعون الله»، موضحا أن «الهدف الرئيس كسر الحصار المفروض على الغوطة الشرقية والغربية»، المنطقتين الزراعيتين المتاخمتين للعاصمة.
وتأتي الأنباء عن الاستعداد لهذه المعركة بعد 3 أيام على تعيين العميد المنشق عبد الإله البشير، قائد المجلس العسكري في القنيطرة (جنوب سوريا) رئيسا لهيئة أركان «الجيش الحر» وتعهد رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا، خلال زيارة ميدانية إلى جبهات إدلب، يوم الجمعة الماضي، بـ«تدفق السلاح النوعي في وقت قريب».
وفي حين دارت أمس اشتباكات عنيفة في القنيطرة بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية من جبهة كتيبة الناصرية، وسط قصف بقذائف الهاون، استهدف، وفق المرصد السوري، مقرات القوات النظامية في كتيبة الناصرية، تزامنا مع استقدام القوات النظامية لأرتال وأعداد كبيرة من الجنود والآليات في محاولة لإعادة السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو الجيش الحر، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن سياسي سوري قوله إن «المعركة الكبيرة (جنوب سوريا) ستجري قبل انعقاد الجولة المقبلة للتفاوض» التي رجح انعقادها في منتصف الشهر المقبل.
وفي تطور ميداني جديد، أعلن المجلس الثوري العسكري في جسر الشغور في محافظة إدلب عن تشكيل فصيل عسكري كبير باسم «جيش الشام» يضم عددا من الألوية منها «لواء داوود» و«لواء سيوف الحق» ولواء «أنصار الله» ولواء «صقور الشرق» ولواء «الفقراء إلى الله» و«المجلس الثوري العسكري» في جسر الشغور و«لواء فتية الإسلام» و«لواء أسود الغاب» و«لواء نسور الإسلام».
في موازاة ذلك، أعرب الائتلاف المعارض عن «قلقه الشديد» على مصير ما يزيد على 200 طفل ورجل، تتراوح أعمارهم بين 15 و55 عاما، قال إن «نظام (الرئيس السوري بشار)الأسد لم يفرج عنهم حتى الآن، بعد أن كان اعتقلهم حال خروجهم من حمص القديمة بحجة الاستجواب».
وطالب الائتلاف، في بيان أصدره أمس، الأمم المتحدة «بالقيام بكل ما هو ممكن لضمان سلامة المعتقلين وإجبار النظام على إطلاق سراحهم بشكل مباشر، خاصة بعد أن تبين للعالم عن طريق التقارير والصور التي سربت الشهر الفائت أن النظام يقوم بعمليات تعذيب وإعدامات ميدانية على نطاق واسع وبشكل ممنهج ضد سجناء الرأي والمعتقلين الذين رفضوا الظلم والاستبداد».
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الأمن في بلدة صحنايا بريف دمشق، الناشطة في مجال حقوق الإنسان المحامية جيهان أمين، ورنيم معتوق ابنة المحامي الحقوقي البارز المعتقل خليل معتوق. وقال رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية أنور البني، «إن عناصر من الأمن العسكري اعتقلتهما مساء أول من أمس بعد مداهمة منزل كل منهما»، مؤكدا أن «أسباب الاعتقال لا تزال مجهولة».
وتنشط أمين (40 عاما) العضو في المركز، منذ أكثر من عشرة أعوام في الدفاع عن عشرات السجناء السياسيين، في حين لا تمارس معتوق (24 عاما)، أي نشاط سياسي وهي طالبة في كلية الفنون الجميلة. وأفاد البني باعتقال شابين في هذه الحملة، مطالبا السلطات السورية «بإطلاق سراح جميع المعتقلين».
وفي داريا، ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في مدينة داريا، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة» من طرف، والقوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من طرف آخر، على أطراف مدينة يبرود بالقلمون، بحسب المرصد السوري.
ونفّذ الطيران الحربي أمس 3 غارات على مناطق في مدينة يبرود، بموازاة استقدام القوات النظامية لتعزيزات عسكرية جديدة على أطراف مدينة يبرود. وأفاد المرصد عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية وحزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني، بينما نفذ الطيران الحربي غارة على قرية السحل، بالتزامن مع قصف من الطيران المروحي على القرية، وغارة على منطقة فليطة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.